قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، بإدانة امرأة تدعى (ب.ض) المكناة «صليحة» من مواليد سنة 1969، اتهمت بقتل زوجها و حرق جثته و عاقبتها بـ 20 سنة سجنا نافذا، بعد متابعتها بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و ارتكاب أعمال وحشية، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية التي راح ضحيتها زوج المتهمة ووالد أبنائها الثلاثة المعاقين حركيا المسمى (ش.صالح) من مواليد سنة 1964، ترجع بتاريخها للسادس عشر من شهر فيفري من سنة 2020، عندما تقدم مساء المدعو (ش.بلقاسم) من مصالح أمن دائرة قصر الصبيحي، مبلغا عن عثوره على شقيقه المتقاعد من صفوف الجيش الوطني الشعبي المسمى (ش.صالح) متوفيا بمنزله العائلي، على مستوى حي النسيم وسط مدينة قصر الصبيحي، لتنطلق مصالح الأمن في تحرياتها بعد أن حامت الشكوك حول تورط زوجته في القضية، كونها كانت قد تقدمت قبل يوم من اكتشاف جثة زوجها، من منزل شقيقته بعين ببوش، أين أخطرت والدته المسنة بأن ابنها توجه لإحدى ولايات الجنوب بحثا عن عمل، لتعود في المساء وتحاول تقليد صوته على هاتفه النقال، في ردها على اتصالات واردة من أقاربه بعد أن فتحت هاتفه الذي كان مغلقا، أين أعلمت شقيقته بأنه بخير غير أنه سافر بعيدا، لكن سرعان ما اكتشفت أمرها، وتم التعرف على صوتها، ليتنقل الشقيق الأكبر لزوج المتهمة لمنزله، أين اكتشف مقتل شقيقه، ووجده ملقى على الأرض، واتضح بأن جثته أخفتها زوجته بأكوام من الألبسة، وتبين كذلك بأنها أحرقت جثته التي ظلت في غرفة المنزل طيلة 3 أيام كاملة، وهي الفترة التي انقطعت فيها أخبار الضحية.
المتهمة وخلال التحقيق الابتدائي معها، ادّعت بأنها مريضة بمرض عقلي، لتعرض على عدة أطباء مختصين، أثبتوا سلامتها من الناحية العقلية، وأنها تتحمل المسؤولية الجزائية.
المتهمة التي أدينت بعقوبة الإعدام ابتدائيا، بدت سليمة أمام محكمة الاستئناف وهي تدافع بطلاقة عن حقوقها، مشيرة بأنها لها من زوجها 3 أبناء معاقين حركيا أكبرهم سنا 23 سنة، مبينة بأن زوجها الذي كان يعمل طيلة 25 سنة في صفوف الجيش الوطني، تربطها به علاقة زواج منذ 24 سنة كاملة، وهي السنوات التي قضتها في ظلام، نتيجة ما اعتبرته الضرب والحقرة والإهانة التي تتعرض لها في كل مرة، واصفة سنوات زواجها بـ«سنوات المرّ»، وقالت إنها يوم الوقائع طلبت من زوجها الذي لا ينفق على أفراد أسرته، ما اضطرها لتحضير الكسكس وبيعه، أن يقتني حفاظات لأبنائه، غير أنه رفض وهدد بحرقها وحرق أبنائه، لتصعد للطابق العلوي لنشر غسيلها المتمثل في إحدى زرابي المنزل، فلمست عن غير قصد جدار من لبنات الطوب كان يغطي النافذة، فتهاوى أرضا، لتتفاجأ بإصابة زوجها الذي سقطت عليه لبنات الطوب، الأمر الذي جعلها وهي تحت وقع الصدمة، تجره لداخل الغرفة الثانية، بعيدا عن أبنائها الذين كانوا في الغرفة الأخرى، أين رشت جسده بالبنزين الذي أحضره بنفسه ليضرم النار فيها، وأضرمت النار في جسده مستعملة ولاّعة، أين أشار بشأنها تقرير الطبيب الشرعي بأن 78 بالمائة من جسده أصيب بحروق، وأكدت المتهمة بأنها ظلت مصدومة طيلة يوم كامل، لتقوم بعدها بإخفاء جثته بثياب وأغطية، دون أن تجد وسيلة للتخلص منه، إلى غاية قدوم شقيقه الأكبر الذي اكتشف مكان جثته.
و عن المبلغ المالي الذي ضبط بحوزتها المقدر بـ3.6 ملايين سنتيم، فأكدت بأنه يرجع لسلسلته الذهبية التي باعتها، وليس لمنح أبنائها المعاقين، كما ورد في التحقيق الأولي، والذي كان محل نزاع مع زوجها.
وأشارت المتهمة بأن زوجها اعتدى ويعتدي عليها دائما، وسبّب لها عجزا عن العمل قدره 15 يوما، دون أن تقدم شكوى ضده، كونها راعت إعاقة أبنائها، وعن إصابته في وقت سابق نتيجة سقوط لبنات الطوب في المكان نفسه، فأوضحت بأنها لم تكن السبب في سقوطها، وأنها اتصلت حينها بابن عمه، الذي نقله لعيادة المدينة.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى