يعيش سكان منطقة عيساني عمار ببلدية الخروب في قسنطينة، وسط القمامة ومياه الصرف الصحي بسبب عدم ربط الشبكة بالقناة الرئيسية، ما أدى لتشكل مستنقعات تنبعث منها الروائح الكريهة مسببة انتشارا كبيرا للجرذان و الأفاعي، فيما تؤكد مصالح بلدية الخروب أن هناك مشروعا لتزويد الحي بقنوات الصرف، خُصص له مبلغ 700 مليون سنتيم.
و يقع حي عيساني عمار المسمى محليا «بوزواوش»، في الطريق الرابط بين قرية صالح دراجي و مدينة الخروب، وتقطنه أزيد من 5000 عائلة تعاني من مشكلة انتشار المياه القذرة و النفايات بمحاذاة السكنات، بسبب انعدام شبكة الصرف الصحي وعدم مرور شاحنات رفع القمامة بانتظام.
و بمجرد دخول الحي عبر مدخله الضيق، تبدأ روائح كريهة في الانبعاث، و قبل الوصول إلى مصدرها، كانت أكياس تنتشر وسط الأرصفة و بمحاذاة السكنات، و ما هي إلا أمتار قليلة من السير، حتى وصلنا إلى مساحات مفتوحة أولها مستنقعات و آخرها أكوام كبيرة من أكياس القمامة الممزقة.
و أكد بعض السكان الذين صادفناهم بالمكان، أنهم يعيشون وسط القاذورات منذ سنوات، وأوضحوا أن بعض الجيران و بسبب عدم مرور شاحنات رفع القمامة بانتظام، اضطروا لرميها في تلك المساحات التي تتوسط عشرات البنايات، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة.
كما تنتشر برك مائية وسط حشائش طولها يقارب المتر، تمتد من محاذاة السكنات باتجاه سكة القطار، مرورا على أطنان الردوم المتمثلة في حجارة كبيرة و جبال من الأتربة، فيما شد انتباهنا تواجد أطفال صغار بالقرب من تلك المساحات.
و أكد السكان، أن مياه الصرف الصحي تدفقت وسط البنايات، بسبب انعدام شبكة موصولة بالقناة الرئيسية التي تبعد عن المنطقة بعشرات الأمتار، و تحديدا بحي صالح دراجي.
و أضاف السكان أن مياه الصرف الخاصة بكل منازل الحي تصب في تلك المساحات، ما شكّل برك كبيرة من المياه القذرة، أدت لانتشار القوارض و الثعابين و الديدان، كما تسببت في عدة حوادث منها سقوط أطفال وسطها، حيث كادوا يغرقون فيها لو لا تدخل أهل المنطقة.
كما أدى تراكم المياه أثناء تهاطل الأمطار، إلى وقوع حوادث مرور، حيث تصل إلى السكة الحديدية التي لا تبعد عن تلك البرك إلا ببضعة أمتار، و تسببت في انحراف عربات القطار عدة مرات آخرها كان قبل سنتين، حسب السكان.
و أضاف المعنيون، أنهم قاموا بأشغال ترميم على مستوى سكناتهم، وقالوا إن أي انسداد على مستوى الشبكة «المهترئة» يؤدي إلى انفجار قناة الصرف الصحي داخل المنازل، ليقوم البعض منهم بالبحث عن مخرج الشبكة من أجل ترميمها بأمواله الخاصة، إلا أن غياب مخطط يوضح موقعها الصحيح أفشل مسعاهم.
و قال أصحاب السكنات إن عشرات الشاحنات تقوم برمي الردوم المكونة من الحجارة الكبيرة و التي وصل ارتفاعها إلى أزيد من متر، تسببت في انكسار قنوات الصرف الصحي، و التي لا يزيد قطرها حسبهم عن 30 سنتيمترا.
و خلال جولة قصيرة قمنا بها وسط القمامة و الردوم و مجاري مياه الصرف الصحي، وقفنا على انتشار كبير للبعوض و الذباب و حتى ديدان كانت تغزو المساحات الترابية، وتسببت الروائح و الأوساخ في إصابة العديد من الأطفال حسب سكان المنطقة.
و تمتد المياه القذرة لعشرات الأمتار باتجاه حي الرحامنية، حيث تنقلنا إلى هذه المنطقة، و صادفنا أحد سكانها و الذي أكد أنه و بعد عدة شكاوى، تقرر تسجيل مشروع ربط الشبكة بالقناة الرئيسية، مضيفا أن ممثلين عن مكتب دراسات تواجدوا في عين المكان قبل أيام، لكنه ذكر أن المقاول لم يشرع في الأشغال، و لم يتم بعد إيجاد مخرج الشبكة، و بالتالي امتداد مسافة الأشغال لعشرات الأمتار الإضافية مما يكلف أموال أخرى حسب ما علمه السكان من المؤسسة.
و أكد نائب رئيس بلدية الخروب، المسؤول عن المصلحة التقنية، وشتاتي سليم، في اتصال بالنصر يوم أمس، أن مشروع ربط الحي بشبكة القناة الرئيسية للصرف الصحي، سُجل وتم منح الصفقة لأحد المقاولين، الذي يكون قد انطلق في أشغال الإنجاز، موضحا أن قيمة الصفقة بلغت 700 مليون سنتيم.
حاتم/ ب

الرجوع إلى الأعلى