اضطرت العيادات الطبية الخاصة المختصة في التصوير الطبي بولاية ميلة إلى وقف العمل بالأجهزة الطبية ذات الكلفة الكبيرة وفي مقدمتها جهاز  سكانير تخوفا من مخاطر التذبذب في الطاقة الكهربائية الذي تعرفه منذ مدة ليست بالقصيرة مختلف المدن.
وهو ما أثر سلبا على تشغيل هذه الأجهزة الطبية  أكثر من مرة وأدى إلى احتراق أجزاء أساسية فيها لذلك فضل أصحابها وقف النشاط إلى غاية ثبات التيار الكهربائي مثلما صرح للنصر أحدهم مشيرا إلى أن  بطاقة جهاز السكانير على غلائها  احترقت على مرتين متتاليتين ناهيك عن علبة التموين بالطاقة الكهربائية بسبب التذبذب الحاصل في التيار الكهربائي والانقطاع المفاجئ والمستمر له.
هذه الوضعية أرغمت مرضى الولاية على الخروج من إقليمها والتوجه نحو الولايات المجاورة قصد قضاء حاجاتهم وتلبية طلبات الأطباء المعالجين في استخراج صور السكانير لتحديد والتعرف على علتهم ويزداد الأمر سوء عند الأطباء نزلاء المؤسسات الاستشفائية في ظل توقف جهاز السكانير المتواجد بمستشفى الإخوة بن طوبال عن العمل لغياب الطبيب المختص القادر على تشغيله، حيث يطلب من أهالي المرضى الذين هم في حاجة ماسة لصور هذا الجهاز إلى استخراج ذلك بالخروب أو بقسنطينة مع ما يسبب ذلك من إجهاد نفسي وبدني للمريض أثناء نقله ناهيك عن المصاريف المادية المصاحبة لذلك.
وكان مرضى مصلحة تصفية الدم بذات المستشفى السالف ذكره قد عانوا خلال الشهر الفارط من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وهو ما يجبر أجهزة التصفية على التوقف عن العمل لفترة يتم خلالها اللجوء إلى تشغيل المولد الكهربائي الذي كان بدوره لا ينطلق في العمل آأليا عقب انقطاع التيار، بل يحتاج إلى التدخل اليدوي وهذا إلى غاية أن تم التخلص من هذا الإشكال مؤخرا لتعود الأمور إلى نصابها بهذه المصلحة مثلما يتم اللجوء إلى شاحنات صهاريج الماء في كل مرة تتوقف شبكة التوزيع الممونة للمصلحة بالماء الضروري لعمل أجهزة التصفية.
وعلى ذكر المولد الكهربائي الذي يحل محل شبكة التموين حال انقطاع التيار الكهربائي تساءل العديد من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم ملزمين باستخراج صور السكانير عن الأسباب التي تجعل الطبيب المختص في التصوير الطبي لا يزود نظام التموين بالطاقة الكهربائية عنده بمولد كهربائي ليوفر عامل الصيانة لأجهزته من جهة وليحل الإشكال الذي يعانون منه في الوقت الحاضر مشددين على أن ثمن المولد لا يساوي شيء مقارنة بثمن مجموع الأجهزة الموجودة بعيادته وكذا بالأسعار المطبقة والتي يطالبون المريض بدفعها لهم.
وقد نفى مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز لولاية ميلة في تصريح سابق للنصر بشأن الإنقطاعات الكهربائية  بان الأمر لا يتعلق بضعف الطاقة الكهربائية مقارنة مع ارتفاع الطلب في فصل الصيف الساخن الذي يتطلب تشغيل العديد من أجهزة التكييف و التبريد وذلك بالنظر لما تم انجازه من مراكز تحويل وضعت في الخدمة للتخلص من ضعف الطاقة وإنما الأمر مرتبط بقدم بعض التجهيزات القديمة المستغلة ضمن شبكة التوزيع بالمدينة والأسلاك الكهربائية التي تربطها، ضاربا المثل بالمحول الموجود بمتقن الإخوة بلعريمة و كذلك الموجود بالولاية اللذان يعانيان من خلل أصبح دائم و الضرورة تقتضي استبدالهما لأن بقاءهما سيعمق الأزمة، وهو ما سيزيد من متاعب المواطنين إن بقي الوضع على حاله.
إبراهيم شليغم.            

الرجوع إلى الأعلى