انتحر طفل، زوال أول أمس الخميس، شنقا بحي الجسر الأبيض غرب وسط مدينة عنابة، حيث عثر عليه والده معلقا داخل قبو العمارة، و سرواله ملفوف حول رقبته. الطفل تم نقله على جناح السرعة إلى الاستعجالات الطبية على أمل إنقاذ حياته غير أنه كان قد فارق الحياة
و استنادا لمقربين من العائلة، فإن الطفل شكيب البالغ من العمر 14 سنة توفي في ظروف غامضة دون أن تعرف العائلة السبب الحقيقي وراء قيامه بالانتحار، حيث تحدثت والدة الضحية عن شكوكها في ممارسة ابنها للعبة الحوت الأزرق، و لعبة مريم التي تستدرج الأطفال للانتحار و رفع تحدي الموت، فيما طرحت عائلة شكيب أيضا، فرضية قيام الطفل بالانتحار بسبب سوء النتائج الدراسية، وسط حيرة و حزن عائلته التي كانت صدمتها كبيرة.
و حسب مصادرنا، فقد تم اكتشاف انتحار الطفل بعد فترة من البحث، حيث تفطن شقيقه الأكبر إلى أن شكيب غير موجود في البيت، و الجو ممطر و الطقس بارد في الخارج، فاستفسر عن ذلك مع أبويه، فراحا يسألان الجيران و يبحثا عنه ن في الحي، حتى تفطن والده إلى قبو العمارة، و عند دخوله كانت الصدمة كبيرة، أين وجد ابنه معلقا بالسقف باستخدام سرواله الذي كان ملفوفا حول عنقه، ليسارع إلى قطع السروال و حمله إلى الاستعجالات في محاولة لإنقاذه، غير أنه فارق الحياة.
و وفقا لمصادر طبية و أمنية، فقد سجلت بعنابة في الفترة الأخيرة منذ انتشار تهديد لعبة الحوت الأزرق  على حياة الأطفال، 4 حالات مؤكدة، حالتين تم اكتشافهما بمؤسستين تربويتين أثناء قيام مصالح الشرطة بحملة تحسيسية، و حالتين نقلتا إلى استعجالات مستشفى الرازي للأمراض العقلية بعنابة.
و في هذا الشأن ذكرت الطبيبة المختصة في الخبرة العقلية لدى الأطفال، بأن الحالة البارزة، كانت تتعلق بطفل يبلغ من العمر 16 سنة يدرس سنة أولى ثانوي رسم الحوت على يده متسببا في جروح له، و عند محاورته و الحديث معه رفض الاعتراف بأنه كان يلعب لعبة الحوت، و أرجع الرسم إلى محاولته تخويف زملائه في الثانوية، و بعد أسبوع من جلسات العلاج اعترف بأنه كان يلعبها.
و في سياق متصل، تقوم فرقة حماية الأحداث بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، بتنفيذ برنامج خاص بحماية و تحسيس الأحداث و القصر من مخاطر لعبة «الحوت الأزرق» المتاحة عبر شبكات الانترنيت و التي تدفع بالأطفال إلى الانتحار، بعد تسجيل عدة حالات بولايات مختلفة.
و يشمل البرنامج استنادا لخلية الاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، تكثيف الحملات التحسيسية على مستوى المدارس و الأطوار التعليمية المختلفة، و كذلك برمجة دوريات على مستوى نوادي الانترنيت بالولاية، و ذلك في سياق توعية التلاميذ من خطر استعمال السيئ لشبكة الانترنيت، لاسيما الألعاب و البرامج التي تدعوا إلى العنف و الانتحار. و في هذا الصدد، تقوم فرقة حماية الأحداث بحملة تحسيسية بعدة مدارس، تم من خلالها تقديم نصائح، و إرشادات عن الاستعمال السليم لشبكة الانترنيت.                 حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى