تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها مدينة سكيكدة يوم الخميس، في حدوث فيضانات بحيي مرج الديب والإخوة ساكر وتوقف حركة سير المركبات عبر العديد من المحاور، جراء سيول الأمطار التي اجتاحت الطرقات والأرصفة وارتفاع منسوب المياه إلى ما يزيد على 10 سنتيمترات ما استدعى تدخل الحماية المدينة لامتصاصها ومنع وصولها إلى المدارس. كانت زخات خفيفة من المطر كافية لإحداث فيضانات بحي مرج الديب وبدرجة أقل في الإخوة ساكر، حيث اجتاحت السيول الشوارع، إلى درجة أن بعض المواطنين اضطروا إلى استعمال زورق لعبور الطريق بسبب ارتفاع منسوب المياه حيث تعذر على السكان السير. وصادفنا مواطنين يبحثون عن منافذ للعبور وتفادي المساحات المملوءة بالمياه، فيما وجد آخرون أنفسهم محاصرين في العمارات ولم يتمكنوا من الخروج والدخول إلى المنازل، حيث انتظروا أزيد من ثلاث ساعات إلى غاية توقف سقوط الأمطار.
وذكر عدد من السكان في حديثهم للنصر، أن حي مرج الديب لم يشهد منذ حوالي ثلاث سنوات فيضانات مثل التي سُجلت أول أمس، وقالوا إن السلطات المحلية كانت تقوم بتدخلات استباقية لتطهير وتنظيف البالوعات وقنوات صرف مياه الأمطار مبكرا في شهر أوت، لكن العملية تأخرت هذه المرة ما أدى إلى تراكم الأوساخ والشوائب في البالوعات، وبالتالي تجمع مياه الأمطار بالطرقات والأرصفة ما يخلق متاعب كبيرة للمواطنين الذين يعيشون شبه عزلة لساعات طويلة. أما بالإخوة ساكر الذي كان إلى وقت قريب الحي الذي يتأثر كثيرا جراء الفيضانات وتشل به الحركة، فإن الأمطار لم تخلف هذه المرة أضرارا ر كبيرة وسُجل تجمع للمياه ببعض المناطق، كما هو الحال بقرب المدرسة الابتدائية وبعض العمارات، لكن مصالح الحماية المدنية، مثلما لاحظنا بعين المكان، سارعت مبكرا إلى امتصاص مياه الأمطار بواسطة المضخات وتصريفها في وادي الزرامنة الذي يتوسط حيي الإخوة ساكر و 20 أوت 1955 وذلك لتفادي وصولها إلى المؤسسات التربوية ومداخل العمارات وهي العملية التي تواصلت إلى غاية المساء.
وقال مواطنون إن الفيضانات أصبحت هاجسا للسكان وليس فقط في مرج الديب، فكلما تساقطت الأمطار تتحول أحياء وشوارع إلى بحيرات، داعين السلطات المحلية إلى إعطاء أولوية قصوى لبرمجة مشاريع ناجعة لحماية مدينة سكيكدة من الفيضانات، وليس القيام بمشاريع ترقيعية لا تجدي نفعا كما حدث في السنوات السابقة، بدليل أن الفيضانات لا تزال حسبهم، السمة البارزة لشوارع عاصمة الولاية كل فصل شتاء. وبدورهم عاش سكان البيوت القصديرية بمنطقة "فالي" المحاذية لمركب عبد الحميد بوثلجة، لحظات عصيبة جراء الأمطار، وذلك خوفا من الفيضانات التي تجتاح الأكواخ وتغمر الحي بأكمله كما حدث العام الفارط، حيث تم تسجيل بعض التسربات، و رغم هذا فإن العائلات ظلت في حالة تأهب قصوى لإخلاء المنازل وناشدت السلطات الولائية بالتدخل لترحيلها قبل فصل الشتاء. من جهة أخرى، شهد الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين قسنطينة وسكيكدة بالمكان المسمى "فج الذخيرة" التابع إداريا لبلدية بني بشير، حادث مرور تمثل في انقلاب شاحنة لنقل قارورات غاز البوتان، ما خلف إصابة شخص بجروح وأدى إلى توقف الحركة بهذا المحور الهام لأزيد من ساعة، بعد تدخل الحماية ومواطنين لإزالة قارورات الغاز من الطريق.                            كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى