سلّطت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، أحكاما وصلت إلى 18 شهرا حبسا نافذا، في حق أربعة أفراد من عائلة واحدة، توبعوا في قضية إصابة سيدة وابنها من جيرانهم، في شجار سببه قطيع ماشية تجاوز معالم قطعة أرض فلاحية للمتهمين.
وقضت هيئة المحكمة بتبرئة المتهم (د.ع) وهو في العقد السابع من العمر، من جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار، وأدانت كلا من (د.ز) في العقد الخامس من العمر و(د.و) في العقد الثالث من العمر وكذا المدعو (د.ن.د) في العقد الثاني، وعاقبتهم بـ 18 شهرا نافذا وغرامة مالية تعويضية قدرها 20 مليون سنتيم لكل واحد من المتهمين، الذين تمت متابعتهم بجنحة الضرب والجرح العمدي مع حمل سلاح وتوافر ظرف العود للمتهم (د.ز) وكذا جنحة الضرب والجرح العمدي مع حمل سلاح، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا للشخص الذي استفاد من البراءة وعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا و 200 ألف دينار لبقية المتهمين.
القضية ترجع إلى الثامن عشرة من شهر مارس من السنة الماضية، عندما اهتزت مشتة فم العنبة بعين الزيتون، على وقع شجار عنيف بين أفراد عائلتين بسبب تجاوز قطيع ماشية يرجع لإحداهما، معالم قطعة أرض فلاحية تابعة للعائلة الأولى، ليقوم أفراد الأسرة صاحبة القطعة الأرضية، بالدخول في ملاسنات كلامية حادة مع العائلة الأخرى، تلتها مشادات عنيفة تعرّض فيها الضحية (خ.أ) للضرب المبرح في الوقت الذي أصيبت فيه والدته بشظايا طلقات نارية، اتهم فيها الوالد والجد المدعو (د.ع) بإطلاقها، خاصة وأن عديد الشهود من سكان المشتة أكدوا سماعهم لـ8 طلقات نارية، دون أن يشاهدوا من أطلقها.
وأنكر المتهم المسن الجرم المتابع به، كما نفت البقية ما تمت متابعتها به، في الوقت الذي أكد الضحية ووالدته بأن المتهم (د.ز) صاحب مركبة تجارية من نوع  «جي 5» هو من نقل ابنه (د.ن.د) وابن أخيه (د.و) للمشتة واعتدوا عليهما، ليلحق بهما المتهم الرئيسي الذي أطلق حسبهما، عيارات نارية.
وبينت التحقيقات التي عكفت على إعدادها عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين الزيتون، بأن النزاع تجدد ليومين متتاليين، أين توبع قريب الضحايا في النزاع الأول، بعد اعتدائه على أحد المتهمين في القضية بضربة حجر، والتي أدين فيها بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، ليتجدد الشجار في اليوم الثاني أين وجهت أصابع الاتهام للمتهمين الأربعة الذين أنكر جلهم ما نُسب إليهم، باستثناء المتهم (د.ن.د) الذي اعترف بدخوله في ملاسنات مع ابن الضحية الثانية، دون أن يسبب له العجز الذي قدره الطبيب الشرعي بـ 10 أيام.
ممثل النيابة العامة أشار في مرافعته، إلى أن هناك قرائن قوية ودلائل تؤكد ارتكاب المتهمين للوقائع المنسوبة إليهم، ناهيك عن وجود شهود ممتازين في الملف عاينوا الوقائع عن قرب، وأكدوا بأن صاحب المركبة التجارية وابنه وابن أخيه حاولوا دهس الضحية الشاب، ونزلوا بعدها من المركبة وأشبعوه ضربا بالعصي، لتلحق به والدته التي شاهدت سيارة المتهم المسن رباعية الدفع من نوع «نيسان» وسمعت حينها 8 طلقات نارية، أين أصيبت بشظايا إحداها في رجلها اليمنى، وأضاف المتحدث، بأن واقعة الضرب بالسلاح الناري كانت قبل حادثة الضرب والرد بحجر.
      أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى