أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، شخصا قتل زوجته طعنها بواسطة خنجر بـ 20 سنة سجنا نافذا. فيما التمس ممثل الحق العام في حق الجاني عقوبة الإعدام،عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، في ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 13 سبتمبر 2018، عندما تلقت قاعة الإرسال التابعة لمصالح الأمن بعنابة، بلاغا مفاده تعرض امرأة لاعتداء خطير بداخل شقة والديها بحي الريم و بتنقل أعوان الأمن إلى عين المكان، تبين أن الضحية (ر.ص) تعرضت للطعن بواسطة آلة حادة على مستوى عنقها و مازالت على قيد الحياة، حولت على جناح السرعة على متن سيارة إسعاف الحماية المدنية إلى قسم الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد عنابة، أين فارقت الحياة متأثرة بإصابتها البليغة. و بمباشرة التحريات الأولية، تبين أن الفاعل هو زوجها المدعو (ع.م.ل) المقيم بحي الصرول في البوني، الذي قام بطعن الضحية بسكين في بيت أهلها و لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة و ذلك على خلفية مشاكل عائلية بينهما، حيث غادرت الضحية بيت الزوجية إلى مسكن أهلها قبل الوقائع بـ 5 أيام، إلا أن زوجها اتصل بها رفقة والدته بمسكن أهلها، غير أن الضحية تمسكت بعدم عودتها إلى بيت الزوجية، فغادر زوجها رفقة أمه و عاد في مساء نفس اليوم و بقي رفقتها في قاعة الاستقبال حيث طعنها بخنجر و تركها تسبح وسط بركة من الدماء، ثم غادر على متن سيارة من نوع «سيات ابيزا» لصاحبها المدعو (ق.م) الذي تكفل بنقله مرتين، كما أوصله إلى مقر الدرك الوطني بالبوني، أين سلم نفسه مع تقديم أداة الجريمة.
و صرحت أم الضحية، بأن المتهم حضر يوم الوقائع في حدود الساعة الواحدة زوالا، من أجل تسوية الخلاف القائم بينه و بين ابنتها المرحومة و بعد أخذ ورد رفضت ابنتها العودة إلى بيت الزوجية و تركتهما و غادرت حوالي الساعة 14.15 زوالا و توجهت نحو ابتدائية «شاوي حدة» لإحضار ابنتها المتمدرسة و لدى عودتها أخبرها أحد الجيران بأن زوج ابنتها قام بضربها و عند وصولها بالقرب من العمارة، وجدت ابنتها ساقطة هناك وسط بركة من الدماء. فيما صرح المتهم (ع.م.ل) أمام هيئة محكمة الجنايات، بأن هناك خلافات بينه و بين زوجته، فذهب برفقة والدته من أجل إرجاعها إلى منزل الزوجية، لكنها رفضت، فرجع إلى منزله و قام بتبديل ملابسه و حمل سكينا، ثم عاد رفقة سائق سيارة «الفرود» إلى حي الريم، فوجد الضحية بغرفة الاستقبال، أين طلب من إخوتها تركهما بمفردهما و بعد مناوشات كلامية وقعت بينهما و رفضها التام بقاءه في المنزل و الحديث معه، ثارت ثائرته و في اللحظة التي كانت الضحية تقف ، باغتها من الخلف و حمل سكينا موجها لها ضربة ، ثم خرج من البيت و سلم نفسه لمصالح الدرك، مؤكدا على أن الغضب أعمى بصيرته و تسبب في كارثة قتل زوجته.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى