فكّكت مصالح المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، أول أمس، شبكة مختصة في تهجير البشر، يمتد نشاطها لعدة ولايات شرقية، تقوم بتحضير الرحلات و تجهيز العتاد للحراقة، مقابل مبالغ مالية بالعملة الوطنية و الصعبة، تتكون من 7 أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 24 و 40 سنة، ينحدرون من ولايتي قالمة و عنابة.
و جاءت عملية التوقيف استنادا للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، بناء على معلومات وردت إلى الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، مفادها وجود تحضير و تخطيط من شبكة إجرامية تنشط بولاية عنابة في تنظيم رحلات عبر البحر للهجرة إلى الضفة المقابلة بطريقة غير شرعية انطلاقا من شواطئ ولاية عنابة و على إثرها تم تنشيط عنصر الاستعلامات و وضع خطة محكمة، مكنت من توقيف أفراد الشبكة مع حجز قاربين و محركين و مركبتين و مبالغ مالية بالعملة الوطنية و الصعبة، بالإضافة إلى معدات و تجهيزات أخرى تستخدم في العملية. و استغلت مصالح الدرك في العملية، تصريحات حراقة أوقفتهم، نهاية الأسبوع الماضي، لدى محاولة فوج  الإبحار انطلاقا من شاطئ جنان الباي، اعترفوا بهوية الأشخاص الذي يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من سواحل عنابة، ما أسفر عن توقيف 7 أفراد ضمن الشبكة، فيما تجري عملية الملاحقة لتوقيف أشخاص آخرين ينشطون ضمن الشبكة، يتواجدون في حالة فرار.
و حسب مصادرنا، فقد اعترف الموقوفون أمام محققي الضبطية القضائية بتنظيم الرحلات انطلاقا من شواطئ بلدية عنابة، يقومون بعد ربط الاتصالات و تكوين الأفواج و استلام الأموال، بشراء زورق مزودة بمحركات بقوة 40 حصانا بخاريا، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، يتراوح عدد الحراقة في كل زورق ما بين 9 و 18 فردا حسب حجم القارب و أضافا بأنهما يتحصلان على أرباح صافية في كل رحلة تصل إلى 100 مليون سنتيم، باحتساب ثمن الزورق و المحرك و المصاريف الأخرى.   
و كشفت التحريات ضلوع الموقوفين، في تنظيم أغلب رحلات الهجرة السرية في الفترة الأخيرة، انطلاقا من شواطئ عنابة نحو جزيرتي « لمبيدوزا» و « سردينيا» الإيطاليتين، بناء على تصريحات الحراقة الموقوفين بعرض المياه الإقليمية.   
و ينتظر تقديم الموقوفين اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، لاستكمال التحقيق القضائي معهم عن تهمة ارتكابهم جناية تهريب المهاجرين غير شرعيين عن طريق البحر . و ذكرت مصالح الدرك الوطني بعنابة بأن جهودها متواصلة لمحاربة ظاهرة تهجير البشر.
من جهة أخرى تحركت المصالح الأمنية المشتركة و المكونة من حراس السواحل و عناصر الأمن و الدرك الوطني، لتكثيف دورياتها عبر كامل محيط الشواطئ التي يقصدها الحراقة للانطلاق في رحلاتهم، بغرض إجهاضها قبل الإبحار و منع الأشخاص المشتبه فيهم الاقتراب من أماكن رسو القوارب المرشحة للهجرة غير الشرعية.
و في ذات السياق، أحبطت وحدات البحرية الوطنية، أول أمس، رحلة للهجرة غير الشرعية متكونة من 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 30 سنة، كما نجحت مصالح الأمن و الدرك الوطني من خلال عدة عمليات، في تشميع ورشة متخصصة في إنجاز قوارب الصيد التقليدية المتواجدة بمنطقة سيدي سالم، التي تستخدم في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى