تعكف مديرية الموارد المائية بالطارف، على التحضير للانطلاق في أشغال الربط بالقنوات الرئيسية التي ستزود ولايتي عنابة والطارف بالمياه الشروب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر الجاري إنجازها بكدية الدراوش
 في بلدية بالريحان.
وذكر مدير الموارد المائية، عبد الناصر مخناش، في تصريح للنصر، أن الإجراءات الإدارية والتقنية المتعلقة بالمشروع توجد في مرحلتها الأخيرة وتم تعيين مؤسسات الإنجاز، على أن تعطى إشارة انطلاق الأشغال بصفة رسمية خلال الأيام القليلة القادمة، حيث سيتم تحويل المياه نحو الولايتين موازاة والأشغال الجارية بالمشروع ربحا للوقت.
 وتخص العملية التي رصد لها أكثر من 300 مليار سنتيم، إنجاز قناة رئيسية بقطر 1200 ملم تربط  بين محطة التحلية ومنطقة شعيبة بولاية عنابة على مسافة 50 كلم وبكمية 160 ألف متر مكعب يوميا، وكذا ربطها ببلدية بحيرة الطيور بالطارف على مسافة 27 كلم عبر قناة بقطر 1500 ملم.
كما سيتم إنجاز خزان بسعة 50 ألف متر مكعب ببحيرة الطيور، تتفرع منه قناة بقطر 800 ملم لتزويد بلديات الجهة الشرقية على غرار القالة وبوثلجة، وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي، ما يسمح بتجاوز الاضطرابات المسجلة في تموين هذه المناطق بمياه الشرب، وستتفرع من القناة المذكورة قناة ثانية موجهة لتزويد الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار وبلدية الشافية، وأخرى ثالثة لتموين الجهة الغربية عبر دوائر الذرعان، البسباس وبن مهيدي، وهي المناطق التي تتزود بالمياه حاليا من سدي ماكسة وبوناموسة ومن الآبار العميقة والارتوازية.
وأضاف المسؤول، أن محطة تحلية مياه البحر سوف تساهم في تحسين نوعية الخدمة العمومية في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب من خلال تخصيص حصة بـ 80 ألف متر مكعب لسد حاجيات الساكنة المحلية، علاوة على المشاريع التي تعزز بها القطاع والأخرى الجاري تنفيذها لرفع الكمية الموزعة، وضمان تزويد المواطنين بصفة منتظمة يوميا في ظل تزايد الطلب على هذه المادة الأساسية.
وأفاد المتحدث أن أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش، تجري بوتيرة متسارعة لتسليمها في الآجال المحددة، أين بلغت نسبة تقدم المشروع الذي تقدر تكلفته المالية بـ 300 مليون دولار ويتربع على مساحة 11 هكتارا، حدود 15 بالمائة، حيث تعد من أهم  وأكبر المحطات وطنيا وسوف تلبي احتياجات 4 ولايات شرقية بالمياه الشروب، من خلال 80 ألف متر مكعب مخصصة لتموين الطارف يوميا، 160 ألف متر مكعب لعنابة، 40 ألف متر مكعب لقالمة و 20 ألف متر مكعب توجه لولاية سكيكدة يوميا.
وحُددت مدة الإنجاز بـ 28 شهرا على أن تدخل المحطة حيز الاستغلال  الفعلي نهاية سنة 2025، في حين سمح المشروع باستحداث ما يقارب 300 منصب شغل لبطالي المنطقة والمناطق المجاورة، ويتوقع أن يصل العدد إلى حوالي 800 منصب مؤقت و120 منصب دائم عند دخول المنشأة مرحلة الخدمة، في وقت شددت فيه  السلطات المحلية على إعطاء الأولوية لبطالي الجهة، والترخيص المسبق لجلب التخصصات غير المتوفرة محليا.
وأكد مصدر مسؤول بالشركة الوطنية لإنجاز المشاريع الصناعية «صاربي»، المكلفة بالمشروع، أن محطة تحلية مياه البحر يجري إنجازها على قدم وساق بسواعد ومؤسسات جزائرية لتسليمها في الآجال المحددة طبقا لتعليمات السلطات العمومية، وقد أسندت الأشغال لشركتين وطنيتين هما مؤسسة إنجاز القنوات ومؤسسة إنجاز المشاريع الصناعية، أحد فروع مجمع سوناطراك.
و روعي في تشييد هذه المحطة التي تقدر سعتها بـ 300 ألف متر مكعب، استعمال أحدث التقنيات بما يساهم في تقليص تكلفة سعر المتر المربع من مياه البحر التي تتم تحليتها، وكذا تحسين نوعيتها، ونوه المصدر في سياق متصل بمرافقة السلطات المحلية للمشروع والجهود التي بذلتها بإزالة كل العوائق التقنية والإدارية، وتسوية الوضعية القانونية للأرضية التي اختيرت لإنجاز المحطة بكدية الدراوش، بعد  العدول عن الموقع السابق ببلدية الشط الساحلية حيث توصلت الدراسات إلى أن الخصائص مياه البحر هناك  غير صالحة للمعالجة وقد تتسبب في أضرار للمحطة والتجهيزات.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى