كشف أول أمس، وكيل الجمهورية بمحكمة باتنة، عمار بوقنة، في ندوة صحفية بمقر المحكمة عن حيثيات وملابسات جريمة القتل، التي راح ضحيتها رجل الأعمال (ع.ب) في السابع والعشرين من شهر رمضان المنقضي، وأكد بأن التحقيقات لا تزال متواصلة من طرف قاضي التحقيق لتحديد أسباب الجريمة، التي اهتز لها الرأي العام وتم تداولها على نطاق واسع بعد انتشار فيديو الجريمة الذي يظهر القاتل  وهو ينفذ الجريمة مرتديا جلبابا نسائيا بعدما ترصد الضحية أمام مسكنه، وهو يهم بركن سيارته ليطلق عليه عدة طلقات نارية.
وكيل الجمهورية وخلال الندوة الصحفية، أعلن التوصل لتحديد هوية منفذ الجريمة وشركائه، وعددهم سبعة بينهم امرأة، وأوضح بأن بعضهم لا يزالون في حالة فرار فيما ألقي القبض على المتهم الرئيسي الذي أطلق العيارات النارية وشريكه المباشر، وقال وكيل الجمهورية، بأن إعلانه عن تفاصيل وحيثيات الجريمة، التي لا تزال قيد التحقيق حول أسبابها، يأتي قصد تنوير الرأي العام والتصدي للمعلومات والأخبار المغلوطة.
وأوضح وكيل الجمهورية بمحكمة باتنة، بأن جريمة القتل التي راح ضحيتها رجل الأعمال (ع ب) وقعت في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا في الثامن عشر من شهر أفريل المنقضي، تزامنا وليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وذلك أمام منزل الضحية بطريق تازولت بمدينة باتنة، حيث كان الضحية بصدد ركن سيارته، قبل أن يتوجه إليه شخص ترصد له، بعد أن نزل من مركبة مركونة وهو يرتدي زيا نسويا يتمثل في جلباب، ويحمل سلاحا ناريا أطلق منه عيارات نارية على مرأى من زوجته.
وأضاف وكيل الجمهورية، بأنه بعد أن تم إخطار النيابة من طرف الضبطية القضائية تم التنقل إلى موقع الجريمة بغرض الوقوف على مجريات التحقيق الأولي وتكليف الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية باتنة، بفتح تحقيق في الوقائع للتمكن من توقيف الفاعلين وتحديد هويتهم، وأشار وكيل الجمهورية بمحكمة باتنة إلى استغلال مقاطع للفيديو لمسكن الضحية وثقت سيارة سوداء تلاحقه، وترجل منها مرتكب الجريمة وهو يرتدي زيا نسائيا عبارة عن جلباب متوجها مباشرة لمركبة الضحية مطلقا عليه النار بسلاح ناري.
وأكد وكيل الجمهورية، بأنه بعد تنسيق الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية باتنة مع نيابة الجمهورية تم تحديد هوية المتهم الرئيسي ويتعلق الأمر بالمدعو (د.خ) الذي تم توقيفه بباب الزوار بالجزائر العاصمة، كما تم تحديد وتوقيف شريكه الذي كان رفقته أثناء ارتكاب الجريمة، ويتعلق الأمر بالمدعو (د.ح)، كما تم تحديد هوية الأطراف الضالعة في الجريمة، واسترجاع السيارة التي استعملت بعد التمويه بتغيير لوحة ترقيمها.
من جهة أخرى أفاد روبورتاج للمديرية العامة للأمن الوطني إلى أن مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية باتنة قامت على الفور بفتح تحقيق لفك خيوط هذه الجريمة التي حاول مرتكبها طمس أي دليل مادي بشأنها من خلال استعمال لوحة ترقيم مزورة على السيارة التي كان على متنها وتنكره بزي نسائي يخفي ملامحه.
كما كان الجاني قد قام, قبل أشهر, بتسجيل خروجه من التراب الوطني متوجها الى تونس ليعود بعدها إلى الجزائر بطريقة غير شرعية دون المرور على المعابر الحدودية, وكل ذلك بهدف التأثير على مسار التحقيق وصرف الشبهة عنه, مثلما ورد في ذات الربورتاج.
وقد توصل المحققون إلى فك خيوط هذه الجريمة بفضل عمل استعلاماتي مكثف واستعمال وسائل متطورة, مما مكن من الإطاحة بالجاني "د.خ" (47 سنة) وشركائه من بينهم امرأة. كما تم أيضا -تبعا للتفاصيل المقدمة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني- التوصل الى أداة الجريمة التي تم إخفاؤها داخل صندوق معدني محكم الإغلاق ودفنه في مكان مخصص للرعي.
وقد عثر داخل الصندوق على بندقية مضخية أجنبية الصنع, تبين بعد إخضاعها للخبرة أنها نفس السلاح الذي استخدم في الجريمة, كما تم العثور أيضا على مسدس وذخيرة حربية وكمية من المخدرات, يضيف المصدر ذاته.
كما مكنت التحقيقات أيضا من استرجاع المركبة المستعملة في الجريمة والمركبات الأخرى التي كان يستعملها الجاني للتنقل من أجل التمويه وكذا اللباس النسوي الذي تنكر به لحظة الاغتيال.
وبعد انتهاء التحقيق الابتدائي، تم تقديم المتهمين أمام نيابة الجمهورية بعد سماع الأطراف ومقابلتهم بالوقائع، ليتم يوم 2 ماي إحالة ملف الإجراءات على قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لمحكمة باتنة، بموجب طلب افتتاحي لإجراء التحقيق، وتم توجيه الاتهام للمتهم الرئيسي وشريكه بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.
وتمت متابعة كل من المتهمين (د.س) و(ب.م) و (ب.ص) و (ع.ح) بجنايات وجنح تكوين جمعية أشرار، بغرض الإعداد لجناية والمشاركة في جناية القتل العمدي، وإخفاء شخص، وعدم التبليغ عن جريمة معاقب عليها بموجب نصوص قانونية من قانون العقوبات، كما أشار وكيل الجمهورية إلى تأكيد الخبرة الباليستية لتطابق السلاح مع الذخيرة المستخدمة في الجريمة، فضلا عن الجلباب الذي ارتداه الجاني.                   
         يـاسين عـبوبو

الرجوع إلى الأعلى