طلّقت، يوم أمس، عشرات العائلات بقرية مدواس ببلدية تفرق، شمال ولاية برج بوعريريج، معاناة جلب قارورات غاز البوتان والاحتطاب شتاء، بدخول شبكة الغاز الطبيعي المنجزة حيز الخدمة، بعد إتمام جميع الأشغال وإخضاع الشبكة للتجارب التقنية طيلة الأيام الفارطة.
وقد أشرف الوالي على العملية، في الزيارة التفقدية التي قادته إلى بلدية تفرق، في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى 11 ديسمبر، لتصل بذلك التغطية بهذه البلدية المعروفة بصعوبة تضاريسها الجبلية، إلى جميع القرى والتجمعات السكنية الريفية، في إطار تغطية مناطق الظل، في برنامج ولائي شمل أغلب المناطق الريفية والقرى، بما فيها المعزولة، بعد إجراء عملية إحصاء شاملة، وتسجيل برنامج شمل مختلف بلديات الولاية، ما سمح بتعميم التغطية بالكهرباء والغاز على القرى خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن إتمام التغطية بشبكات النقل بصفة كلية عبر جميع بلديات الولاية، في إطار المشاريع التي أطلقتها لتوفير ضروريات الحياة لسكان القرى ومحاولة توفير السبل المساعدة على الاستقرار بالمناطق الريفية والتقليل من حدة النزوح الريفي باتجاه المدن، والذي عرف أوجه خلال العشرية السوداء.
وقد سبق لسكان هذه القرية، أن رفعوا عديد الشكاوي إلى السلطات المحلية، للمطالبة بتسجيل مشاريع تنموية وعلى رأسها ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي، في وقت بلغت نسب التغطية بولاية البرج حوالي 98 بالمائة من الساكنة، فضلا عن استفادة أغلب القرى من هذا المورد الطاقوي الهام بما فيها القرى التي تقع بمناطق صعبة التضاريس والتي تتميز بغطائها الغابي وتضاريسها الجبلية.
وأبدى سكان المنطقة استحسانهم لإطلاق شبكة الغاز الطبيعي، ما يضع حدا لمعاناتهم في جلب قارورات غاز البوتان، ناهيك عن الندرة والتذبذب المسجلين في توزيع هذه المادة بنقاط البيع، خاصة في فصل الشتاء أين تتنوع استعمالاتها بين الطهي والتدفئة، فضلا عن تسجيل تذبذب في حركة النقل خلال فترات تساقط الثلوج لتواجد القرية بمنطقة جبلية.
كما استفادت، أمس، 6 مستثمرات فلاحية من الربط بشبكة الكهرباء، على مستوى محيط وادي محجر ببلدية تفرق، شمال ولاية برج بوعريريج، في إطار البرنامج المسطر لتطوير قطاع الفلاحة، وإنعاش سوق الشغل بالمنطقة التي تتوفر على مؤهلات وإمكانيات فلاحية بقيت مهملة لعقود، بالنظر إلى الاعتماد على الطرق التقليدية في النشاط الزراعي والفلاحي، ونقص المرافق، بما في ذلك معاناة الفلاحين من انعدام الكهرباء الفلاحية، التي كانت سببا في الحد من نشاطهم، قبل تسجيل عملية لربط 164 مستثمرة بالكهرباء بمبلغ مالي فاق 20 مليار سنتيم.
وتندرج هذه العملية، حسب ما أكده الوالي خلال إعطائه لإشارة انطلاق استغلال الشبكة، في إطار الإصغاء لانشغالات الفلاحين والتكفل بها، ومن ذلك مواصلة الاهتمام بقطاع الفلاحة وفقا للمقاربة الاقتصادية المنتهجة لتنمية المناطق الريفية والفلاحية، وتطوير القطاع بالاعتماد على الطرق الحديثة في هذا النشاط، كبديل عن الطرق التقليدية، خاصة وأن الولاية أطلقت برنامجا لربط المستثمرات بشبكة الكهرباء، بهدف تثمين وتطوير النشاط الفلاحي في المناطق الريفية والجبلية، يضاف لهذا المشروع تدعيم البنى التحتية والمنشآت القاعدية، من خلال إنجاز محولين كهربائيين جديدين، ومواصلة برنامج ربط المستثمرات بالكهرباء،  حيث شملت العملية 6 مستثمرات جديدة، على مسافة تقارب 3 كيلومترات، من أصل البرنامج الإجمالي المسطر لربط 164 مستثمرة بطول شبكة يقارب 56 كيلومترا، بمبلغ 20 مليار و400 مليون سنتيم.
تجدر الإشارة إلى أن المحيط الفلاحي لواد محجر، يمتد عبر إقليم البلديات الأربع لدائرة جعافرة، وهي جعافرة، القلة، تفرق، والماين، و قد شملت عملية الدراسة لإنجاز شبكة الكهرباء الفلاحية  164 مستثمرة، فيما تهدف المديرية الوصية إلى ربط 200 مستثمرة مستقبلا، لتغطية المساحة الإجمالية المعنية بشبكة الكهرباء الفلاحية، على مستوى هذا المحيط المتربع على حوالي 400 هكتار، في وقت تبقى هذه المساحة تقديرية، حسب ما أشارت إليه المديرية الوصية، لغياب عملية مسح  شامل للأراضي الفلاحية بالمنطقة.
ع/بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى