تعرف النوادي الجزائرية سواء تلك الناشطة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى أو حتى المنضوية تحت لواء الدرجة الثانية، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية نزيفا حادا لخيرة لاعبيها، بسبب قانون اتحادية شمال إفريقيا (لوناف)، الذي تبنته الجامعة التونسية بقيادة وديع الجريء في الأشهر القليلة الماضية، ويسمح في محتواه للاعبين القادمين من بلدان المغرب العربي الجزائر والمغرب وليبيا ومصر، باحتراف كرة القدم في الدوري التونسي دون أن يصنفوا كأجانب بل مواطنين بنفس حقوق وواجبات”التوانسة»، على عكس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي رفضت هذا الإجراء جملة وتفصيلا، وتمسكت بالقوانين السابقة، والمتمثلة في الاكتفاء بلاعبين أجنبيين فقط، يشترط أن لا يتعدى سنهما 27 ربيعا مع حيازتهما على صفة اللاعب الدولي.
هذا، وورط الإجراء الجديد، الذي أرادت “لوناف» أن تحاكي به قانون «بوسمان» المطبق على لاعبي بلدان الاتحاد الأوروبي، مسؤولي الكرة الجزائرية، إذ جعلهم عاجزين عن الإحتفاظ بنجومهم أمام إغراءات الأندية التونسية، وخاصة تلك صاحبة الإمكانات المادية الكبيرة، وهو ما من شأنه أن ينعكس بالسلب على مستوى البطولة الوطنية التي تعرف مستوى جد متدني، ومع رحيل أسماء وصفها المختصون ب”الخطاطيف» التي صنعت ربيع الكرة الجزائرية، ستزداد الأمور سوءا، وهو ما لم تعره الفاف أي اهتمام، حيث لم تفكر في العواقب السلبية لعدم مجاراة القانون الجديد.
وغادرت إلى حد الآن عدة عناصر باتجاه البطولة التونسية، تاركة فراغا كبيرا سيلقي بظلاله السلبية على أنديتنا، التي تبدو عاجزة عن التصدي لإغراءات كبار الكرة التونسية، على غرار الترجي الرياضي، الذي تمكن من التعاقد مع أسماء، كانت تصنع ربيع فرقنا الوطنية، وفي مقدمتهم الموهبة بلال بن ساحة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإمضاء مع مولودية الجزائر، قبل أن تنجح إدارة “المكشخة» في الحصول على وثائق تسريحه من دفاع تاجنانت، وكذا إسلام بكير نجم الوفاق السطايفي الذي وقع مؤخرا مع نادي الصفاقسي التونسي، ليكون إلى جانب مواطنه نذير قريشي، ضف إليهما صخرة دفاع وفاق سطيف عبد القادر بدران المنضم لتشكيلة بطل رابطة الأبطال الإفريقية، مفضلا إياه على عدة فرق وطنية طلبت خدماته، في شاكلة سوسطارة و»الشناوة» والسنافر، في انتظار توقيع مدافع شبيبة القبائل إلياس شتي الذي اتفق على كل شيء مع الترجي، رفقة متوسط ميدان سوسطارة عبد الرؤوف بن غيث، دون أن ننسى الالتحاق المتوقع لكل من بوشار وبن خماسة وبوخنشوش وجحنيط وبن عيادة، الذين يملكون اتصالات متقدمة مع فرق تونسية.
 وفي حال سارت الأمور مع العناصر المذكورة، ستكون “الكارثة” حسب المتتبعين للشأن الكروي الجزائري، على اعتبار أن رحيل عناصر بهذه المواصفات، سيضعف حتما البطولة المحترفة ويجعل حلم التتويج ب «الشان» أو رابطة الأبطال الإفريقية، بعيد المنال إن لم نقل مستحيلا.
وستلتحق كل هذه الأسماء التي ذكرناها بعناصر أخرى برزت بشكل ملفت في البطولة التونسية خلال السنوات الأخيرة، على غرار صانع ألعاب الخضر يوسف بلايلي الذي قاد ناديه الترجي للتتويج بأمجد وأغلى المسابقات القارية رفقة الطيب مزياني، دون نسيان مهاجم النجم الساحلي كريم عريبي صاحب هدف التتويج بكأس العرب.
بالمقابل، تهكمت الجماهير الجزائرية عبر المنتديات الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك وأنستغرام) على ما يحدث من رحيل عدة لاعبين نحو الدوري التونسي، متهمة «الفاف» بتعطيل استفادة نوادي محلية من هذا “الامتياز” الذي يراه الكثيرون كفيلا بوقف الارتفاع المضطرد لأجور اللاعبين.
مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى