منتجو الطماطم الصناعية بقالمة يتعرضون للمطاردة و يطالبون مركب بن عمر بحمايتهم
تحول الإنتاج الكثيف للطماطم الصناعية بقالمة هذه السنة إلى كابوس مرعب و معاناة غير مسبوقة للمزارعين الذين يعيشون الجحيم هذه الأيام أمام مركب بن عمر للصناعات الغذائية بالفجوج شمال مدينة قالمة.
 فقد بدا عملاق الصناعات الغذائية بالجزائر عاجزا عن مواجهة التدفق الكبير للشاحنات و الجرارات المحملة بالطماطم التي اصطفت في طابور طويل يتمدد باستمرار حتى بلغ أمس الجمعة أكثر من 5 كلم، و وصل إلى وسط مدينة هليوبوليس التي تحولت طرقاتها الرئيسية و شوارعها إلى فضاء أحمر تنبعث منه روائح الطماطم و مياهها المتدفقة بقوة عبر الطرقات.  
 و قال ناقلون و منتجون للنصر التي زارت الطابور صباح أمس الجمعة بأنهم يقضون عدة أيام ينتظرون دورهم لتفريغ الشحنات وسط ظروف مناخية صعبة تميزها حرارة قوية تفوق 40 درجة في النهار و رطوبة و ناموس و روائح كريهة في الليل، و أضافوا بأن مركب بن عمر عجز عن التحمل و مواجهة التدفق الكبير لشحنات الطماطم القادمة من مختلف بلديات ولاية قالمة و من ولايات أخرى مجاورة، مؤكدين بأنه و عندما بلغ الطابور إلى وسط مدينة هليوبوليس احتج السكان بقوة و طاردوا الشاحنات و الجرارات المحملة بالطماطم، و أجبروها على مغادرة طرقات و شوارع المدينة، حيث زعم بعض من تحدثوا للنصر بأن بعض الشاحنات المحملة بالطماطم قد تعرضت للرشق بالحجارة من طرف السكان الذين رفضوا توقفها أمام منازلهم و محالهم التجارية لساعات طويلة مما يتسبب في انتشار الروائح و الناموس و اضطراب حركة السير.  و انتشرت قوات الدرك و الشرطة وسط مدينة هليوبوليس و على جوانب الطريق الوطني 21 لحماية الشاحنات و المزارعين من الاعتداء و تنظيم حركة المرور التي أصبحت صعبة للغاية على الطريق الولائي 126 و الوطني القديم رقم 21 العابر للمدينة و الوطني 21 الجديد و نقطة التقاطع الواقعة بالمدخل الجنوبي لهليوبوليس. و لأول مرة تصل طوابير شحنات الطماطم الصناعية المتوجهة لمركب بن عمر بقالمة إلى وسط مدينة هليوبوليس و تفرز مشاكل للسكان و المنتجين الذين صرحوا بأن وفرة الإنتاج هذه السنة قد تحول إلى نقمة و معاناة كبيرة، حيث سجل نقص كبير في وسائل النقل و صعوبة في تفريغ الشحنات و بقاء مساحات واسعة من الطماطم الصناعية تنتظر الجني و اليد العاملة التي صارت هي الأخرى شحيحة للغاية.  
و طالب المزارعون بتدخل سلطات ولاية قالمة لبناء مزيد من المصانع و تخفيف معاناة المزارعين الذين صرحوا بأنهم رفعوا التحدي و يحققون أرقاما قياسية من سنة إلى أخرى، لكنهم اصطدموا بمشاكل معقدة قد تجبر الكثيرين منهم على وقف الإنتاج بداية من الموسم القادم إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه اليوم.  
و يتوقع المنتجون استمرار المعاناة و طوابير الانتظار الطويلة أياما أخرى، مؤكدين بأن مساحات واسعة من الطماطم الناضجة مازالت بالحقول و لا أحد يعرف متى يتم جنيها و نقلها إلى مركبي بن عمر المتواجدين بالفجوج و بوعاتي محمود.  
و بالرغم من النشاط المحتشم لوحدة تحويل صغيرة قرب بومهرة أحمد شرق قالمة و توجه بعض المنتجين إلى مصانع أخرى خارج ولاية قالمة فإن المعاناة هذه السنة كانت كبيرة و غضب المزارعين كان أكبر في انتظار حلول مستقبلية قد تضع حدا لطوابير القمح و الطماطم الصناعية بولاية قالمة التي تحولت إلى قطب زراعي كبير بلا هياكل و بلا بنية تحتية قادرة على التحمل و امتصاص الإنتاج الغزير الذي أصبح يكفي احتياجات قالمة و عدة ولايات أخرى مجاورة.               
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى