ترجمت التصريحات، التي أدلى بها اللاعبون عقب نجاح المنتخب الوطني في التتويج باللقب القاري، بأن «الروح الوطنية» كانت أبرز سلاح راهن عليه «كومندوس» بلماضي في صنع الملحمة التاريخية في الأراضي المصرية، لأن كل عنصر من المجموعة، رفض أن ينصّب نفسه في خانة «البطل»، وصاحب الفضل الكبير في هذا التتويج، بقدر ما كان الإجماع على أن التاج الإفريقي، يبقى أغلى هدية يمكن تقديمها للشعب الجزائري، الذي يبقى بحاجة ماسة إلى الأفراح.
وكان تصريح بغداد بونجاح، أبرز دليل على أن بلماضي غرس في لاعبيه الروح الوطنية، حيث أن مسجل هدف التتويج في المباراة النهائية قال : "أنا لا ألعب من أجل المال أو البحث عن الشهرة، بل أدخل أرضية الميدان وتفكيري منصب على هدف واحد ووحيد، وهو الجزائر وتشريف الألوان الوطنية، والآن وبعد هذا التتويج أتمنى أن أكون قد قدمت ما يكفي لإرضاء أبناء بلدي، لأن الجزائر بلد كبير، وشعبها بحاجة ماسة إلى معايشة أجواء الفرحة، دون أن نفكر إطلاقا في الجانب المالي، وقضية التحفيزات المادية".
وعلى نفس الدرب سار إسماعيل بن ناصر، الذي كان "نجم" الدورة دون منازع، بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب، لكن بن ناصر تناسى هذا التتويج "المزدوج"، وسارع إلى الكشف عن "افتخاره" بالانتماء إلى ىبلد إسمه الجزائر، وقال في هذا الصدد " لقد كنا الأحسن في هذه الدورة، وتتويجنا مستحق، وشخصيا فأنا فخور بالجمهور الجزائري الذي ساندنا كثيرا، وتنقل بالآلاف إلى القاهرة لمؤازرتنا، وقد كان ردنا للجميل بإهدائه هذا اللقب، وتمكين الشعب الجزائري من التعبير عن فرحته".
من جهته، استغل صخرة الدفاع جمال بن العمري، فرصة التتويج باللقب القاري ليؤكد بأن تواجده ضمن قائمة "أبطال القارة"، كان بمثابة الحلم الذي لم يكن يراوده، لكنه اعتبر ذلك بمثابة رد على كل من حاول تحطيمه، وصرح قائلا : " أنا أشكر كل من وضع ثقته في شخصي، ومكنني من التواجد مع المنتخب في هذه المرحلة، خاصة رئيس الفاف والمدرب جمال بلماضي، لأن بعض الأطراف كانت في فترات سابقة عملت كل ما في وسعها لتحطيم مشواري الكروي، من خلال محاولة تشويه سمعتي، وهو نفس الشيء الذي حصل مع بلايلي وبونجاح، لكنني برهنت بأنني أدافع عن الألوان الوطنية بكل جدية، وأنا عندما أدخل أرضية الميدان لا أفكر إلا في الجزائر، لأنني ابن الشعب، وفخور بجزائريتي، والأجواء التي يعيشها الجزائريون بعد هذا التتويج مستحقة، وتعد أبسط هدية نقدمها لهم في هذه المرحلة الاستثنائية".
إلى ذلك، فقد استعاد رفيق حليش ذكريات نوفمبر 2009 بالقاهرة، وأكد بأن الأراضي المصرية، تبقى بمثابة البوابة التي يدخل عبرها المنتخب الوطني إلى الانجازات التاريخية، وصرح في هذا الصدد قائلا : "الجميع يتذكر ما حدث لنا في القاهرة، في تصفيات مونديال 2010، وقد تأهلنا إلى كأس العالم بعد تلك الحادثة، والآن وبعد عشرية من الزمن كررنا نفس "السيناريو"، ونجحنا في كسب الرهان والتتويج بكأس أمم إفريقيا في مصر، وبالتالي فإن الأراضي المصرية تبقى فأل خير علينا، ونحن فخورون بالشعب الجزائري، الذي يستحق هذه الهدية، وما خلفته من أجواء الفرحة".
وأجمع اللاعبون في تصريحاتهم، على أن صاحب الفضل الكبير في هذا الانجاز يبقى المدرب جمال بلماضي، الذي أعطاهم الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، وظل يحثهم على بذل قصارى الجهود لتحقيق الحلم، وهذا إلى غاية تجسيد الهدف المنشود، لكن بلماضي سارع إلى ""التقليل" من مكانته في صنع هذه "الملحمة"، ونوه كثيرا باللاعبين، ونصبهم في خانة "الأبطال الفعليين"، وأرجع ذلك إلى المجهودات الجبارة التي بذلوها فوق أرضية الميدان، على مدار 7 مباريات متتالية، وهذا أمر ليس من السهل تجسيده ميدانيا.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى