تتواصل ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات بجوار الغابات وضواحي المدن بولاية برج بوعريريج، في سلوكات غير حضارية،  رغم إنجاز 10 مراكز للردم التقني تغطي أغلب البلديات، والإجراءات التي أطلقتها مديرية البيئة للقضاء على المفارغ العشوائية والنقاط السوداء.
وتحاصر النفايات ومخلفات الردم والمواد الصلبة، العديد من المدن، لاسيما مناطق التوسع العمراني، رغم حملات التنظيف التي عادة ما يتم فيها رفع عشرات الأطنان من النفايات والمواد الصلبة من النقاط السوداء بضواحي المدن، ناهيك عن الانتشار المحير للمفارغ الفوضوية وسط الغابات وبجوار الطرقات، التي عادة ما يتسبب فيها أصحاب ورشات الخياطة والمذابح الخاصة بالدواجن، في تصرفات وسلوكات غير حضارية، عادة ما يتحين فيها المخالفون فترات الليل للتخلص من القمامة، على غرار أماكن الرمي العشوائي بمنطقة تاركابت بدائرة الجعافرة والمناطق الغابية ببلديات دائرة المنصورة.
و قد سبق لمديرية البيئة أن أطلقت برنامجا للقضاء على النقاط السوداء لتجميع النفايات والقمامة وبقايا الردم، لاسيما بالبلديات التي تفتقر لمفارغ مهيأة ومراكز الردم التقني، بعدما أحصت أزيد من 32 مفرغة عشوائية، وسمحت هذه الإجراءات بتقليص عددها و تنظيفها، غير أن انعدام الحس الحضاري والوعي البيئي بخطورة هذه الظاهرة لدى البعض، عادة ما يتسبب في بروز نقاط سوداء جديدة يتم التخلص فيها من النفايات بشكل فوضوي وعشوائي، في وقت شهدت الولاية خلال السنوات القليلة الفارطة إنجاز 10 مراكز للردم التقني بمقرات الدوائر والبلديات، وتخصيصها لتجميع النفايات ومعالجتها عبر أغلب البلديات.
كما شددت مصالح الأمن الإجراءات الرقابية والدوريات الميدانية للحد من هذه الظاهرة، فضلا عن مصالح النظافة عبر البلديات التي نبهت في لافتات تحذيرية بالنقاط السوداء، إلى خطورة الظاهرة، مع تحذير المخالفين وتنبيههم إلى الإجراءات الردعية الناجمة عن الرمي العشوائي والمتمثلة في تحرير المخالفة وما يترتب عنها من متابعات قضائية، فضلا عن حجز المركبة المستعملة في نقل النفايات والمواد الصلبة وبقايا الردم، وإطلاق حملات تحسيسية للتنبيه إلى خطورة الرمي بالمناطق الغابية وضواحي المدن، لما تشكله من تلوث للمحيط وأملاك المواطنين، ناهيك عن الخطر الوشيك لاندلاع الحرائق عند التخلص من النفايات بطرق تقليدية، عن طريق الحرق الذي يعد من أهم أسباب اندلاع النيران بالغابات .
يحدث هذا، في وقت استفاد فيه قطاع البيئة خلال السنوات الأخيرة، من عشرة مشاريع للتخلص من النفايات، أغلبها دخل حيز الخدمة، من بينها خمسة مراكز للردم التقني للنفايات المنزلية الصلبة والهامدة، ومفرغة مراقبة ما بين البلديات بمساحة إجمالية تقارب 4 هكتارات، لمعالجة النفايات المطروحة عبر 14 بلدية.
وتمثلت أهم المشاريع، في إنجاز وتجهيز مركز للردم التقني ما بين البلديات بمنطقة بومرقد بضواحي مدينة البرج، يتربع على مساحة 17 هكتارا، وقد خصص لتجميع ومعالجة نفايات 6 بلديات، بما فيها عاصمة الولاية والبلديات المجاورة، حسناوة، العناصر، مجانة، سيدي أمبارك وبرج الغدير، بالإضافة إلى إنجاز وتجهيز مراكز للردم التقني ببلديات خليل المنصورة والحمادية.
كما أطلقت مديرية البيئة، مشروع تجهيز مركز الردم التقني للنفايات الهامدة وإنجاز وتجهيز المفرزة الصناعية ببئر الصنب، ومركز لترميد النفايات بالمصحات، ومحطة لتصفية مياه العصارة بطاقة 80 مترا مكعبا في اليوم على مستوى مركز الردم التقني، لمعالجة المياه الناتجة عن النفايات المطروحة بهذه المراكز.
ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى