«الصندوق الأسود» يُموله اللاعبون وأمواله تستخدم في الكواليس !
بصفتك رئيس سابق وفاعل في محيط كرة القدم، هل تقر  بوجود فساد رياضي في بطولتنا؟
بطبيعة الحال، والجميع أصبح يشجع هذه الظاهرة، بدليل أنه على مستوى الجمعيات العامة للأندية، يحاسب الرئيس على عدم شرائه لبعض المباريات حتى يحقق الأهداف المسطرة، سواء تحقيق الصعود أو تفادي السقوط، وهذه السمة المميزة لكرتنا، و»الفساد» هو الذي يعين البطل أو الأندية الساقطة.
خلال فترة رئاستك لشباب باتنة، كنت ضحية لمثل هذه الأنواع من التلاعبات، أليس كذلك؟
لقد كنا السباقين للتنديد بمثل هذه التصرفات، أين كانت لدينا قضية مع مولودية باتنة، والتي تم طمسها في مدينة باتنة بعد تدخل من طرف السلطات المحلية، بعدها كانت لدينا قضية أخرى، مع شبيبة الساورة، والتي ذهبنا فيها إلى أبعد الحدود، والمتمثلة في الحكم القضائي، ولكن عوقبنا من طرف الاتحادية، وغيرت قوانين حتى تحرمنا من الفوز رياضيا، وأكثر من ذلك تعرضنا لعدة ضغوطات وكنا قريبين من السقوط إلى القسم الهاوي بسبب هذه القضية، وبعدها قضية أخرى مع فريق دفاع تاجنانت، والجميع يعلم بأن مصالح الأمن أثبتت وجود رشوة، ولكن بعد ذلك لا تستفيد من حقك أو حتى رسالة تشجيع من طرف المسؤولين لانخراطك في محاربة ظاهرة ممقوتة، بل تجد نفسك تحارب في وهم، والعكس تماما تدفع الضريبة غالية، والدليل أننا سقطنا مجددا، وكل الرؤساء، الذي أثاروا مثل هذا النوع من القضايا وجدوا نفس المصير أي الفشل والسقوط، حتى يخلق لهم معارضة داخل محيطهم، لإثارة المشاكل.
في الفترة الأخيرة، رؤساء أدلوا  بتصريحات خطيرة وهناك من اعترف بكولسة المباريات، لكن دون تحرك من الجهات المعنية، ما رأيك؟
خير دليل على سؤالك، ما قاله لاعب أمل بوسعادة بيطام، عندما أكد أن رئيس نادي يمنع اللاعبين الأساسيين من المشاركة، وحدث لنا نفس الأمر الموسم المنقضي، عندما تدخل رئيس بلدية عين فكرون ومنع التشكيلة الأساسية من خوض مباراة وداد تلمسان، وهو ما جرى هذا الموسم أمام نفس المنافس، عندما منع رئيس أمل بوسعادة لاعبيه من مواجهة الوداد، ولاحظنا الموسم الفارط فضيحة من العيار الثقيل، عندما تنازل الرائد  جمعية عين مليلة على نقاط مباراة داخل الديار لصالح الضيف مولودية العلمة، بتدخل من طرف مسؤول نافذ آنذاك، لضمان بقاء البابية، ومسؤولو الرابطة لم يتحركون، مثلما بقيت الجهات المعنية ساكنة في قضية مباراة أمل بوسعادة، رغم أنها يمكنها التأسس كطرف في بعض القضايا.
rولماذا لا تتأسس الاتحادية والرابطة حسب رأيك، كطرف في مثل هذا النوع من القضايا؟
لأنه ببساطة، كل من رئيس الرابطة ورئيس الاتحادية، يتواجدان في منصبيهما بطريقة غير شرعية، وهو ما يجعلهما يتفاديان الذهاب بعيدا في مثل هذه القضايا، التي ستنقلب عليهما، والجميع يعلم كيف وصل كل من رؤساء الاتحادات والرابطات إلى هذه المناصب، لأنه لو نتحدث على ما يحدث في الرابطات الولائية والجهوية، لوقفنا على مشهد أفضح مما يحدث الرابطة المحترفة والاتحادية، بالنظر إلى تسليط الأضواء عليهما من طرف وسائل الإعلام.
rوما هي الحلول التي تقترحها للقضاء على مثل هذه الظواهر؟
ما دمنا لم نذهب إلى أبعد نقطة في هذا المجال فلن ننتظر الحل، لأنه هناك قضايا تتضمن حكم نهائي، مثل قضية اتحاد عنابة واتحاد بسكرة، ولم تطبق الأحكام، كما يوجد تصريح ناري لرئيس اتحاد عنابة، الذي اعترف بشرائه مباريات بسبع ملايير سنتيم، وهل هناك أكثر من هذا، وأعتقد بأن الحل يكمن في تطبيق القرارات الردعية، والفريق الذي يثبت بأنه قام بترتيب نتيجة مباراة يسقط، ويومها فقط يمكننا القول بأننا نسير في الطريق الصحيح، لأنه في أوروبا مثلا بموجب مكالمات هاتفية فقط محل شبهة، يتم إسقاط أندية، ونحن على سبيل المثال، أحضرنا بالدليل الاتصالات بين رئيس نادي وحكم المباراة والذي يعين المباريات، في فترات متباينة قبل وبعد اللقاء، ولم نر أي شيء، بل أكثر من ذلك، لدينا وثيقة رسمية من طرف الاتحادية، تجبرنا على عدم وضع شكوى على مستوى مصالح الأمن ضد هؤلاء الحكام، ماذا تنتظر أكثر من هذا.
rقدمت حلولا، لكن ما هي الأنسب لهذا الظرف؟
هناك اختلاف في موازين القوى، حيث توجد أندية قوية بفضل الأموال العمومية، وبميزانية في حدود  100 مليار، و لا أحد يحاسبها، وفرق أخرى تستفيد من 10 ملايير يرسلون له 100 محاسب، وعليه أرى الحل الأمثل في توقيف الكرة الجزائرية لمدة ثلاث أو أربع سنوات، نقوم بعدها بإعداد قوانين صارمة، وتكون هناك رقابة لصيقة، على الموارد المالية سواء المداخيل أو المصاريف، لأن هناك تواطؤ من طرف جميع الجهات، سواء من رئيس النادي وصولا إلى المسيرين واللاعبين، الذين أصبحوا يمضون على مبالغ وهم في حقيقة الأمر لا يستلمونها.
حقيقة أصبحنا نشهد في السنوات الأخيرة، ظواهر غريبة فمثلا عندما يلتحق لاعب بفريق معين، يطلب منه التنازل على أجرتين خاصة بالصندوق الأسود، وماذا يقصد بالصندوق الأسود أن هذه الأموال، إما أن تذهب إلى جيب الرئيس أو تذهب إلى الكواليس، وليس لديها تفسير آخر، وعليه فإن التواطؤ أيضا من طرف اللاعب، الذي يوافق على التوقيع والتخلي على أجرتين على سبيل المثال.
حاوره: بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى