تأسف والي عنابة، جمال الدين بريمي، أمس، على تضييع الولاية لمشاريع استراتيجية هامة في وقت البحبوحة المالية، لم تجسد رغم رصد أغلفة مالية لها، فبعد تفويت مشروع الترامواي بسبب اعتراض المنتخبين المحليين، تمت إثارة مشروع ربط عنابة بالطريق السيار شرق غرب مجددا، بعد إطلاق دراسات و مناقصة استغلال الفوسفات عبر 4 ولايات، ليُصدر انطلاقا من ميناء عنابة.
و أوضح الوالي في تدخلاته خلال دورة المجلس الولائي المخصصة لمناقشة مشروع الميزانية الأولية لسنة 2021، بأن ولاية عنابة الوحيدة من بين الولايات الشمالية و كذا الساحلية التي تملك ميناء تجاريا و غير مربوطة بالطريق السيار شرق غرب، معتبرا ذلك بالأمر غير المقبول و المحير، على اعتبار أن عنابة رابع مدينة في الجزائر من حيث الأهمية، حيث أصبح هذا الطريق ذات أولوية في الوقت الراهن.
و طلب الوالي من مدير الأشغال العمومية، تقديم توضيحات حول الطريق المزدوج الذي يربط مدينة عنابة و كذا الميناء بالطريق السيار شرق غرب و في هذا الشأن، أشار المدير إلى أن الدراسة التقنية جاهزة على مسافة 26 كلم على عاصمة الولاية، حيث رصد للمشروع غلاف مالي قدره 270 مليارا، جُمد لتأخر انطلاق الأشغال.
و أكد المسؤول على أن مصالحه تسعى لتسجيله ضمن المشاريع الكبرى في الميزانية الوزارية لسنة 2022، كما سجل الوالي بُعد مسافة المحول الحالي للدخول للطريق السيار و الذي يستغرق سير مسافة 20 كلم للدخول إليه.
و في سياق متصل، أجريت دراسة سابقة من قبل مكتب دراسات إسباني لربط مدينة عنابة بالطريق السيار (شرق – غرب)، بتعديل مسار الطريق للمرور عبر منطقة التوسع السياحي بسيدي سالم، التابعة إداريا لبلدية البوني، يكون محور التعديل انطلاقا من الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين قسنطينة و عنابة بزيادة 8 كيلومترات، بحيث يشمل المسار مطار رابح بيطاط الدولي، الميناء و منشآت حيوية أخرى باتجاه ولاية الطارف.
من جهة أخرى، أمر والي عنابة المصالح المعنية، بضرورة إعادة الاعتبار للمدخل الغربي لعاصمة الولاية، في شطره الرابط بين برحال و عنابة، بسبب النقائص المسجلة و المتعلقة بالحواجز الفاصلة بين ازدواجية الطريق، النظافة، الإنارة العمومية و كذا الفوضى العمرانية.
كما يعرف مشروع إعادة تأهيل الطريق بين المدينة الجديدة ذراع الريش و سرايدي على مسافة 17 كلم، توقفا في الأشغال، حيث تم إعداد الدراسة التقنية للإنجاز بتكلفة تقدر بـ 80 مليار سنتيم، غير أن المشروع جُمد، حيث طلب الوالي من مديرية الأشغال العمومية، بإعادة تسجيل المشروع لكونه يكتسي حيوية كبيرة.
علما بأن هذا الطريق تدهورت وضعيته خلال العشرية السوداء و بعد إنجاز مدينة ذراع الريش، أصبح منفذا حيويا يُساهم في السياحة و يسمح بالولوج لأحد لشواطئ القريبة بين سرايدي و ذراع الريش و كذا في تنمية السياحة الجبلية و تخفيف حركة المرور على وسط المدينة، بسلك هذا الطريق مباشرة انطلاقا من الطريق الوطني رقم 44.
كما كشف الوالي، عن مباشرة إجراءات توزيع الأرضية التي منحت لشركة حداد، لإنجاز مصنع للحديد و الصلب ببرحال، على المستثمرين الجادين مستقبلا، في إطار توسع المنطقة الصناعية و تهيئتها وفقا للمعايير المعمول بها.
و عاد بريمي لتوبيخ المنتخبين و رؤساء الدوائر و كذا المدراء التنفيذيين، بسبب التقاعس في أداء مهامهم، مطالبا المسؤولين العاجزين بالاستقالة، قبل اتخاذ إجراءات إدارية في حقهم بسبب التسيب.
و في هذا الشأن، وبخ الوالي رئيس بلدية البوني قائلا « البلدية أصبحت « هاملة» مثل سيدي عمار، بانتشار الأوساخ و مختلف المظاهر السلبية».
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى