توقفت عمليات ضخ مياه الشرب إلى عدة مدن و قرى بقالمة خلال الساعات الماضية، بعد انكسار قناة الجر العملاقة بجبل بابا عيسى قرب مدينة حمام دباغ.
و قد عملت فرق التدخل ليلة كاملة لانتزاع القطع المتضررة بأحد المواقع الصعبة، باستعمال معدات الحفر و الرفع و الأضواء الكاشفة، لتسهيل العمل و القيام بالحفريات اللازمة، و تركيب قطعة جديدة بتقنية التلحيم، حتى لا تتفكك مرة أخرى، عندما يعود برنامج الضخ انطلاقا من المحطة العملاقة بسد بوحمدان.
و قالت شركة المياه بأن اضطرابا في التوزيع قد سجل بمدن وقرى بلديات قالمة، مجاز عمار و بن جراح، مضيفة بأن العمل قد انتهى بالموقع المتضرر، و أن القناة العملاقة التي تنقل مياه الشرب إلى مدينة قالمة ستعود إلى العمل تدريجيا بداية من يوم الأحد، لتعبئة الخزانات الفارغة و إيصال المياه إلى الزبائن.
و تتعرض قناة بقطر 1000 ملم تنقل مياه الشرب من سد بوحمدان الى مدن قالمة، مجاز عمار و بن جراح، إلى أعطاب مستمرة منذ عدة سنوات، متسببة في تذبذب برامج الضخ و التوزيع، وخسائر كبيرة لشركة المياه.
و يعد المقطع الممتد من محطة المعالجة إلى جبل بابا عيسى قبالة مدينة حمام دباغ، الأكثر عرضة للانكسار والتفكك، تحت تأثير قوة الضغط و حركة الطبقات الطينية عندما تتشبع بالمياه عند سقوط الأمطار.
وبالرغم من تجديد بعض المقاطع السوداء من القناة الممتدة على طول يتجاوز 18 كلم، فإن الأعطاب ما زالت مستمرة، وخاصة بالموقع الجبلي بابا عيسى، ومنطقة الأرض الكحلة قرب مدينة قالمة، ومع كل عطب يتوقف برنامج الضخ، ويحدث تذبذب في إيصال المياه لنحو 300 ألف نسمة ببلديات قالمة، بن جراح ومجاز عمار.  
و تبلغ طاقة الضخ من سد بوحمدان إلى مدينة قالمة نحو 500 لتر في الثانية الواحدة، و هي قدرة هائلة لم تتمكن بعض مقاطع القناة من تحملها مما يؤدي في كل مرة إلى تفكك القطع الخرسانية و الفولاذية، و تدفق المياه بقوة وسط الحقول الزراعية و المنحدرات الجبلية، قبل أن يتدخل المهندسون لتوقيف المضخات العملاقة، وفق تقنية دقيقة حتى لا تتضرر المعدات بفعل الارتداد المائي القوي.
ويعد سد بوحمدان بقالمة الممون الرئيسي لسكان ولاية قالمة بمياه الشرب انطلاقا من محطتين عملاقتين للمعالجة و الضخ، قدرة كل واحدة 500 لتر من المياه في الثانية الواحدة.
و تعمل المحطة الأولى منذ عدة سنوات عبر شبكة من قنوات الجر أكبرها قناة مدينة قالمة ذات قطر 1000 ملم، و هي عرضة للانكسارات بسبب القدم و قوة الضغط، و الطبيعة الجيولوجية للمسار. و يتوقع تشغيل قناة جر أخرى، من سد بوحمدان إلى مدن و قرى سهل الجنوب الكبير خلال الأشهر القادمة انطلاقا من محطة المعالجة الثانية، التي رفعت قدرات الضخ و جر مياه الشرب من سد بوحمدان إلى 1000 لتر في الثانية.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى