تعكف إدارة المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، على إتمام آخر الروتوشات الأخيرة لإعادة فتح مصلحة الولادة بعد عام من غلقها و إخضاعها لعملية ترميم شاملة وفقا للمعايير الهندسية المعمول بها في إنجاز المرافق الصحية، في خطوة لطي مرحلة  سوداء من الماضي، واستقبال عهد جديد، من شأنه أن يقلل من معاناة الحوامل بالولاية، الذي تحولوا إلى كائنات متجولة تبحث عن علاج، وفقا لوصف وزير الصحة عبد المالك بوضياف.
 النصر زارت مصلحة الولادة وأطلعت على آخر الروتوشات قبل تدشينها نهاية الأسبوع، كما طافت بمختلف الأقسام و أطلعت على العتاد الجديد بعد مضي عام من الزيارة الشهيرة لوزير الصحة إلى المصلحة والوقوف بنفسه على الوضعية الكارثية التي كانت عليها.
 وبعد أن خلفت تلك الزيارة العديد من التبعات،  التي كان من أبرزها  توقيف البروفسيور المشرف على المصلحة وإقالة مدير الصحة، وكذا تحويل الطواقم الطبية إلى مستشفى الخروب هاهي مصلحة الولادة تستعد لتدشين عهد جديد، بعد أن أصبح إسمها مرادفا لسوء الخدمات وانتشار الفيروسات والأوساخ ، وكذا الجرائم التي كان أشهرها حادثة اختطاف الرضيع ليث التي أسالت الكثير من الحبر وأثارت الرأي العام بكل ما حملته من تبعات.


ولاحظنا عند دخولنا إلى المصلحة تغيرا جذريا في جميع أقسامها وتركيبتها الهندسية، فقد تم تحسين واجهتها الخارجية و طلاء جميع الغرف وإصلاح السلالم وكذا  تزويد قسم الولادة بالطابق الأول وما بعد الولادة في الطابق الثاني و قسمي الحمل ذو الخطورة العالية وأمراض النساء بأسرة جديدة ومجهزة بجميع العتاد الطبي  حيث تم وضع بكل غرفة 05 أسرة، كما تم إنشاء في كل غرفة دورة مياه وغرفة للاستحمام، في حين زود قسم الجراحة بأسرة توليد وأجهزة فحص بالأشعة والرنين المغناطيسي.


أربع قاعات للعمليات ونظام لمكافحة الحرائق
وأخذ المخطط الهندسي الجديد بعين الإعتبار، توفير ظروف راحة للحوامل  حيث تم تفريش البلاط بأرضية كاتمة للصوت، وفقا للمعايير المعمول بها في إنشاء المستشفيات الحديثة، كما تم وضع مصعد كهربائي جديد، في حين تم إنشاء 04 قاعات للعمليات بدل تلك القديمة، التي كانت تفتقر إلى أدنى التجهيزات بحكم أنها كانت غير صالحة للإستعمال بعد تخريبها طلية السنوات الماضية.

وتدعمت أيضا المصلحة بنظام متطور لمكافحة الحرائق وكذا آخر للتسخين المركزي وتوفير الأوكسجين بالغرف، كما تم تقليص عدد الغرف التي كان يستغلها الأطباء وإلحاقها بأقسام المرضى، بالإضافة إلى تزويد قسم الرضع بأسرة وحاضنات جديدة.
وذكر مدير المستشفى كمال بن يسعد في لقاء بالنصر، بأن مصلحة الولادة تحولت من مسخرة إلى مفخرة تشرف ولاية قسنطينة والمستشفى الجامعي على وجه الخصوص، بعد أن كانت تعاني من الفوضى وسوء التسيير وضعف الخدمات حيث كانت الحوامل كما قال تتشاركن في سرير واحد وسط الأوساخ والروائح الكريهة، كما كانت تستقبل المريضات من 17 ولاية ما أدخلها في ضغط كبير لافتا إلى أن عهد استقبال حوامل الولايات الأخرى قد ولى، باعتبار أن إدارة المستشفى ستقوم بتبليغ وزير الصحة شخصيا عن مؤسسة استشفائية، تحول الحالات العادية إلى المستشفى الجامعي، كما سيتم إطلاع وسائل الإعلام بكل تجاوز سيحدث بحسب قوله.

وتابع المتحدث بالقول، بأن الإدارة سطرت استراتيجية صارمة للحفاظ على السير الحسن للمصلحة والحفاظ على التجهيزات من التخريب،  عن طريق استعمال تقنية المراقبة بالكاميرات، التي من شأنها أن ترصد كل كبيرة وصغيرة بما يحدث، لافتا إلى أن كل من يقوم بأي تجاوز سيعاقب أو يتابع  حتى قضائيا سواء من العمال أو المرضى،  على حد تعبيره.
وأكد بن يسعد، بأن الطاقة الإستعابية للمصلحة بعد إخضاعها للترميم بمبلغ فاق 45 مليار سنتيم، تقارب مائتي سرير بالنسبة للنساء و 60 سريرا بالنسبة للرضع، كما تم الأخذ بعين الإعتبار احترام وحماية خصوصية كل حامل على حدى حيث تم إنشاء 10 قاعات معزولة للولادة بعد أن كانت الحوامل تجتمعن في غرفة واحدة فقط، مشيرا إلى أن المصلحة رممت وفقا للمعايير والمخططات الهندسية المعمول بها في بناء المرافق الصحية، كما ستتولى موظفات من فئة النساء مهمة الحراسة، بحسب تأكيده.
تدشن  بعد سنة من غلقها
وفيما يخص الإشراف والمتابعة الطبية للمرضى، ذكر محدثنا بأنه تم توفير 04 أطباء مختصين، بالإضافة إلى عدد كبير من الأطباء المقيمين والطواقم شبه الطبية التي تم زيادة عددها، مشيرا إلى أن التكوين الجديد للإطارات يعد من أولويات الإدارة، بعد أن كانت آخر اهتمامات المشرفين السابقين على المصلحة بحسب تأكيده.
وأضاف مدير المستشفى، بأن العيادة ستدشن رسميا في 28 من الشهر الجاري، حيث أن اختيار هذا التوقيت لم يكن محض صدفة بل كان قرارا من وزير القطاع، حتى يترسخ في أذهان الجزائريين كونه سيكون مصادفا لتاريخ قرار غلقها، بحسب تعبيره.

لقمان/ق /تصوير : الشريف قليب

 

الرجوع إلى الأعلى