أمر والي برج بوعريريج، بإعادة بعث المشاريع المعطلة في قطاع الصحة التي رفع عنها التجميد، بقيمة إجمالية قدرها 252 مليار سنتيم، والإسراع في تدارك التأخر وتسوية مختلف الإجراءات الإدارية لإطلاق الأشغال بها قبل نهاية العام الجاري.
وشكل التأخر المسجل في إطلاق العديد من المشاريع التي سبق وأن رفع عنها التجميد، استياء واسعا بين المواطنين بعد انتظار دام لعدة سنوات، بما فيها مستشفى 240 سريرا ببلدية رأس الوادي، ودراسة إنجاز مؤسسة استشفائية عمومية بعاصمة الولاية، والعيادات متعددة الخدمات ببلديات العناصر رأس الوادي اليشير ومنطقة العيشاوي بالمنصورة، التي تعاني من عجز في الخدمات الصحية، بالنظر إلى نقص المرافق الصحية وتعطل انطلاق المشاريع الجديدة، رغم المطالب الملحة لتجسيدها.
وشكلت وضعية هذه المشاريع، حيزا هاما خلال الاجتماع التقييمي المنعقد بمقر الولاية، في ظل التأخر المسجل في إعداد وإتمام الإجراءات الإدارية والقانونية، تحضيرا لانطلاق الأشغال بها، بعد  قرار رفع التجميد عنها منذ شهر جانفي من العام الجاري  وتسجيلها منذ مدة طويلة، خاصة ما تعلق بمستشفى رأس الوادي المسجل قبل تسع سنوات.
وأبدى الوالي، كمال نويصر، خلال العرض التقييمي للمشاريع المعطلة، انزعاجه من التباطؤ في معالجة هذا الملف والتماطل من قبل المصالح الإدارية في مهامها، في وقت يبقى المواطن بحاجة ماسة إلى تحسين واقع الخدمات الصحية، معطيا أوامر للأمين العام الجديد والمديرية الوصية، بالإسراع في تسوية وإتمام ما تبقى من إجراءات وبعث الأشغال في أقرب الآجال وقبل نهاية العام الجاري على أبعد تقدير.
وعرفت العديد من المشاريع الهامة في قطاع الصحة، انفراجا مع بداية العام الجاري من حيث التمويل، بعدما مسها قرار رفع التجميد، بما فيها مستشفى 60 سريرا ببلدية برج زمورة الذي انطلقت به الأشغال ومن المتوقع استلامه خلال الأشهر القليلة القادمة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى التي لم تنطلق، على غرار مستشفى 240 سريرا ببلدية رأس الوادي، وعملية دراسة إنجاز مستشفى بنفس طاقة الاستيعاب ببلدية البرج، ودراسة لإنجاز أربع عيادات متعددة الخدمات سجلت قبل سنوات، وشملها قرار التجميد بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انكماش المداخيل والأزمة الوبائية، قبل أن يتم اتخاذ قرار برفع التجميد و الإفراج عن المبالغ المالية للشروع في إنجازها.
وخلف هذا الإجراء ارتياحا بين المواطنين، خاصة ما تعلق بمستشفى 240 سريرا الذي طال انتظاره ببلدية رأس الوادي التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني على مستوى الولاية بتعداد فاق 80 ألف نسمة، حيث استفادت من رفع التجميد لعملية الدراسة وإنجاز المستشفى بقيمة إجمالية قدرها 240 مليار سنتيم، في حين اقتصر قرار رفع التجميد في باقي المشاريع على عملية الدراسة، في انتظار الإفراج عن المبالغ المالية المخصصة للإنجاز.
تجدر الإشارة، إلى الحاجة المتزايدة لإنجاز مستشفيات بطاقة استيعاب كافية، تتماشى والنمو الديمغرافي الذي شهدته الولاية، في حين لم تعد مؤسسات استشفائية قديمة قادرة على تغطية الاحتياجات المتزايدة خصوصا على مستوى المدن والبلديات الكبرى، على غرار عاصمة الولاية التي تشكو من نقص الخدمات على مستوى الهياكل الصحية في الطب العام والمتخصص، رغم افتتاح مستشفى الاستعجالات الطبية الجراحية الجديد الذي تبقى خدماته جد محدودة، بالإضافة إلى مستشفى بوزيدي لخضر القديم الذي لم يعد يستوعب حجم الطلب المتزايد، أين يستقبل المرضى من مختلف بلديات الولاية، ناهيك عن المصابين في حوادث المرور، فضلا عن غياب التغطية الصحية في التخصصات الدقيقة، وحالة العجز في التأطير على مستوى الجناح المخصص للكشف بجهاز السكانير.               ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى