عاد مهاجم اتحاد بلعباس مراد بن عياد في حوار مع النصر، إلى تجاربه السابقة وخاصة مع كل من سريع غليزان ونصر حسين داي ووفاق سطيف، الذي اختار حمل ألوانه مفرطا في عروض أجنبية، كما تطرق بن عياد لأسباب إجهاض صفقة تحوّله للسنافر، مستغلا شهر الصيام لمسامحة من تورّط، في نقل أخبار مغلوطة عنه  للمدرب عمراني.
حاوره: مروان. ب
بن عياد، الذي يتمنى تجربة احترافية خارج البطولة الوطنية لتحقيق ما حلم به عندما كان صغيرا، كشف أيضا أنه بعد الاعتزال لن يجرؤ على البقاء ولو للحظة في عالم المستديرة.
• كيف تقضي أيام الشهر الفضيل، وأنت الذي لا تزال مرتبطا بأجواء المنافسة مع فريقك اتحاد بلعباس الذي يصارع لأجل البقاء ؟
بداية أود تهنئة الشعب الجزائري وكافة الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان، وأتمنى أن يعود علينا بالصحة والهناء، وبخصوص يومياتي، فأنا متعود على الاستيقاظ  باكرا، وأجتهد كي لا أضيع الصلوات الخمس في المسجد، كما أخصص وقتا طويلا من أجل قراءة القرآن، والجلوس مع العائلة الكريمة والاستمتاع مع الأصدقاء بعد صلاة التراويح، ولو أن الارتباط بأجواء المنافسة في السنوات الأخيرة يجعلك مقيدا.
عايشت الحراك بكل جوارحي ومطالب شعبنا مشروعة
• ما هي وجبتك المفضلة في رمضان؟
كما تعلمون لاعبو كرة القدم مطالبون بإتباع نظام غدائي معين، وخلال الشهر الفضيل تكون الأمور معقدة علينا، خاصة إذا كنا مرتبطين بأجواء المنافسة كما هو الحال هذا الموسم، إذ يُمنع علينا الإفراط في الأكل والدوس على النظام الغذائي المحدد من قبل طبيب الفريق، ولو أنني لا أتخلى عن «حريرة» الوالدة طيلة أيام هذا الشهر، كما أحرص على وجود «البوراك» على طاولة الإفطار.
• هل لديك برنامج تلفزيوني معين تحب مشاهدته ؟
كغيري من الجزائريين أتابع برامج قنواتنا الوطنية، وما تقدمه من برامج كوميدية وفكاهية، ولا أفرط في الحصص الدينية، من أجل الاستفادة من بعض المواعظ، مع حرصي على عدم تضيع حصة يوم مع لاعب، التي تبث عبر أحدى القنوات الخاصة قبل أذان المغرب بقليل، كما لا يجب أن أغفل عشقي الكبير للعبة «البلاي ستايشن»، إذ تعد رفيقي الدائم خلال أيام شهر رمضان.  
• ما هي هوايتك المفضلة؟
ليست لدي هواية معينة، وأحب الرياضة بكل أنواعها، ولكن تعلقي بكرة القدم ليس له مثيل، بدليل أنني أتابع كافة المباريات المنقولة على الشاشة، سواء تعلق الأمر ببطولتنا الوطنية أو الدوريات الأجنبية.

بن عيادة أقوى مدافع واجهته وعانيت معه كثيرا
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
حلمت منذ نعومة أظافري أن أكون لاعب كرة قدم مشهور، ولحسن حظي أن الأمور سارت معي كما أريد، ونجحت في الوصول إلى مبتغاي، بدليل أنني حملت ألوان فرق معروفة على المستوى الوطني، على غرار نصر حسين داي وسريع غليزان ووفاق سطيف واتحاد بلعباس، في انتظار أن أكون أفضل مستقبلا، ولم لا أحقق حلمي الأكبر، بخوض تجربة احترافية خارج الجزائر.
• حدثنا عن بداية ممارستك لكرة القدم؟
تعلقي بكرة القدم دفعني لمغادرة مقاعد الدراسة مبكرا، كون رغبتي كانت كبيرة في النجاح، والتحول إلى لاعب مشهور، بإمكانه أن يساعد عائلته، وأتذكر بأن هناك من تنبأ لي بالنجاح في عالم الساحرة المستديرة، وسني لم يتجاوز آنذاك 14، بالنظر لإمكاناتي التي فجرتها وأنا صغيرا، وكنت أقارع الأكابر وأتفوق على بعضهم في بعض الأحيان.
• أحسن ذكرى في مشوارك الرياضي؟
أفضل ذكرى في مشواري حصولي على دعوة المنتخب المحلي، ومشاركتي في إحدى التربصات، إذ كنت آمل في أن يوفقني المولى عزوجل، وأرتقي إلى المنتخب الأول، ولكن الأمور ليست سهلة، في وجود عدة أسماء تنشط في فرق أوروبية كبيرة، ما زلت قادرة على العطاء، وسأبذل كل ما في وسعي، من أجل التواجد مع المحليين مجددا، كما لا يجب أن أنسى تتويجي بكأس السوبر مع إتحاد بلعباس على حساب شباب قسنطينة.
غادرت مقاعد الدراسة مبكرا ودعوتي للمنتخب وكأس السوبر أفضل ذكرياتي
• ماذا بخصوص أسوأ ذكرى ؟
هناك بعض المحطات السيئة التي لا يمكن نسيانها، على غرار سقوطي مع فريق سريع غليزان قبل ثلاث سنوات، رغم المستويات الجيدة التي كنا نبصم عليها، خلال المباريات، ولكن الحظ كان يدير لنا ظهره في كل مرة، لقد قدمت رغم الإخفاق موسما متميزا، بدليل نجاحي في تسجيل العديد من الأهداف، وهو ما جعلني أحظى باهتمام عديد الفرق الكبيرة في تلك الصائفة، وفي مقدمتها وفاق سطيف الذي أمضيت معه.
• شيء ندمت عليه في مشوارك الرياضي ؟
بعد موسمي الرائع مع سريع غليزان، وتسجيلي عديد الأهداف الجميلة، تلقيت عديد الاتصالات المغرية، سواء من أندية النخبة في الجزائر أو حتى بعض الفرق العربية والخليجية، غير أنني فضلت في آخر المطاف الإمضاء مع وفاق سطيف، وتلك هي الخطوة التي يمكن القول بأنني ندمت عليها، لأنني لو احترفت خارج الجزائر لكانت أموري الرياضية أفضل دون شك، ولتمكنت من تطوير إمكاناتي أكثر، ولو أن الوقت لا يزال أمامي، من أجل خوض تجربة خارج الجزائر، خاصة وأنني ما زلت صغير السن.
لا أفرط في الحريرة والبوراك ومحب للبرامج الدينية
• أحسن بلد زرته وتأثرت به ؟
زيارتي للمملكة العربية السعودية، ومكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تركت في داخلي أشياء جميلة لا يمكن أن أنساها، ولو أنه كانت لي الفرصة أن وطأت أقدامي العديد من البلدان الأوروبية الجملية، التي تجعلك متشوقا لزيارتها من جديد.
*ما هو البلد الذي تفكر في الإقامة به لو تضطر لمغادرة الجزائر؟
لا يمكن أن أتخيل نفسي بعيدا عن الجزائر، رغم حبي وتعلقي بالمملكة العربية السعودية، صدقوني بلادنا جميلة وغالية، ولا أعتقد بأننا سنجد أفضل منها، ولذلك علينا أن نحافظ عليها، من خلال المساهمة في تطويرها، وجعلها تلتحق بركب الدول المتقدمة.
• أكبر سرعة وصلها عداد سيارتك الخاصة ؟
لست متهورا في السياقة وأقود بترو، ولو أنني أتذكر بأنني سببت ذعرا كبيرا لبعض زملائي في إتحاد بلعباس في أحد المرات، عندما قدت السيارة بسرعة في حدود 250 كلم /ساعة، إذ لم ينطقوا بكلمة واحدة، وظلوا متوجسين من إمكانية تعرضنا لأي مكروه.
• أحسن مدافع واجهته أو لعبت إلى جانبه ؟
أفضل مدافع واجهته هو لاعب شباب قسنطينة حسين بن عيادة، القوي بدنيا والمتميز من الناحية الفنية، فهو لديه مواصفات خاصة في إيقاف المهاجمين، ولقد عانيت معه الآمرين، سواء لما كنت مع وفاق سطيف، وحتى عند انتقالي إلى اتحاد بلعباس، أين تواجهنا في البطولة مرتين، وفازوا علينا ذهابا وإيابا، ولكننا انتصرنا عليهم في أهم موعد، وهو نهائي الكأس الممتازة بملعب تشاكر بالبليدة، لنحرمهم بذلك من أول كأس في تاريخ الشباب، وبخصوص أحسن مدافع لعب إلى جانبي، فهو صديقي قبلي دون أي تردد، لما يمتلكه من إمكانات بدنية وفنية وأتوقع له مستقبلا كبيرا.
«المسامح كريم» لمن أفشل صفقة انتقالي إلى شباب قسنطينة
• أحسن مدرب عملت معه ؟
كان لي الشرف أن عملت مع عدة مدربين متميزين، على غرار بوعكاز وبن شيخة وبوزيدي، ولكن الفرنسي هيغو بروس الذي دربني في النصرية يعد الأفضل في اعتقادي، بالنظر إلى مؤهلاته التدريبية الكبيرة، والتي أكدها مع المنتخب الكاميروني، الذي قاده للتتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017.
•هل فكرت في مرحلة ما بعد الاعتزال ؟
على عكس بعض اللاعبين، الذين يفكرون في التحول إلى عالم التدريب، بعد نهاية مشوارهم، مراد سينسحب بشكل نهائي من عالم كرة القدم، كونه لم يعد لديه أي جهد لتحمل ما هو موجود الآن، خاصة وأن بطولتنا باتت مليئة بكل ما هو سيئ.
• إن أمكن الحديث عن فشل صفقتك مع شباب قسنطينة، من تعتقده كان وراء ذلك ؟
كما تعلمون كنت قريبا جدا من الالتحاق بشباب قسنطينة في الصائفة الماضية، إذ اتفقت مع المناجير العام طارق عرامة على كل شيء، وضرب لي موعدا بمدينة الجسور المعلقة، من أجل توقيع العقد، غير أن الصفقة فشلت في آخر لحظة، بسبب بعض الأطراف التي روجت عني أشياء كاذبة، وقامت بتزويد المدرب عمراني بمعلومات خاطئة، أنا لست حاقدا على هؤلاء رغم كل شيء لأنني إنسان مؤمن، ويدرك بأن عدم التحاقي بالشباب يعود إلى عامل المكتوب لا أكثر ولا أقل، ولو أنني أقول لهذا الشخص «المسامح كريم».

• لماذا لم توفق في تجربتك مع الوفاق رغم بدايتك القوية ؟
تجربتي مع الوفاق السطايفي لم تدم طويلا، وكنت خلالها ضحية النتائج المتذبذبة للفريق في ذلك الموسم، ولو أنني كنت من خيرة العناصر في الفريق، بعد إنهائي الموسم هدافا برصيد تسعة أهداف كاملة، مع تقديمي لثلاث تمريرات حاسمة، أنا لست نادما على تلك المحطة التي أثرت سيرتي الذاتية، وأتمنى كل التوفيق للنسر السطايفي، ولم لا يعود إلى مكانته الطبيعية بالتربع على عرش الكرة في الجزائر.
لم أفشل في سطيف وأرقامي تتحدث عن مشواري
• ما رأيك في الحراك الشعبي، وأنت الذي شاركت في بعض المسيرات ؟
نحن كرياضيين نساند مطالب الشعب الجزائري، باعتبار أننا ننتمي له، ونحلم بما يحلم به، ولقد سجلنا مشاركة واسعة للاعبي كرة القدم في مسيرات الجمعة، وكنت واحدا منهم، من خلال تواجدي الدائم إلى جانب شعبنا، لا لشيء سوى لأننا نتمنى الخير والأمان لهذا البلد العظيم، الذي قدم الكثير إبان الثورة التحريرية، ولا يزال يقدم الدروس للجميع بوعيه وتحضره وسلميته التي جلبت الكثير، في انتظار المزيد.             
            م/ب

الرجوع إلى الأعلى