أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، مشروعا هاما لتعلية و توسعة محطة الرفع بحي الريم، لحماية المنطقة المنخفضة من الفيضانات على عمق 11 مترا، حيث و باعتبار الموقع تحت مستوى سطح البحر، فقد أصبح نقطة سوداء تتسبب في تعريض سكان أحياء السهل الغربي لخطر الفيضانات أثناء التهاطل الغزير للأمطار، كما وقعت في السنوات الأخيرة، حيث غمرت المياه الطوابق السفلية للعمارات و أغلقت الطريق الوطني رقم 44.
و استنادا لمدير الديوان الوطني للتطهير بعنابة، بوصبع نبيل، في تصريح للنصر، أمس، فإن هذا المشروع يعتبر من الجانب التقني مهما جدا لاستيعاب المياه القذرة و مياه الأمطار في نفس الوقت، مع التوسع العمراني الكبير للأحياء المجاورة، خاصة حي سيدي عاشور الذي يحتضن سكنات عدل، أين تم تحويل محطة الرفع القديمة لاستيعاب مياه الأمطار على عمق هام وصل إلى 11 مترا تحت الأرض، للحد من تأثيرات الفيضانات بالمنطقة و التمكن من ضخ المياه اصطناعيا، عند منع أمواج البحر وصول المياه لمصب واد سيبوس، كما وقع في فيضانات 2019 .
و أكد بوصبع أهمية محطة الرفع في حماية المناطق المنخفضة من الفيضانات، أين توجد 36 محطة تتمركز أغلبها في وسط المدينة كونها واقعة في منخفض.
و أشار المتحدث، إلى أن الديوان الوطني للتطهير بعنابة، يتكبد خسائر فادحة في إصلاح الأعطاب و الصيانة بمحطات الرفع و الضخ، جراء رمي النفايات الصلبة داخل مجاري مياه الأمطار و المياه القذرة و حتى الوديان، حيث تتسبب النفايات الحديدية، الخشب، المواد البلاستيكية و عجلات السيارة التي ترمى بشكل عشوائي، في إتلاف محركات التصفية و الضخ و تعطيل نظام شبكة الرفع بالمحطات، التي أنجز أغلبها قبل 30 سنة.
و أضاف بوصبع، بأن مصالح مديرية الموارد المائية، أطلقت مشاريع جديدة لإنجاز محطات للتطهير و كذا الرفع، منها قرب إنجاز محطة تصفية المياه القذرة القادمة من المدينة الجديدة ذراع الريش و التي تصب بمجرى واد العنب، بعد تحولها إلى مصدر تهديد للحقول و البساتين خاصة في موسم الاصطياف، في ظل انعدام مصب مهيأ للمياه القذرة.
و حسب مديرية الموارد المائية، فقد تم القيام بإجراءات منح الصفقة لاختيار مؤسسة الإنجاز، بعد إنهاء الدراسة و اختيار الأرضية التي ستتوسط التجمعات السكنية الخمسة التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلدية برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز و كذا التريعات، حيث ستكون ثاني محطة لتصفية المياه القذرة بالولاية بعد لعلاليق، هذه الأخيرة يجري ربطها بمركب الحجار من أجل تزويده بالمياه و تحقيق استقلالية التمويل بعد أن عرف خلال 2017 مشاكل و توقف بسبب انخفاض منسوب سدي ماكسة و الشافية.
و جاء تسريع تنفيذ محطة معالجة المياه القذرة ببرحال، بسبب احتجاج فلاحي و سكان مناطق التريعات و ضواحي واد العنب و برحال، حيث حاولوا في وقت سابق غلق القناة الرئيسية التي تجُر المياه القذرة للمدينة الجديدة ذراع الريش إلى الوادي، بسبب انعدام مصادر بديلة لسقي بساتين الحمضيات و الأشجار المثمرة و كذا حقول الخضروات و اختلاط مياه الوادي بالمياه القذرة نتيجة لعملية الإسكان الكبيرة بذراع الريش. و مع قرب إنجاز المحطة، يتم القضاء نهائيا على تلوث الوادي و حماية المنطقة و كذا بحيرة فزارة من التلوث.
كما تعمل مصالح مديرية الموارد المائية في، الأيام الأخيرة، على جهر و تنظيف القناة الحزامية لولاية عنابة و إزالة الحواجز من مجرى الوادي، لتسهيل عملية سيلان المياه و إزالة الأتربة المتواجدة على ضفاف واد موناعيم بالحجار للحماية ضد الفيضانات، مع مواصلة أشغال جهر و تنظيف واد موناعيم و روافده استعدادا لأشغال التهيئة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى