دخل مصنع إنتاج طحين الذرة وعجائن الذرة الخالية من الغلوتين بمدينة بوشقوف بقالمة، مرحلة التجارب الأولية بعد نحو 6 أشهر من التركيب وإعادة  تأهيل المصنع حتى يتلاءم مع طبيعة النشاط الجديد، بعد أن كان متخصصا في إنتاج الخميرة الجافة و الخميرة الطازجة.
ويتوقع المشرفون على المصنع الذي تديره الشركة الحكومية «آغروديف» بلوغ مرحلة الإنتاج الفعلي في غضون الأيام القليلة القادمة بالقسم المخصص لإنتاج العجائن بدون غلوتين، ثم يتبعه قسم إنتاج طحين الذرة.
وقد زارت والي قالمة، لبيبة ويناز، المصنع واطلعت على سير التجارب الأولية، واستمعت إلى انشغالات الشركة المتعلقة بالدعم بمزيد من الطاقة الكهربائية لتلبية الحاجيات عندما يبدأ الإنتاج المكثف بالقسمين المذكورين.
ويكتسي مصنع مشتقات الذرة أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني الذي تحمل عبئا كبيرا بسبب الاستيراد المكلف وخاصة للعجائن الخالية من الغلوتين الموجهة لمرضى الجهاز الهضمي، كما أن المصنع يوفر العشرات من مناصب العمل بحوض سكاني يعاني من تدني فرص العمل، وخاصة بإقليم بوشقوف أين يعيش تعداد سكاني هام.
وقد تم بناء المصنع سنة 1981 على مساحة تقارب 6 هكتارات، لإنتاج الخميرة الجافة والخميرة الطازجة بقدرة تصل إلى نحو 29 طنا في اليوم الواحد، لكنه تعرض للغلق سنة 2002 بسبب عدم تطابق المنتوج مع متطلبات السوق الوطنية التي تحولت إلى الخميرة المستوردة، واستمرت المساعي بعد ذلك للبحث عن شركاء جزائريين وأجانب لتطوير المصنع والانتقال إلى إنتاج أنواع جديدة من الخميرة، حيث تم إطلاق عدة مناقصات لهذا الغرض لكن بدون جدوى.
واستمر غلق المركب حتى سنة 2016 عندما تم تحويله إلى المجمع الحكومي أغروديف ثم شركة حبوب قسنطينة، التي قررت التحول إلى صناعة عجائن الذرة الخالية من الغلوتين وطحين الذرة سنة 2018.    وقام كل من وزير الصناعة و وزيرة البيئة بزيارة إلى المركب في أكتوبر 2021 وتقرر إجراء خبرة أظهرت بأن المصنع كانت له آثار بيئية وخيمة على المنطقة بسبب انعدام التجهيزات الخاصة بمعالجة النفايات السائلة  والتحكم في الانبعاثات الناجمة عن التفاعلات الكيماوية، كما أثبتت بأن المعدات تدهورت، ومن غير الممكن تجديدها.
و كانت كل هذه العوامل كافية ومشجعة لاستبعاد العودة إلى صناعة الخميرة، والتحول إلى مشتقات الذرة لدعم السوق الوطنية والحد من الاستيراد المنهك لخزينة البلاد، وما هي إلا أيام قليلة حتى تدخل عجائن الذرة بدون غلوتين وطحين الذرة إلى السوق الوطنية انطلاقا من مدينة بوشقوف التي تحاول ترميم نسيجها الصناعي المتداعي.
       فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى