سجلت المنتخبات العربية دخولا موفقا في منافسة كأس إفريقيا، لأن ثلاثة منها استهلت مشوارها بالفوز، ويتعلق الأمر بكل من مصر، الجزائر والمغرب، مقابل تسجيل تعادل وحيد، كان للمنتخب التونسي مع أنغولا، في الوقت الذي كان فيه الظهور التاريخي للمنتخب الموريتاني في «الكان» مخيبا للآمال، بالانهيار برباعية أمام مالي، في أول خرجة للمرابطين في العرس القاري، ليكون بذلك العرب قد سجلوا حصيلة، ليست ببعيدة عن إجمالي ما سجلوه في الدور الأول من الطبعة الماضية، على اعتبار أن المنتخبات العربية كانت في الغابون قد أحرزت 5 انتصارات في كل لقاءات المجموعات، رغم نجاح ثلاثة ممثلين عنها في بلوغ ربع النهائي.
هذه الحصيلة، تؤكد على التحسن الكبيرة للكرة العربية، بالمقارنة مع دورة 2017، لأن العرب يبصمون في هذه النسخة على حضور تاريخي، بتواجد خمسة سفراء منهم ضمن قائمي منشطي «الكان»، وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ العرس الإفريقي، وكانوا في نسخة 2017 قد استهلوا المشاركة بنتائج مخيبة للآمال، في وجود الزبائن التقليديين، على اعتبار أن المنتخب الوطني، كان قد بدأ تلك الدورة بتعادل مع زيمبابوي بثنائية في كل شبكة، كما استهل المنتخب المصري مشاركته بتعادل سلبي مع مالي، في حين انهزمت تونس أمام السنغال والمغرب على يد الكونغو الديمقراطية، والملفت للإنتباه في تلك البداية أن الخضر كانوا المنتخب العربي الوحيد، الذي وصل إلى شباك منافسيه في مباريات الجولة الأولى في الغابون.
وبمراعاة نتائج محطة رفع الستار عن كل المجموعات في دورة 2019، نجد أن هذا الرباعي حسّن كثيرا من حصاده في بداية المنافسة، انطلاقا من منتخب البلد المنظم مصر، صاحب الرقم القياسي في المشاركات والتتويجات، والذي يبحث عن لقب آخر، ولو أن «الفراعنة» وجدوا صعوبة كبيرة في تخطي زيمبابوي، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي عانى الأمرين قبل كسب الرهان أمام ناميبيا بهدف «قاتل» جاء بنيران صديقة، بينما بصم منتخبنا على أهم انجاز للكرة العربية في هذه النسخة، بفوزه الثمين بثنائية نظيفة أمام كينيا، مع نجاحه في المزاوجة بين الآداء والنتيجة.
إلى ذلك، فإن «الخيبة» كانت من جانب المنتخب التونسي، الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه عند مواجهة أنغولا، لأن «التوانسة» الذين قصدوا الأراضي المصرية في ثوب المنتخب «المونديالي»، المرشح للتنافس على اللقب الإفريقي تفادوا الهزيمة، مما صعد موجة الانتقادات الموجهة للمدرب الفرنسي آلان جيراس، رغم أن «نسور قرطاج»، أصبحت متعودة على الدخول غير الموفق في أجواء «الكان»، مع نجاحها في التدارك مع تقدم المنافسة.
بالموازاة مع ذلك، فإن منتخب موريتانيا لم يتمكن من مسايرة الريتم الذي فرضه المنتخب المالي، ولو أن المرابطين كانوا على موعد مع التاريخ في أول ظهور لهم في نهائيات «الكان»، والهدف الذي سجله المهاجم العيد الحسن من ضربة جزاء، كان الأول لموريتانيا في العرس القاري، رغم أن الانهزام برباعية كان قاسيا على معنويات كتيبة التقني الفرنسي مارتينز، سيما بعد المشوار الجيد الذي قدمته في التصفيات، ولو أن المنتخب الموريتاني كان قد تلقى هزيمة بنفس النتيجة في المرحلة التصفوية بأنغولا، الأمر الذي يؤكد على هشاشة دفاعه أمام منافسين من العيار الثقيل.
وانطلاقا من هذه الافرارزات، فإن الكرة العربية باستطاعتها حجز 4 تذاكر في الدور الثاني، خاصة وأن تونس وموريتانيا تتواجدان في نفس الفوج، وإقصاء أحدهما أمر جد وارد، بالنظر إلى الدخول الموفق لمنتخب مالي.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى