أجمع الأعضاء المنتخبون بالمجلس الشعبي الولائي لولاية المسيلة أول أمس خلال دورة المجلس المخصصة لمناقشة ملف النقل، على حالة الفوضى التي يعيشها هذا القطاع الاستراتيجي، حيث رسموا صورة قاتمة له، و أكدوا أنه لم يعد يساير التوسع العمراني لعاصمة الولاية والمدن الحضرية الكبرى، وهو الرأي الذي دعمه والي الولاية من خلال ملاحظاته التي جاءت قاسية على مسؤولي القطاع. مثلما تم انتقاد بقاء رخص النقل لدى فئة المجاهدين دون استغلال.
واتفق أعضاء المجلس الشعبي الولائي في الفترة المسائية عند مناقشة ملف النقل في تدخلاتهم، على القول بأن النقل يعرف حالة من الفوضى، عكس موقفهم عند مناقشة ملف الميزانية الأولية لسنة 2016 الذي تباينت فيه مواقف المنتخبين في صبيحة نفس اليوم.
و قال المنتخبون أن الواقع على مستوى المحطات البرية ومحطات التوقف يشير أنها توجد في وضعية كارثية ناهيك عن عجز في النقل الحضري وقدم حظيرة مركبات النقل الجماعي، التي لم يتم تجديدها، كما أن العديد من هؤلاء يشغلون مراهقين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة في قطع التذاكر وكذا انعدام مخططات مرور للمدن الكبرى التي تشهد حركة كثيفة للمركبات على غرار مدينتي  بوسعادة والمسيلة.
وأثار عدد من المتدخلين المشاكل والنقائص ومنها تحديدا الانتشار الفوضوي والمخيف للحظائر والتي وجدت في تأخر تفعيل اللجان البلدية بيئة خصبة للانتشار وإحكام سيطرتها على جميع مواقف السيارات خصوصا بعاصمة الولاية وأمام المؤسسات والإدارات العمومية وبالقرب المحلات التجارية، حيث بات عدد من الشبان يحكمون سيطرتهم على جميع مواقف السيارات، فضلا عن غياب الإشارات الضوئية التي تعرضت للتخريب بعدما طالها الإهمال رغم قلتها حيث أنها تتواجد عبر أربعة مفترقات طرق بمدينة المسيلة.
وأشار البعض إلى أن غياب رؤية وتصور لإيجاد حلول واقعية وملموسة على مستوى مديرية النقل بالولاية ساهم في الفوضى التي تعشيها المدن من اختناق مروري وتزايد في عدد حوادث المرور التي ارتقت بالمسيلة إلى المرتبة الرابعة وطنيا من حيث عدد الحوادث.
و تحدث العضو بالمجلس بوسيلة حمدية عن تسجيل نقص في تكوين السائقين حيث سجل خلال السنة الجارية 23164 مترشحا للحصول على رخص السياقة يقابله 09 ممتحنين و10 مراكز امتحان على مستوى الولاية رغم أن جميعها لا يتوفر على المعايير المعمول بها.
كما وجه العضو جمال سهيلي انتقادات لاذعة لوكالات المراقبة التقنية للسيارات التي تتغاضى عن كثير من النقاط الحساسة بالمركبات، مطالبا في سياق متصل بضرورة مراجعة الرزنامة الزمنية لقطار باتنة المسيلة وصولا إلى الجزائر العاصمة، والذي قال أنه لا يتناسب ورغبة سكان الولاية على اعتبار أن القطار يصل إلى الجزائر العاصمة في حدود الساعة منتصف النهار وهو ما أدى إلى عزوف الكثير من المسافرين على استغلال هذا الخط، وذلك ما تثبته إحصائيات شهر أكتوبر الماضي من خلال تسجيل 10 مسافرين فقط.
والي المسيلة قال أن قطاع النقل بالولاية يغرق في الفوضى مؤكدا أن هناك العديد من المتورطين في تردي وضعية هذا القطاع الحساس ومن بينهم البلديات وأصحاب رخص المجاهدين وهنا كشف عن وجود أكثر من 70 بالمئة من الرخص غير مستغلة، حيث أنه من ضمن أزيد من أربعة ألاف رخصة لا تستغل منها سوى 1313 رخصة مشددا على ضرورة تشخيص الوضع بالتنسيق بين مديريتي النقل والمجاهدين.
كما انتقد ذات المسئول تسيير القطاع معربا عن استيائه من استغلال محطة نقل المسافرين الجديدة ببوسعادة رغم أنها تعاني من كثير من النقائص معترفا بمغالطته عند فتحها تزامنا واستلام مهامه الجديدة بالولاية، حيث وعد بتصحيح ذلك مستقبلا من خلال اقتراحه على مؤسسة «سوغرال» المكلفة بتسييرها بترميمها مقابل إعفائها من تسديد حقوق الإيجار للبلدية لمدة سنة كاملة.         

فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى