تشكيل مجلس استشاري لإخراج قطاع الثقافة من حالة الجمود بالبرج
خلص اللقاء التشاوري الذي نظم نهاية الأسبوع، و جمع مدير الثقافة لولاية برج بوعريريج بعدد من الجمعيات الثقافية و المثقفين والفنانين، إلى الاتفاق على تكوين لجنة تحضيرية تعمل على تأسيس مجلس ثقافي إستشاري يسمح بإشراك المثقفين و الفنانين في رسم الخريطة الثقافية بالولاية و ترقيتها إلى ما هو أحسن، بعد الركود الذي ميز الفعل الثقافي على مدار السنوات الفارطة بحسب أغلب الحضور المشاركين في الاجتماع، ما دفع بالبعض منهم إلى المطالبة برحيل المدير.
و يرتقب حسب توصيات اللقاء الأول، تأسيس المجلس الإستشاري المحلي في اجتماع ثان سيحدد موعده لاحقا، من بين أهدافه المساهمة في إثراء البرامج الثقافية بالولاية وكذا إعادة بعث الحركة الثقافية ببرج بوعريريج .
و جاء هذا الاجتماع الذي انعقد بقاعة المحاضرات للمركب الثقافي عائشة حداد، بسعي من مصالح الولاية و كذا المجلس الشعبي الولائي، لتقريب وجهات النظر و رأب الصدع و الشرخ في العلاقة المتأزمة مؤخرا بين الفنانين و المبدعين و القائمين على مصالح مديرية الثقافة، خاصة بعد دأب مجموعة من الفنانين على تنظيم وقفات احتجاجية بالقرب من دار الثقافة محمد بوضياف كل يوم خميس، للتعبير عن استيائهم من الجمود الثقافي الذي يميز عاصمة البيبان و فقدانها لأبرز المهرجانات و الملتقيات الثقافية، خلال السنوات الأخيرة، خاصة ما تعلق منها بالملتقى الدولي عبد الحميد بن هدوقة و كذا ملتقى موسى الأحمدي نويوات و غيرها من الملتقيات الأدبية و المهرجانات الفنية و المسرحية.
تدخلات الحاضرين تنوعت في مقاصدها لكنها أجمعت في أغلبها على حالة الركود التي تعاني منها عاصمة البيبان ثقافيا، حيث أشار الكاتب محمد الصديق بغورة إلى أن أسباب هذا التراجع و الركود تعود في الأساس إلى الاعتماد على سياسات و استراتيجيات في تسيير الفعل الثقافي تجاوزها الزمن و لم تعد صالحة، و تساءل إن كان هذا الجمود في الفعل الثقافي الذي أعطاه صبغة وطنية متعمدا أو حادثا عابرا فقط،  و قال أنه ينبغي على المسؤولين على قطاع الثقافة فتح نقاش على المستوى الوطني و ليس المحلي فقط لتحسين الأمور و الدفع بالفعل الثقافي إلى ما هو أفضل.
من جانيه أكد نائب رئيس جمعية أزال الثقافية أن المشكل يرتكز على انعدام التواصل بين الإدارة والفنانين ما جعلهم ينظمون وقفات الإحتجاج، و طالبت الجمعية بتأسيس هيئة استشارية تساهم في برمجة النشاطات الثقافية في الولاية فضلا عن إعطاء قيمة للفنانين والمثقفين ببرج بوعريريج.
 و تطرق فنانون و مسرحيون إلى أن قطاع الثقافة بولاية البرج يعاني من الإحتكار لدى البعض، و اتهامهم لمدير الثقافة بالمعاملة التمييزية بين الفنانين، مبدين رفضهم لحصر نشاطاتهم في المناسبات و المواعيد الثقافية المبرمجة من طرف وزارة الثقافة  مشيرين إلى أن الإسهام في تطوير الثقافة لا يحتاج إلى برمجة  و تقييد نشاط المثقفين و الفنانين بقدر ما هو بحاجة إلى توفير جو ملائم للإبداع .
و في تدخله تطرق رئيس جمعية كانفا الممثل و المخرج المسرحي سفيان عطية، إلى المعاملة السيئة التي يلقاها الفنانون من طرف بعض الموظفين بمديرية الثقافة، ما جعلهم يهجرونها و هو ما زاد من العزلة بين الفنانين و الإدارة، و بالمقابل من ذلك أعاب على الفنانين انتظار الفرص و ترقب برامج المديرية، مشيرا إلى أن المبدع بحاجة إلى روح المبادرة و العمل،و تساءل في هذا  الصدد عن سبب غياب مدارس للتكوين القاعدي للفنانين .
مدير الثقافة و في رده على إنشغالات الحضور أكد  أنه على علم بجميع المطالب المطروحة للنقاش، مشيرا إلى تفاجئه منذ مجيئه على رأس قطاع الثقافة بالولاية، من النقائص المسجلة و عدم توفر فضاء ثقافي لائق على اعتبار أن دار الثقافة  محمد بوضياف بقيت على مدار السنوات الفارطة مغلقة بسبب إعادة تهيئتها وكشف بأن القاعة سيعاد فتحها عما قريب و تجهيزها وفق ما يتطلبه العمل الفني و المسرحي المحترف.
أما عن الملتقى الأدبي الدولي عبد الحميد بن هدوقة، فقد أرجع أسباب عدم تنظيمه منذ 03 سنوات إلى أمور تتجاوز مسؤولية مديرية الثقافة، و تتعلق في الأساس بعدم توفر الميزانية الكافية التي تكلف حوالي 400 مليون سنتيم وهو ما يفوق ميزانية تسيير مديرية الثقافة بحسبه، و بخصوص مهرجان الأغنية الحالية قال أن محافظة المهرجان قررت نقله إلى ولاية قالمة لعدم دفع بلدية برج بوعريريج شطر من مستحقاتها لمحافظة المهرجان.
 كما أكد على أن المرافق الثقافية مفتوحة دوما أمام الفنانين مع التحضير لإعادة فتح دار الثقافة التي لا تزال في مرحلة الترميم، و اعتبر أن التقصير من طرف المديرية كان من الناحية الإعلامية والترويج الخاص بالمهرجانات والتظاهرات الثقافية، و كشف عن وضع مديرية الثقافة لموقع إلكتروني تحت تصرف الفنانين  لتحسين التواصل بين الإدارة و الفنانين و جميع الفاعلين في المجال  الثقافي .                  

ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى