نجح فريق وداد زيغود يوسف في تأكيد الطفرة الكروية المحققة في ظرف موسمين، منذ قدوم الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس توفيق عياش، حيث نجح ممثل هذه المدينة الهادئة الواقعة في الشمال القسنطيني، في تحقيق الصعود الثاني على التوالي، وحجز مكانة في القسم الجهوي الأول للمرة الأولى في تاريخ الفريق، الذي تأسس سنة 1963.
إعداد: فوغالي زين العابدين
ورغم عراقة نادي وداد زيغود يوسف، الذي احتفل هذا العام بالذكرى 57 لتأسيسه، وتصنيفه كمدرسة أنجبت العديد من اللاعبين المميزين، على مدار تاريخه، نذكر منهم بولالة الذي كان أحد أعمدة شباب قسنطينة سنوات السبعينيات، دون نسيان بوكارو عمر، بوسالية حسان، بلونيس الطيب، سداح إسماعيل، كحال رابح، حسيني العلمي وغيرهم، إلا أن الوداد قضى معظم سنوات نشاطه يتدحرج بين الأقسام الولائية والشرفية، إلى غاية قدوم الإدارة الحالية، التي رفعت التحدي بإمكانيات شبه منعدمة وبمساهمتها المادية الخاصة، لتخلق في بداية الأمر الاستقرار المطلوب وتشكل فريق شاب يضم لاعبين تواقين للبروز، وبقيادة المدرب الطيب عجدير صاحب الخبرة الطويلة، في القسم الأول كلاعب سنوات التسعينيات، ما مكن الوداد بفضل هذه التوليفة، من فرض نفسه في أول موسم له في الجهوي الثاني، وتأكيد تفوقه على أندية عريقة، سبق لها اللعب في الأقسام العليا مثل مولوديةعزابة وسريع الحروش وشباب سوق نعمان وغيرهم.
وبالعودة إلى مشوار «الوازي» هذا الموسم، فقد فرض سيطرته بالطول والعرض على مجريات بطولة الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، وضمن صعوده الرسمي في أواخر شهر فيفري، قبل إعلان توقف البطولة بسبب جائحة كورونا، حيث نجح رفقاء بوضرسة في جمع 59 نقطة وبفارق 13 نقطة كاملة عن الملاحق المباشر أولاد رحمون محطة، ولعب الوداد قبل توقف البطولة في شهر مارس 22 مقابلة فاز في19 وتعادل في 2 منها وانهزم في لقاء واحد، وسجل خط هجومه 56 هدفا، فيما لم تتلق شباكه سوى 12 هدفا.
ورغم السيطرة المطلقة لوداد زيغود يوسف على مجموعته، إلا أن البداية لم تكن موفقة بسبب عدم تأهيل ملعب بلدية زيغود يوسف، إذ أرغم النادي على الاستقبال خلال مرحلة الذهاب بملعب بن عبد المالك وسط مدينة قسنطينة، وهو عامل صب في صالح فريق أولاد ببوش الذي سيطر على البطولة في بدايتها، قبل أن يتعثر في الجولة التاسعة، ويستحوذ الوداد على  الصدارة، الذي فاز في جميع مقابلاته بعدها، وعمق الفارق عن أقرب ملاحقيه إلى 13 نقطة قبل توقف النشاط الرياضي.
ولا يمكن الحديث عن الصعود الثاني على التوالي، دون الإشارة للدور الكبير الذي لعبه أنصار الفريق، حيث رافقوا زملاء مومن في جميع تنقلاتهم، بالإضافة إلى المباريات التي كان يستقبل فيها خارج زيغود يوسف، وهو ما جعل اللاعبين، لا يشعرون بالابتعاد عن ميدانهم.

صناع الصعود
اللاعبون
توهامي عامر، زاهي بلال،  بالموكر سمير، لعور نذير، عياش صالح، بن ثلجون أحمد، بوحبيلة طيب، مومن عاشور، بن غرس الله أسامة، يونس شاوش شاهين، معزي عبد الوهاب، العايب أمين، ميراوي مهدي، بوضرسة وليد، نكاع فتحي، منصوري سمير، مروش سيد علي، عروم قمر الدين، بوريش نضال، حيدوسي لقمان، ميريراوي عبد اللطيف، عيساني محمد الأمين، مزيادي يوسف، خنفري هشام، بوشحيط مهدي.
الطاقم الفني
 المدرب الرئيسي: الطيب عجدير
المساعدان: بوهزة مراد، غاني رجم.
الطاقم الإداري
رئيس الفريق: توفيق عياش
نائب الرئيس: بوصميد لطفي
الأمين العام: نور الدين ضيف
نائب الأمين العام: رضا نيني
أمين المال: خلفاوي عادل
المسيرون: رابح عيسوب، مخلفي سليمان

رئيس وداد زيغود يوسف توفيق عياش للنصر
نجحنـا في إحـــداث «طفرة» ودون مساعـــدة قـــد يضيــع كل شـــــيء
* الصعود كلفنا 1.75 مليار ونهدف للوصول إلى القسم الثالث
في البداية حدثنا عن الصعود الثاني على التوالي المحقق في عهدتك؟
بعد أن نجحنا الموسم الفارط، في الظفر بالصعود للجهوي الثاني لأول مرة في تاريخ النادي، حافظنا على الاستقرار وطعمنا التشكيلة ببعض اللاعبين ووضعنا الثقة في المدرب عجدير، وكان هدفنا هو ضمان البقاء بأريحية، لكن بعد مرور الجولات اتضح بأنه بإمكاننا مجاراة ريتم البطولة، التي لم تكن تختلف كثيرا عن البطولة الشرفية، وبعد مرور تسع جولات خطفنا الصدارة من فريق عين ببوش، وتشبثنا بها فيما تبقى من مشوار مرحلة الذهاب إلى غاية تتويجنا باللقب الشتوي، الذي كان دافعا معنويا كبيرا بالنسبة لنا، حيث آمنا بقدرتنا على الصعود.
 وفي مرحلة العودة رمينا بكل ثقلنا وظهر جليا تفوقنا على بقية الأندية المنافسة، والدليل فوزنا بنتائج عريضة داخل وخارج الديار، وما ساعدنا أكثر هو تأهيل ملعب زيغود يوسف الذي كان دافعا قويا لنا، وسمح لنا بتوسيع الفارق، ورغم انتصاراتنا المتتالية لم يتسرب الغرور إلى نفوس اللاعبين، وكنا نتعامل مع جميع المنافسين بجدية، وضمنا الصعود حسابيا ورسميا قبل قرار توقف البطولة بسبب جائحة كورونا، وصعودنا كان مستحقا وقرار المكتب الفيدرالي، باعتماد الترتيب الحالي لتحديد الصاعدين، كان مجرد تحصيل حاصل بالنسبة لنا، ولو استمرت البطولة كنا سنوسع الفارق لأكثر من 20 نقطة، ونحقق ربما رقما قياسيا في أول تجربة لنا في القسم الجهوي الثاني.
ما هو سر نجاح «الوازي» للموسم الثاني على التوالي؟
السر هو عملنا «بنية خالصة»، والتضحيات التي قمنا بها سواء من الجانب المادي أو من جانب تخصيص كل وقتنا وجهدنا خدمة لهذا الفريق،  حيث عملت الإدارة على توفير المناخ الملائم للنجاح من جميع النواحي، رغم أننا لم نتلق الدعم اللازم لا من بلدية زيغود يوسف أو الهيئات الأخرى، حتى أننا لم نحظ باستقبال من طرف السلطات بعد تحقيق الصعود، والتكريم الوحيد كان من قبل مسؤولي أمن ولاية قسنطينة، وهم مشكورون على ما فعلوه.
حدثنا عن الوضعية المالية للفريق وكم بلغت كلفة  هذا الإنجاز؟
الصعود كلفنا 1.75 مليار وأغلبها من مالنا الخاص، وهذا الموسم لم نحصل على أي إعانة، حيث لم يدخل خزينتنا سوى 400 مليون، تحصلنا عليها كإعانة من الولاية، بعد تحقيقنا الصعود الموسم الفارط، والوضعية المالية للفريق كارثية ولا يوجد سنتيم في خزينتنا، وبصراحة إذا استمر الوضع على ما هو عليه ولا يكون هناك دعم مالي يغطي مصاريف الموسم الفارط، لن أستطيع الاستمرار وسأعلن انسحابي، لأن الوداد ملك لكل سكان البلدية وليس ملكية خاصة بي، وعلى الجميع الالتفاف حوله، خصوصا بعد الطفرة الكروية التي حدثت في السنتين الفارطتين.
وهل بدأتم التفكير في الموسم القادم؟    
رغم ما سبق أن قلته حول الوضعية الحالية واحتمال انسحابي، لكنني قمت بخطوة أولى، لعّل وعسى تجد آذانا صاغية، وبدأنا في الإعداد لميزانية  تقريبية للموسم القادم، كما بدأنا في إجراء اتصالات أولية مع بعض العناصر المستهدفة، حيث فاوضنا المدرب الطيب عجدير من أجل البقاء والاستمرار على رأس العارضة الفنية، وننتظر رده النهائي، لكن كل هذا لن يكون، في حال استمر هذا التجاهل في حق «الوازي».
وما هي طموحاتكم المستقبلية؟
في حال واصلنا وبنينا فريقا قويا كما خططنا له، فدون شك لن تتوقف طموحاتنا عند الجهوي الأول، ومن حق أنصار هذا النادي العريق الذي يعتبر أقدم من بعض الأندية، التي تنشط في الرابطة الأولى، أن يحلموا باللعب في قسم الهواة، وسنبذل قصار جهدنا للاستثمار في النهضة الكروية، التي يعيشها الوداد حتى نبلغ القسم الثالث على الأقل.
هل من إضافة تود أن تختم بها الحوار؟
لا أخفي عليك، لم أجد نية من جميع الأطراف من أجل مساعدة الفريق، وأود أن أوجه رسالة عبر هذا المنبر، لكل سكان بلدية زيغود يوسف سواء رجال أعمال أو سلطات أو أنصار، بضرورة مساعدة الفريق ودعمه من جميع النواحي، ولا تنسوا فإن دعم هذا الفريق مقتصر على ما أقدمه أنا شخصيا وكذا زميلي نائب الرئيس لطفي بوصميد، لكن النجاحات لن تستمر إذا تواصل التجاهل.

مدرب وداد زيغود يوسف الطيب عجدير للنصر
لا أُومِن بالحظِِّ  والنجاحات تتحقَّق بالعمل وفقط
* خشيتُ أن ينسف قرار إداري كل تعبنا!
يرى مدرب وداد زيغود يوسف الطيب عجدير، أن صعود فريقه للجهوي الأول، كان مستحقا وعن جدارة، بدليل الفارق الشاسع بينه وبين أقرب ملاحقيه، رغم أن هدف الصعود لم يكن مخططا له منذ البداية، لكن برنامج العمل المسطر منذ شهر جويلية 2019، وانطلاق الفريق في التحضيرات قبل جميع أندية البطولة، سمح بجني الثمار مع مرور الجولات.
وأكد اللاعب السابق للموك سنوات التسعينيات، أن النتائج المحققة لم تكن مفاجأة بالنسبة له:»  لست متفاجئا، لأنني أومن بالعمل ولا أعترف بالحظ، وما قمنا به طيلة مرحلة التحضيرات، والانضباط والنظام الذي فرضناه على المجموعة، كان يوحي بتحقيقنا للنتائج التي وصلنا إليها، كما أن لدي تجربة في هذا المستوى، كوني دربت فرقا نشطت في جهوي قسنطينة الثاني، وكنت أعلم أن الاستقرار والحفاظ على الركائز إلى جانب التحضير الجيد في الصائفة، كفيل بتحقيق مشوار مميز، كما أننا أجرينا عددا كبيرا من المباريات التحضيرية قبل بداية البطولة، سمحت لنا بمعرفة جميع النقائص وتصحيحها».
كما تطرق عجدير في حديثه، لأبرز الصعوبات التي صادفت هذا الموسم، وقال:» لم أصادف صعوبات كبيرة، وبالنسبة لاستقبالنا خارج الديار في مرحلة العودة، فلم يؤثر علينا كثيرا والدليل النتائج التي حققناها، وعودتنا لملعبنا في مرحلة الإياب أراحت اللاعبين، وكانت تلك الفترة حاسمة لضمان الصعود حسابيا قبل 7 جولات من نهاية البطولة». كما نوه محدثنا بالدور الكبير الذي قام به المكتب المسير، بقيادة الرئيس عياش، في توفير الجو الملائم للنجاح، إلى جانب انضباط اللاعبين والتزامهم بالتعليمات.
ولم يغفل مدرب «الوازي» العودة إلى المرحلة الصعبة التي عاشها والممتدة من يوم إعلان توقف البطولة، إلى غاية صدور قرارات المكتب الفيدرالي، وقال عجدير في هذا الصدد:» الكل يعلم بأننا اجتهدنا كثيرا هذا الموسم، ولم نتوقف عن العمل منذ شهر جويلية، وحققنا الصعود حسابيا في أواخر فيفري، وكنا نستعد للعب بقية الجولات بطريقة استعراضية، ثم نحتفل بالصعود في الجولة الأخيرة، لكن توقف البطولة بسبب فيروس كورونا أخلط حساباتنا، وكنت في كل مرة أرسل برنامجا للاعبين للتدرب على انفراد، ثم بدأ الحديث عن موسم أبيض الذي كنت أخشي أن ينسف كل جهودنا، لكن الحمد لله قرار الفاف أنصفنا، لكن لم يكن هدية لأننا صعدنا قبل التوقف»، غير أن كل هذا، صاحبه بعض التأسف لأن الظروف لم تسمح باستئناف البطولة ولعب الجولات المتبقية، ومن ثمة الاحتفال مع الأنصار، في ملعب زيغود يوسف في نهاية البطولة.
وختم عجدير حديثه، بالتأكيد على قدرة الوداد على لعب الأدوار الأولى الموسم القادم، بشرط توفر الإمكانيات والدعم من قبل الجميع سواء سلطات أو عشاق ومحبي الفريق، خصوصا أن الجهوي الأول، سبق له العمل فيه ويضم فرقا لها باع فيه.

الرجوع إلى الأعلى