قالت مديرية الفلاحة لولاية قالمة، بأن أسماكا تعيش في المياه العذبة، قد نفقت خلال الساعات الماضية بمجرى وادي سيبوس و عثر عليها بحواف الوادي قرب منطقة صجرمة الواقعة غربي مدينة بوشقوف.
و أضافت ذات المصالح، بأن لجنة مكونة من قطاعات البيطرة و المياه و الصحة و البيئة و الدرك الوطني، قد تنقلت إلى موقع نفوق الأسماك و أخذت عينات من المياه لتحليلها و تحديد أسباب هلاك الثروة السمكية بأحد أكبر الأنهار النشطة في شرق البلاد.
وليست هذه المرة الأولى التي تموت فيها أسماك المياه العذبة وسط مجرى سيبوس بقالمة ويعتقد المهتمون بشؤون المياه و البيئة و الزراعة، أنه لا يستبعد أن تكون بعض المواد الصناعية و حتى بقايا النفايات المنزلية و الخاصة سببا في ما حدث.
و بالرغم من بناء محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي لمدينة قالمة قبل وصولها إلى مجرى النهر، إلا أن مخاطر التلوث مازالت تهدد مياه سيبوس و تشكل خطرا على حياة الكائنات التي تعيش فيه أو بمحيطه المجاور.
و مازالت أحواض سكانية كبرى ترمي نفاياتها السائلة و حتى الصلبة و العضوية بمجرى وادي سيبوس بقالمة و لا يعرف ما إذا كانت درجات تلوث مياه النهر مازالت تثير قلق المزارعين و حماة البيئة و الصحة، أم أنها مازالت ملائمة لسقي بعض أنواع المنتجات الزراعية.
و مازالت ولاية قالمة في حاجة إلى عدة محطات لمعالجة مياه مجاري الصرف الصحي و النفايات السائلة الخاصة التي تفرزها المصانع و محطات الخدمات، لتطهير و تنقية مياه سيبوس و القضاء على مخاطر التلوث و تأثيره على صحة السكان المستهلكين للمنتجات الزراعية المسقية و كائنات الوسط المائي التي تعيش بحوض سيبوس الكبير.
و يعتمد الاقتصاد الزراعي بقالمة على مياه سيبوس، أين يتواجد محيط السقي الشهير المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي الزراعية الخصبة بشرق البلاد.
و يستعمل المزارعون بقالمة مياه النهر لسقي حقول الطماطم الصناعية و القمح و البطاطا الموسمية و المبكرة و بساتين الأشجار المثمرة و كذا الخضر الموسمية الأخرى التي تزرع على نطاق واسع بالمنطقة.
و يتغذى نهر سيبوس من سد بوحمدان الكبير و روافد أخرى، لكنها قليلة النشاط في مواسم الجفاف و الصيف.
و تلعب الثروة السمكية التي تعيش وسط مياه النهر، دورا كبيرا في خصوبة التربة المسقية و المحافظة على التوازن الإيكولوجي للحياة البرية بحوض سيبوس الممتد من قالمة إلى الطارف و عنابة على طول 117 كلم، تتخللها أحواض سكانية كبرى و حقول زراعية واسعة تعد عصب الاقتصاد الزراعي بشرق البلاد.
و إلى جانب مخاطر التلوث التي تهدد مستقبل النهر، فإن سيبوس يعاني أيضا من الترسب و تشوه المجرى الطبيعي و الانجراف المستمر الذي أتى على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بولايات قالمة، الطارف و عنابة.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى