رهن إتحاد عنابة نسبة كبيرة من حظوظه في تحقيق حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية إثر إنهزامه بخنشلة أمام الإتحاد المحلي في مباراة كان نجمها دون منازع المهاجم الخنشلي بوزيت، الذي وقع ثنائية كان وزنها ترسيم بقاء الخناشلة في هذه الحظيرة، و كذا القضاء على أحلام الطلبة في مواصلة المشوار كطرف بارز في معادلة الصعود.
المقابلة عرفت إنطلاقة سريعة جدا من جانب المحليين الذي دخلوا مباشرة في صلب الموضوع، بالتوجه صوب الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من مرمى الحارس جمعة، و قد أتيحت لهم فرصة إمضاء هدف السبق بعد 9 دقائق من صافرة البداية، إثر خطأ في المراقبة على مستوى المحور، لكن طامة أخفق هز الشباك، أمام براعة الحارس جمعة، الذي حول الكرة إلى الركنية.
العزيمة الكبيرة التي أبداها أهل الدار جعلت الحارس جمعة و دفاعه يتحمل عبء اللعب، سيما و أن مدرب الطلبة لكناوي عمد إلى إنتهاج خطة دفاعية، من دون المناورة في الهجوم، مما فسح المجال أمام الخناشلة لفرض ضغط مكثف، كاد على إثره عقيني أن يهز الشباك في الدقيقة 15 برأسية محكمة، إلا أن المدافع خروبي أبعد الكرة من على خط المرمى، منقذا فريقه من هدف محقق.
سيطرة المحليين على مجريات اللعب تواصلت من دون تسجيل أي رد فعل جاد من طرف الضيوف، و قد  كان بوزيت قريبا من إفتتاح مجال التهديف في الدقيقة 31، لما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس جمعة، غير أن هذا الأخير تصدى بشجاعة كبيرة و أنقذ مرماه من هدف محقق، كما ضيع دمان فرصة ثمينة في الدقائق الأخيرة من المرحلة الأولى.
فيزيونومية اللقاء تواصلت وفق نفس السيناريو في الشوط الثاني، لأن سيطرة المحليين بقيت سارية المفعول، وكللت بهدف السبق في الدقيقة 48، و الذي كان من ضربة جزاء أعلنها الحكم صخراوي إثر العرقلة التي تعرض لها بوزيت داخل منطقة العمليات من الحارس جمعة، و هو القرار الذي إحتج عليه العنابيون، بحجة أن ضربة الجزاء غير شرعية، و قد تولى بوزيت تنفيذها بنجاح، مفجرا فرحة عارمة في مدرجات ملعب حمام عمار التي كانت مكتظة عن آخرها.
هذه النتيجة دفعت بالمدرب العنابي لكناوي إلى القيام ببعض التغييرات في محاولة لتفعيل القاطرة الأمامية بإقحام الثنائي هلال و بودربالة، لكن الخطورة كانت أكثر من جانب المحليين، حيث كاد عقابة أن يثقل فاتورة الطلبة بهدف ثان في الدقيقة 54، لما تلاعب بدفاع الضيوف، إثر مجهود فردي جبار، إلا أن قذفته إعتلت العارضة الأفقية لمرمى جمعة.
مع مرور الدقائق رمي الطلبة بكامل ثقلهم في الهجوم، لأنهم كانوا مطالبين بالفوز للبقاء في سباق الصعود، و قد أتيحت لزبيري فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 64، قبل أن ينجح زميله عناني من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 78 بقذفة من داخل منطقة العمليات، مستغلا سوء تموقع الدفاع الخنشلي.
اللقاء كان أكثر إثارة في دقائقه الأخيرة، لأن حاجة العنابيين للفوز أجبرتهم على التوجه كلية صوب الهجوم، و قد كاد حرحوز أن يقلب الموازين في الدقيقة 83 بصاروخية إصطدمت بالعارضة الأفقية لمرمى منصوري، لكن الدقيقة 89 شهدت تألق بوزيت من جانب أهل الدار، و الذي أمضى الهدف الثاني لفريقه بصاروخية من داخل منطقة الجزاء، بعد تلقيه كرة ميليمترية من البديل حمزاوي، لتنتهي المباراة وسط سخط عارم للمئات من أنصار إتحاد عنابة على لاعبيهم، بعد تبخر حلم الصعود.
م / خ

الرجوع إلى الأعلى