قتل الكاربون المحترق عائلة من أربعة أفراد داخل غرفة في مستودع بمسكن فردي ببلدية بن جراح الواقعة على بعد 5 كلم غربي قالمة ليلة السبت إلى الأحد، في أسوا كارثة غاز تشهدها الولاية بعد كارثة العمارة 24 بحي عين الدفلى قبل 11 سنة.  
الضحايا من عائلة أمدور، أم حامل تبلغ نحو 30 سنة و أب 35 سنة و طفلتان، ابتهال نور الهدى 9 سنوات و سجود البالغة 3 سنوات عثر عليها مرمية أمام باب الغرفة و يعتقد أنها آخر المتوفين، حيث غادرت الفراش و توجهت إلى الباب لفتحه بعد أن شعرت بدوار و حرارة قوية غير أنها سقطت هناك و بقيت جثة هامدة رفقة أمها و أبيها و أختها الكبرى و جنين لم ير النور.  
و لم يسمع الناس و السكان المجاورون بالكارثة إلى غاية منتصف النهار، حيث تفطنت معلمة ابتهال إلى غيابها غير المعتاد و توجهت إلى منزلها القريب من المدرسة و دقت على الباب عدة مرات، لكن لا أحد استجاب، و أدركت المعلمة بأن شيئا ما قد حدث لعائلة فقيرة، رمت بها أزمة السكن داخل مستودع أجرته و بنت فيه غرفة كانت فيها النهاية المأساوية.
 تم الاتصال بالدرك الوطني و بلدية بن جراح و أهل الضحايا و تقرر كسر الباب و نافذة صغيرة، و صدم الجميع عندما وجدوا كل أفراد العائلة جثثا هامدة، و امتد خبر الفاجعة إلى  بن  جراح و مدينة قالمة و تنقل الجيران و الأقارب إلى موقع الكارثة و ساد حزن كبير شبيه بالأحد الأسود الذي قتل فيه الغاز 14 شخصا و جرح أكثر من 30 في ديسمبر 2004.   
و قال شهود للنصر التي تابعت الحدث الحزين إلى غاية إخراج الضحايا الواحد بعد الآخر ،بأن العائلة تنام في غرفة بها مدفأة خرج منها الغاز المحترق السام، تتألف من عدة قطع من أنبوب الألمونيوم اللين موصولة بعضها ببعض، و يعتقد أن إحدى القطع قد انفصلت في تلك الليلة و بدأ غاز الكاربون المحترق ينتشر داخل الغرفة المغلقة حتى قضى على أفراد العائلة الواحد بعد الآخر.  و كانت الطفلة الصغيرة سجود آخر المتوفين، بعد أن حاولت ببراءة و شجاعة إنقاذ عائلتها، لكنها لم تتمكن من فتح الباب المغلق و لم يسمعها أحد عندما كانت تصرخ و هي تنظر إلى أمها و أبيها و أختها و هم جثث بلا حراك.   و تحدثت امرأة تبلغ نحو 60 سنة تسكن بجوار المنزل الذي كان يقيم فيه الضحايا قائلة للنصر، كانت سجود مرمية خلف الباب و والدها فوق سرير صغير و أمها تحتضن أختها الكبرى في فراش يتوسط الغرفة، كانت الحرارة القوية تنبعث من الغرفة حتى أنك لا تستطيع ملامسة الجدران، كان مشهدا مروعا لن أنساه، إنها كارثة، الجميع يدعو بالرحمة للضحايا، لقد كانوا يحترمون الجميع و نحن نحبهم أيضا و نحترمهم و نشفق لحالهم، لقد رحلوا الله يرحمهم».  و قد تنقلت فرق الحماية المدنية و الدرك الوطني إلى المكان و قام الأطباء بمعاينة الجثث، قبل الترخيص بإخراج الضحايا و نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عقبي بمدينة قالمة، و يتوقع أن يشيعوا إلى مثواهم الأخير اليوم الاثنين.                                

فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى