باشرت مديرية الثقافة و الفنون لولاية تبسة، الإجراءات المتعلقة بإنجاز حديقة أثرية  متحف وطني للآثار في بئر العاتر وهو المعلم الذي ستحول له القطع المكتشفة بمنطقة بلاد الحدبة، التي سبق أن خصصتها السلطات لمصنع الفوسفات، بالنظر لتواجد كميات معتبرة من هذه المادة.
وحسب تصريح مدير الثقافة لولاية تبسة، جمال الدين عبادي، للنصر، فإن قطاعه سيتدعم بهيكل ثقافي جديد، في إطار حماية الموروث الوطني والمواقع الأثرية وفي هذا الصدد، تم اختيار الأرضية التي ستشيد عليها هذه المنشأة الثقافية التاريخية، بالتنسيق مع مصالح دائرة بئر العاتر وستحول القطع الأثرية المكتشفة بمحيط بلاد الحدبة، التابع لمصنع الفوسفات المزمع إنجازه مستقبلا، إلى المقر المراد تجسيده فيه، مؤكدا أن مديرية الثقافة والفنون، قد رفعت في هذا الشأن تقريرا للوزارة الوصية، بغرض تحديد موعد وصول وفد رفيع المستوى، لإبداء الرأي التقني في هذه العملية.وسبق اكتشاف معصرة زيتون تعود للفترة الرومانية، أثناء عمليات التنقيب عن الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة، خلال السنوات الأخيرة، كما تمت معاينة الموقع على مساحة 2000 متر مربع، من قبل باحثين من المركز الوطني للبحث في علم الآثار وتبين بعد عملية المسح، أن هذه الآثار منتشرة على مساحة شاسعة تقع داخل منطقة السبر الخاصة بمؤسسة فرفوس، وأنها تتجاوز موقع المعلم الظاهر والسطحي، كما تبين أنه مبني بالحجارة المصقولة.
ودعمت وزارة الثقافة هذه الجهود، بإيفاد باحثين من المركز المذكور، أين عثروا على مواقع أخرى في محيط تقارب مساحته 40 هكتارا وعلى ضوء تلك المستجدات ومخرجات البحث، تمت مراسلة دائرة بئر العاتر، لطلب قطعة أرض تخصص كحديقة ومتحف وطني للآثار التي سيتم تجميعها من منطقة بلاد الحدبة.
وقد وافقت مصالح الدائرة و البلدية على هذا المقترح واختير موقع قريب من أماكن اكتشاف الآثار، لتسهيل عملية نقلها، وسيضم هذا المتحف الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، بعض ما يصطلح عليه تاريخيا بآثار الحضارة العاترية، التي تعد من بين أقدم الحضارات التي تنتمي للعصر الحجري الوسيط، حيث استطاع إنسان هذه الحضارة استخدام أدوات متطورة ومبتكرة، كأدوات الحفر والقطع والثقب، كما ذيلت بمقابض للتحكم فيها بسهولة، حيث تذكر المصادر التاريخية، أن هذه الصناعات الحجرية توزعت في شمال إفريقيا وجبال الأطلس وامتد وجودها بين 69 ألف سنة و 20 ألف سنة.                 الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى