كشف مدير الصحة و السكان لولاية تبسة «السعيد بلعيد» في لقاء مع النصر حول واقع قطاع الصحة بالولاية، أنه و في إطار إعادة النظر في الخارطة الصحية، تم تخصيص عدة منشآت و مستشفيات لفائدة المرضى، لتحسين نوعية التكفل بهم بأقل التكاليف، مع اتخاذ الإجراءات و التعديلات اللازمة على هذه المنشآت لتصبح مطابقة للمعايير، مضيفا أنه تم إحصاء 41 عيادة متعددة الخدمات بالولاية قيد الخدمة، فيما لا زالت 15 عيادة أخرى مغلقة.
فتح 41 عيادة و نقص في تخصصات العيون و القلب و الجراحة
ففي إطار إنعاش الصحة بالولاية، قال المدير إنه تم وضع 41 عيادة متعددة الخدمات حيز الخدمة، لتوفير التكفل الصحي المناسب بالمرضى، بمعدل عيادة متعددة الخدمات لكل 19 ألف نسمة، في حين أن المؤشر الوطني يحصي عيادة لكل 25 ألف ساكن.
في حين ذكر المسؤول بأنه كانت هناك 34 عيادة مغلقة في السنوات الماضية و قد أعيد الاعتبار لمعظمها في انتظار فتح 15 عيادة أخرى، مازالت مغلقة لانعدام الكثافة السكانية اللازمة لفتحها، مع إمكانية فتح 5 عيادات أخرى في قادم الأيام.
مدير الصحة، قال إن  الولاية تتوفر على 131 قاعة علاج منتشرة في المشاتى و المناطق النائية بمعدل قاعة علاج لكل 6 آلاف نسمة و بالنظر لخصوصية المنطقة التي تتميز بتباعد السكنات و انعدام التجمعات السكانية الكبيرة في كثير من البلديات، فقد تم تخصيص قاعة علاج لكل 300 نسمة و يبقى الإشكال المتعلق بقاعات العلاج، هو تواجد عدد كبير منها بمناطق تنعدم فيها المسالك و الكهرباء و الماء و هو ما يرهن تنقل الطاقم الطبي لها.
مدير الصحة أكد أن القطاع تعزز هذه السنة بـ44 طبيبا مختصا في مختلف الاختصاصات، منها جراحة الأطفال، طب و جراحة العيون، طب الأمراض الباطنية، جراحة الأعصاب، الجراحة التجميلية و غيرها من الاختصاصات، ليصل إجمالي عدد الأطباء الاختصاصيين إلى 165 طبيبا، موزعين على مستشفيات الولاية و هو ما يساهم في تحسين التكفل الصحي بالمرضى، لكن العدد يبقى غير كاف بالنظر إلى احتياجات المرضى، في انتظار استحداث مصالح و وحدات جديدة عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، مضيفا أن الانشغال الأول الذي يؤرق المشرفين المتعاقبين على القطاع، يكمن في عدم استقرار الأطباء المختصين بعد تأدية الخدمة المدنية، إذ يهجرون المستشفيات بعد الفترة الإلزامية لتبقى خاوية و هي وضعية تكرست بافتقار هذه الهياكل لتخصصات مهمة، منها أطباء الإنعاش و القلب و جراحة العظام و الأمراض الباطنية و أمراض العيون، حتى أن بعض الاختصاصات تشهد غياب المداومة باستثناء أمراض النساء و العظام بنسبة عجز مستمرة.
تراجع تحويل المرضى
ومخطط لإنشاء مصالح استشفائية جامعية
و حول ظاهرة تحويلات المرضى و المصابين إلى المستشفيات الجامعية، أكد مدير الصحة، أن نسبة تحويل المرضى من داخل الولاية إلى خارجها، عرفت تراجعا كبيرا خلال سنة 2020/ 2021، نتيجة لتوظيف العديد من الأطباء المختصين في مختلف المؤسسات العمومية و هي المبادرة التي لقيت استحسان المرضى، حسب قوله، بينما يرى أنه مازال مشكل نقص سيارات الإسعاف مطروحا بقوة، في ظل انتشار العديد من الأمراض و كثرة الحوادث و استياء المواطنين من المتاعب التي تلاحقهم بحثا عن سيارات الأجرة لنقل المرضى إلى المستشفيات و المصحات، سواء داخل أو خارج الولاية، فغياب سيارات الإسعاف المخصصة لنقل المرضى، مشكلة تعاني منها العيادات ببعض البلديات الفقيرة و حتى البلديات الحدودية التي تبعد بمسافات طويلة عن عاصمة الولاية تبسة، كما هو الشأن لسيارة الإسعاف الوحيدة بنقرين التي تتعرض باستمرار لأعطاب متكررة.
مع العلم بأن القطاع يحصي45  سيارة إسعاف و بغرض تدارك العجز المسجل في قطاع الصحة من سيارات الإسعاف، فمن المنتظر مرور صفقة لاقتناء 16 سيارة إسعاف عادية و سيارتي إسعاف على شكل عيادات متنقلة على لجنة الصفقات بالولاية، ثم المراقب المالي.
أما بخصوص مطلب إنشاء مستشفى جامعي، فأشار المدير إلى أن المخطط الصحي الجديد للولاية، منصبّ على إنشاء مصالح استشفائية جامعية بالمستشفيات المؤهلة، أي التي تتوفر على أجهزة “سكانير” و “إيارام” و مخابر و منصة تقنية مؤهلة، مثل مستشفى بكارية، عالية صالح و خالدي عبد العزيز بعاصمة الولاية، من خلال تدعيمها بالتجهيزات.
و أوضح محدثنا، أن المطالب تم تبليغها إلى وزارة التعليم العالي و البحث العلمي، لاتخاذ قرار بفتح كلية للطب في القطب الجامعي الجديد ببولحاف الدير و مركز استشفائي جامعي جهوي تدريجيا، ضمن خطة إعادة تأهيل جامعة تبسة، بالنظر لإمكانية التعاون البيداغوجي مع ولايات عنابة و قسنطينة و بدايات مناقشات عامة للتعاون التونسي الجزائري في هذا الشأن و من خلال التأطير المؤقت لأساتذة من جامعات عنابة، قسنطينة و باتنة، سيتم توفير عدد من الأطباء المختصين و من خلال ذلك، تحويل المصالح الاستشفائية إلى مصالح استشفائية جامعية في انتظار مستشفى جامعي.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى