شُرع هذه الأيام بولاية الطارف، في طرح أولى كميات محصول الطماطم الصناعية للغراسات المبكرة  لشهر مارس، في الأسواق، بعد أن نضجت المساحات مبكرا مع وفرة و جودة المنتوج لهذا الموسم، ما أدى إلى تهاوي الأسعار إلى ما بين 15 و 20 دينارا للكيلوغرام، وهذا قبل الإعلان عن إعطاء إشارة انطلاق حملة الجني والتحويل المزمع بدؤها قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وذكر ممثلون عن المنتجين في اتصال مع النصر، أن 80 بالمئة من الكميات الأولى وجهت نحو سوق أهراس، خنشلة، بسكرة و أم البواقي والباقي وجهت للتسويق المحلي، أين تنتشر نقاط البيع على حافة الطرقات والمحاور الرئيسية التي تحولت إلى فضاءات تجارية تعرض فيها الطماطم المبكرة للبيع بأسعار منخفضة وصلت إلى 15 دينارا للكيلوغرام، ويقول الفلاحون إنها لا تغطي أعباء الإنتاج الباهظة التي تتعدى 50 مليون سنتيم للهكتار، خصوصا وأن هناك من لجأ للاستدانة وبيع بعض أغراضه لمجابهة تكاليف حملة الغرس.
وأبدى المنتجون تخوفهم من انهيار الأسعار لمستويات قياسية مع انطلاق حملة الجني والتحويل، ما قد يكبدهم الخسارة والإفلاس بعد أن كانوا قد قاموا بتوسيع المساحة المغروسة التي بلغت هذا الموسم حدود 5 آلاف هكتار، مع عودة العشرات منهم لمزاولة النشاط بعد هجرتهم لأراضيهم بسبب المشاكل المهنية التي كانت مطروحة، قبل تدخل السلطات العمومية للتكفل بها في إطار إعادة الاعتبار لهذه الشعبة.
وقال ممثل عن جمعية المنتجين أن المزارعين رفعوا التحدي، رغم عدم تلقي العديد منهم لمستحقاتهم لدى المحولين ولجوئهم لطرق أبواب العدالة للمطالبة بأموالهم العالقة، مؤكدا أن المشكلة تتكرر كل سنة ما دفع البعض إلى العزوف عن الشعبة، علاوة على النقص في اليد العاملة ما يضطرهم إلى الاستنجاد بذويهم لجمع المحصول وإنقاذه من التلف بفعل الحرارة والحرائق، وكذا المشاكل التي يصادفونها لتسويق الطماطم وسط طوابير عادة ما تكون نهايتها رمي المنتوج في الوديان لتلفه وتعفنه.
من جهتها أشارت مصالح الفلاحة إلى أن طرح كميات الطماطم للغراسات المبكرة التي نضجت مبكرا، ساهم في عودة استقرار أسعار هذه المادة التي باتت في متناول جميع المواطنين بعد أن كانت منذ أيام محصورة بين 80 و 100 دينار، مؤكدة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنجاح حملة الجني والتحويل المزمع انطلاقتها يوم 28 جوان الجاري وسط توقعات بتحقيق وفرة قياسية في إنتاج الطماطم الصناعية هذه السنة، بعد توسيع المساحة المغروسة والانطلاق المبكر لموسم السقي على غير العادة أواخر مارس.
و يُتوقع جني ما يقارب 4 ملايين قنطار بمعدل 700 إلى ألف قنطار في الهكتار، بسبب التحكم في المسار التقني والأمراض الفطرية وتوسيع المساحة المسقية، كما أعلنت نفس المصالح عن مرافقة  عدد من كبار المنتجين لخوض غمار تصدير منتوجهم في عملية أولى من نوعها، بعد تخصيص منح لمتعاملي هذه الشعبة و تنظيم أنفسهم في تعاونيات فلاحية للدفاع عن مصالحهم المهنية.
وأعلنت المصالح المعنية عن إبرام عقود بين المنتجين والمحولين للتحكم في عملية التسويق داخل الولاية وخارجها على مساحة تقارب 4500 هكتار ما يمثل 90 بالمائة من المساحة الإجمالية، مع تحديد السعر المرجعي لتجنب أي متاعب ومشاكل أثناء انطلاق حملة الجني والتحويل التي يذهب 80 بالمائة من إنتاجها نحو الوحدات التحويلية الثماني بطاقة تحويل تقدر بـ 10 آلاف طن يوميا.
وقالت غرفة الفلاحة أنها عقدت لقاءات مع المنتجين من أجل مرافقتهم وإنجاح حملة الجني والتحويل وإزالة كل العقبات التي قد تصادفهم مع تسوية مشاكلهم المهنية، مؤكدة أنها تتوقع إنتاجا قياسيا من محصول الطماطم بعد توسيع المساحة وتحكم اغلب الفلاحين في المسار التقني والتغلب على مكافحة الأمراض الطفيلية والفطرية بالتنسيق مع المعاهد المختصة، داعية إلى تشجيع الإستثمار في هذه الشعبة، من خلال تحفيز المختصين ورجال المال بالتوجه نحو تجفيف الطماطم الصناعية وتصديرها لما يدره هذا النشاط من عائدات معتبرة بالعملة الصعبة على الخزينة، واستحداث مناصب الشغل وتوسيع المساحة المغروسة سنويا.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى