شرعت الوحدات التقنية في مركب الحجار بعنابة، في استرجاع محركات و عتاد هام من الفرن العالي رقم 1، الجاري تفكيكه من قبل المؤسسة الوطنية للاسترجاع، بهدف إعادة صيانة و تأهيل القطع المتوقفة التي مازالت صالحة للعمل.
و تعمل إدارة المركب على استغلالها كتجهيزات بديلة بالفرن العالي رقم 2 في حال تعرضه للعطب أو أخضعه للصيانة، كون التجهيزات تعتبر ثقيلة و تكلف أموالا كبيرة بالعملة الصعبة، خاصة مع الاضطرابات التي تعرفها الأسواق الدولية في مجال التموين بالمواد الأولية و الصناعات الحديدية و الصلب.
و استنادا لتصريح مصدر مسؤول بمركب الحجار للنصر، أمس، فإن عملية التفكيك تسير بوتيرة جيدة و حسب البرنامج المسطر، مع جود تقنيين تابعين لمركب الحجار، يعملون على تحديد وضعية الآلات و المحركات التي يمكن إعادة استغلالها و تحويلها إلى ورشات التصليح.
و بدأت عملية تفكيك الأجزاء الكبرى للفرن العالي رقم 1 بالمركب بتاريخ 19 ماي الماضي، بعد القيام بالإجراءات الإدارية و القانونية و توقيع اتفاقية بين سيدار الحجار و المؤسسة الوطنية للاسترجاع التابعتين لمجمع ميتال.
و توقف الفرن العالي رقم 1 عن الخدمة نهائيا سنة 2009، بعد انتهاء صلاحيته منذ دخولها الخدمة سنة 1969 و جاءت عملية التفكيك على إثر الزيارة التي قادت الوزير الأول السابق سنة 2020، حيث أعطى آنذاك الانطلاق الرسمي لعملية الدراسة ثم التفكيك.
كما دعا الوزير الأول الحالي في لقائه مع وزير الصناعة، إلى ضرورة استغلال الأوعية العقارية داخل المركب، لتعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني.
و وفقا لمصادرنا، يجري ضبط مخطط جديد لإعادة استغلال الأوعية العقارية التي كانت تحتضن الوحدات المتوقفة، منها الفرن العالي رقم 1 و المفحمة و وحدات أخرى مستخدمة في التحويل، بهدف إنشاء وحدات جديدة مكملة لسلسلة الإنتاج الموجودة، بهدف التقليل من تكلفة الإنتاج و الصيانة، حيث يجري تفكير في انجاز فرن كهربائي مكمل لنشاط الفرن العالي رقم 2، لتفادي شل المركب عن توقفه، كونه ينتج الحديد الزهري عن طريق الحديد الخام القادم من منجمي الونزة و بوخضرة بتبسة.
كما يشتغل بالفحم الحجري، حيث تعد تقنية الأفران التي تشتغل بالفحم مكلفة من حيث استهلاك الفحم المستورد و كذا تكاليف الصيانة، حيث خسر سيدار الحجار عدة وحدات حيوية، منها المفحمة التي أغلقها الشريك الأجنبي، إلى جانب ورشات أخرى، معتمدا على استيراد المواد الأولية من فروعه عبر العالم و باسترجاع الدولة لأصول المركب، وجدت الكوادر الجزائرية صعوبة كبيرة في التأقلم مع تقلبات السوق و ارتفاع تكاليف الشحن و كذا مادة الفحم الحجري، الذي قفز سعره من 230 دولارا للطن، إلى 800 دولار.
تجدر الإشارة، إلى عودة الفرن العالي رقم 2 للإنتاج بتاريخ 28 ماي الماضي، بعد انتهاء عمليات الصيانة الجزئية بالمنطقة الساخنة وفقا للبرنامج المسطر. و تمر عملية إعادة تشغيل الفرن العالي، بعمليات جد معقدة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى