أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، اليوم، المسمى "ا.ل"، بجناية القتل العمدي باستعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية، راح ضحيتها ابنه وصدرت في حقه عقوبة الإعدام وهي العقوبة التي التمسها النائب العام، مؤكدا في مرافعته أن أركان الجريمة قائمة في حق المتهم الذي قام بقتل فلذة كبده بكل برودة دم وتحت تعذيب وحشي.

حيثيات القضية، حسب ما جاء في قرار الإحالة، تعود إلى 16 مارس 2020، حينما تلقت مصالح الفرقة الإقليمية الدرك الوطني ببلدية حمادي كرومة، مكالمة هاتفية من مصالح الحماية المدنية، تفيد بأنها تلقت نداء استغاثة من طرف المسمى "ب.ع"، المقيم في منطقة الإيداع حمروش حمودي، يفيد بأن جاره "م.ل" المريض عقليا والبالغ من العمر 34 سنة، تعرض لنزيف حاد على مستوى الرقبة، ليتم الانتقال رفقة وكيل الجمهورية المساعد إلى عين المكان، مع الاستعانة بخلية الشرطة التقنية، حيث تم إنجاز ملف تقني بالصور، مع إرسال العينات المرفوعة من مسرح الجريمة إلى المخبر الوطني للأدلة الجنائية للدرك الوطني في بوشاوي بالعاصمة.

وكشفت التحقيقات بعد استماع الضبطية القضائية لشقيقتي الضحية و والده وكذا جارهم الذي ساعدهم في نقله إلى المستشفى على أساس أنه شرب ماء الجافيل، عن شكوك حول كون والد الضحية هو من قام بقتل ابنه المريض، خاصة بعد أن كشفت نتائج تشريح الطبيب الشرعي بمستشفى الإخوة سعد قرمش، أن الوفاة غير طبيعية وعنيفة وتمت بفعل فاعل ويرجح أنها عملية قتل، إذ أن تبين وجود ست طعنات خنجر على مستوى الرقبة مع نزيف دموي، كما أن كل الأعضاء الداخلية بها شحوب، مع حروق سطحية على مستوى فروة الرأس وأخرى عميقة من الدرجة الثالثة في أنحاء أخرى من الجسم، حيث نتجت عن أداة أو جسم ساخن وإصابة الشريان الباني الأيمن والبلعوم.

وأثناء المحاكمة أنكر المتهم الجرم المنسوب إليه، مصرحا بأن ابنه كان يعاني من مرض عقلي بنسبة 100 بالمئة منذ حوالي ثلاث سنوات وكان يعالج بمستشفى الأمراض العقلية بالحروش، وفي يوم الوقائع، استيقظ من النوم على السابعة صباحا، فوجد ابنه مرتديا لباس النوم واقفا وسط الغرفة والدماء تخرج من جسده، بسبب شرب ماء الجافيل، معترفا بأنه قام بتنظيف المنزل من الدماء حتى لا تتفاجأ ابنته التي كانت متواجدة بمنزل شقيقتها.

وصرحت ابنة المتهم بصفتها شاهدة، بأنه و ي وقت الوقائع، كانت بمنزلها العائلي في حي الزرامنة، رفقة شقيقتها حيث تلقت اتصالا من والدها وهو يجهش بالبكاء، يخبرها فيه بأن الضحية تناول ماء الجافيل وأن الدم تدفق من رقبته وطلب منها الحضور لتنظيف الغرفة من الدم، ولما حضرت إلى المنزل لاحظت بقع الدم منتشرة في جميع الغرف، بما فيها الغرفة التي ينام فيها الضحية مع والدها، الذي سبق وأن قام بخطبة إحدى النساء وتم قبول طلبه قبل وفاة شقيقها بأربعة أشهر.

وأضافت الشاهدة بأن والدها كان يضرب شقيقها، مرجحة أن الضحية تم قتله بواسطة سلاح أبيض، وصرحت أنها لا تستطيع توجيه شكوكها إلى والدها ولما كانت تستفسر عن ظروف وفاة شقيقها، كان في كل مرة يلتزم الصمت ويقول إنه مات لأنه شرب ماء الجافيل، أما الشاهدة الثانية فقد صرحت بأن الوضعية التي شهدت المنزل عليها، جعلتها توجه شكوكها لوالدها وأضافت أن الصور المقدمة من طرف الطبيب الشرعي التي تظهر حروقا عميقة على مستوى جسد الضحية، هي آثار موقد الغاز المتواجد في المنزل العائلي.

كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى