تطلق المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية و النفسية، أبو بكر الرازي، بعنابة، اليوم، حملة للتحسيس من مخاطر الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال، تنطلق من مستشفى طب الأطفال و النساء بالبوني، بهدف التقرب من الأمهات المرضعات، لمنحهم معلومات و معارف علمية تسمح باكتشاف إصابات أطفالهم بهذا المرض في سن مبكرة و كيفية التعامل معه.
و أضاف المكلف بالاتصال على مستوى مستشفى، أبو بكر الرازي، فلوري زايد، في اتصال بالنصر، أن الحملة ستعمم لتنظيم خرجات و حملات على مستوى العيادات متعددة الخدمات، بهدف التقرب من الآباء و الأمهات و التحدث إليهم حول هذا المرض الذي قد يصيب الأطفال في سن مبكرة، تظهر أعراضه في مرحلة مبكرة، ما يسمح بالتدخل السريع للكشف المبكر عن طبيعة الإصابة و كيفية التعامل معها.
و كشف المصدر عن استقبال المستشفى المرضى من 6 ولايات شرقية، حيث يتعلق الأمر بعنابة، الطارف، قالمة، سوق أهراس، تبسة و واد سوف، يحصي القسم الخاص بالتكفل بحالات التوحد، وجود 150 مريضا يتابعون برنامج العلاج أسبوعيا، بالإضافة إلى اكتشاف ما بين 20 و 40 حالة جديدة أسبوعيا، حيث يعمل المستشفى على تغطية العجز الموجود في ظل عدم وجود مركز متخصص بالتكفل بمرضى التوحد و يعمل أخصائيون في مجال تصحيح التعبير اللغوي «أورطوفونيون» و كذا أخصائيون نفسانيون و فزيائيون في النشاط الرياضي وفرط الحركة وتقويم الحركة النفسية، على متابعة الحالات حسب درجة الإصابات، مع وجود تجهيزات طبية متخصصة و كذا ورشات تعمل على التكفل بالنشاط البيداغوجي للمصابين.
و أشار المتحدث، إلى أن القسم يوفر حاليا التكفل اليومي، في انتظار فتح جناح للإقامة و المبيت مع المساعي التي تقوم بها مديرية الصحة على المستوى المركزي، للتكفل بالحالات القادمة من خارج الولاية، حيث يوفر المستشفى كامل الظروف بهدف التقليل من معاناة الأولياء إلى غاية فتح مركز متخصص.
و تعمل جمعيات التكفل بأمراض التوحد بعنابة، على اقتراح حلول، منها استغلال فندق مغلق بوسط المدينة، ملكيته تابعة للدولة و تحويله لفائدة هذه الفئة التي تتابع العلاج في مستشفى للأمراض العقلية، رغم تقديم هذه المؤسسة الاستشفائية حلا مؤقتا، غير أن وجود مركز متخصص يعطي فاعلية أكثر و تكفلا أمثل بالحالات المكتشفة.
و تطالب هذه الجمعيات، حسب ما وقفت عليه النصر، بالتكفل بهذه الفئة التي أصبحت تعاني مع انعدام فضاءات خاصة تعمل على مرافقتهم و التكفل بهم من الناحية الذهنية و العقلية، عكس ما توفره عدد من الولايات الشرقية التي تحتوى على مراكز متخصصة في هذا الشأن.
و يشتكي عدد من الأولياء الذين التقت بهم النصر، من التعقيدات النفسية و العقلية التي أصبحت تؤثر سلبا على سلوكيات أطفالهم الذي يعانون من مرض التوحد، في ظل غياب مركز متخصص، مؤكدين أنهم يضطرون لدفع أموال لدى العيادات المتخصصة، لإجراء حصص أسبوعيا، دون الحصول على النتائج المرجوة.
و أوضحت الأخصائية الأرطفونية السيدة، بورفيس للنصر، بأن الأطفال المصابين بمرض التوحد، يحتاجون لمعاملة خاصة، لأنهم يعانون من صعوبات نفسية و عقلية مرتبطة بالنمو العقلي للطفل، بالإضافة إلى نمط الحياة العصرية التي فرضت غياب الأولياء على الطفل و كذا الاستخدامات المفرطة للوسائل التكنولوجية في سن مبكرة و عدم الاحتكاك مع المحيط، ما يستدعى مرافقة دائمة من قبل الأخصائيين النفسانيين و متابعة مستمرة في المركز المتخصص، من أجل تنمية القدرات العقلية لهؤلاء الأطفال كي لا يصابوا بالعجز التام مع مرور الوقت، لأنهم كلما كبروا في السن، حسب المتحدثة، يصابون بعجز عصبي كلي يصعب من التكفل بهم من قبل عائلاتهم.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى