عرفت المؤسسات الاستشفائية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، إقبالا كبيرا من المرضى تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، ما خلف طوابير وتجمعات، في وقت لا تتوفر فيه المصالح الصحية على عدد كبير من أفراد الأطقم الطبية.
وجابت النصر أول أمس مختلف المؤسسات الاستشفائية بمدينة علي منجلي، الأكبر بولاية قسنطينة، وقد كانت البداية من مستشفى الدكتور بن شريف عبد القادر الواقع بوسط المدينة، حيث كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا، عندما وجدنا عددا معتبرا من المركبات المركونة في الحظيرة الخاصة بالمؤسسة.
وقد كانت غرفة الانتظار ممتلئة بالمرضى، بينما تكفل عون أمن بتوزيع قصاصات ورقية مكتوب عليها أرقام تحدد دور كل منهم. ولاحظنا أن المواطنين يتوافدون دون توقف، فيما كانت الأسباب مختلفة، حيث تواجد البعض لتلقي العلاج بسبب كسور أو جروح ناجمة عن السقوط، فيما كان عدد الرضع والأطفال الصغار معتبرا.
وجدنا أيضا مرضى ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا حيث كانوا يسيرون بصعوبة ويشتكون من درجة الحرارة المرتفعة لأجسادهم، مع إطلاق سعال جاف ومتواصل. وأثار انتباهنا أن الحالات المشتبهة في إصابتها بعدوى كورونا تشارك أشخاصا جاؤوا لعلاج أمراض أخرى نفس الكرسي، ما قد يسهل انتشار الوباء، حيث كانت الأجساد متلاصقة بسبب الإقبال الكبير، فيما كان الجميع يضعون كمامات واقية. وخلال 45 دقيقة من الانتظار، لاحظنا أن كل مريض يأخذ فترة طويلة قبل ترك مكانه لآخر ما تسبب في تجمعات بقاعة الانتظار.  و بالعيادة متعددة الخدمات بن قادري، وجدنا عشرات المواطنين في قاعة انتظار واسعة، فتوجهنا نحو مكتب الاستقبال بغية الحصول على قصاصة بها رقم، وحصلنا على 57 فيما كانت المعاينة تُجرى في تلك الأثناء للمريض رقم 34. بعد مرور 30 دقيقة لم يخضع إلا مريضين للفحص، فيما كان الإقبال مستمرا، كما لاحظنا أن عددا معتبرا من المرضى اضطروا إلى مغادرة العيادة.
وكان جل المتوافدين يحملون رضعا، فيما كانت هناك نسبة كبيرة من المسنين والمسنات، كما أن عشرات المرضى الذين غادروا عادوا مجددا بعد مرور حوالي ساعة ليجدوا أن دورهم قد مرت عليه مدة زمنية، ليضطروا لمحاولة إقناع أصحاب الأرقام المعنية بالاستفادة من الفحص قبلهم.  وبعد مرور ساعتين من الزمن حان دورنا، وعلمنا من الطبيبة المشرفة أنها تعمل بمفردها وتتكفل بفحص عشرات المواطنين في اليوم الواحد، فيما يتكون الطاقم شبه الطبي من ممرضتين فقط، وتعرف العيادة إقبالا كبيرا من المواطنين.
و علمنا أن جل الحالات التي تخضع للفحص مشتبه في إصابتها بفيروس “كوفيد 19”، كما تبين أن عددا من الرضع أصيبوا بكورونا ولا تظهر عليهم الأعراض ولكنهم في نفس الوقت ينقلون العدوى إلى غيرهم، حيث أكد لنا أحد أفراد الطاقم الطبي اكتشاف حالة لدى رضيع يبلغ من العمر 5 أشهر.
وتوجهنا أمس الى عيادة واقعة بحي الفيرمة، حيث كانت شبه خالية مع تواجد عدد قليل من الأطباء والممرضين، فيما تنقل عدد معتبر من المواطنين الذين يشكّون في احتمال إصابتهم بالوباء إلى مؤسسة استشفائية في الوحدة الجوارية 6 وتشكل طابور دام لساعات، لنعلم أيضا أن عدد أفراد الطاقم الطبي العاملين هناك لا يفوق 3 أشخاص.
كما عرفت المؤسسة الاستشفائية للطفولة والأمومة تشكل طوابير طويلة خلال الأيام الفارطة وذلك منذ الساعات الأولى من الصباح، كما أدى الاقبال الكبير إلى حدوث احتكاك بين قاصدي المكان من أجل العلاج وبين الراغبين في سحب الأموال من مكتب البريد المحاذي و أولئك المتوجهين لدفع مستحقات استغلال المياه بوكالة سياكو المحاذية أيضا.
حاتم.ب

الرجوع إلى الأعلى