استهل المنتخب الوطني لكرة القدم  مشوار الدفاع عن لقبه القاري، المحرز قبل أشهر فقط، بالأراضي المصرية بانتصار باهر واستعراضي، دك من خلاله زملاء القائد رياض محرز شباك الضيف الزامبي بخماسية دون رد، حملت الكثير من الدلائل، أبرزها محافظة الخضر على نسقهم العالي ووتيرة نتائجهم الايجابية، التي بدأت قبل 16 شهرا غداة تنصيب جمال بلماضي على رأس الطاقم الفني للمنتخب.
رحلة الدفاع عن التاج الإفريقي والتي بدأت مبكرا، على اعتبار أن تغييرات الكاف، أصبحت تجبر المتوج باللقب في النسخة الأخيرة على خوض التصفيات المؤهلة لدورة كأس إفريقيا التي تليها، كانت مناسبة للنخبة الوطنية من أجل تأكيد المستوى الذي أهلها للتربع على عرش إفريقيا، وكذا الوجه الذي ظهرت به مؤخرا في ملعب مدينة ليل، عندما صفع الخضر منتخبا عالميا موندياليا، ونعني به كولومبيا بثلاثية فاجأت كل المتتبعين، حتى أن كبريات الصحف والمواقع العالمية المتخصصة في الرياضة، عادت بالتفصيل لتلك السهرة والاستعراض الجزائري فوق الأراضي الفرنسية، كما زاد الدخول القوي للخضر في التصفيات الموصلة لدورة «الكاميرون»، من وضوح الصورة بخصوص المستوى الذي بلغه منتخبنا، سواء من ناحية ثراء التعداد، حتى أن الناخب الوطني جاهر هذه المرة، حين رد على سؤال بخصوص تفضيل إقحام سوداني بدلا من بلايلي وعدم منح الفرصة مرة أخرى لمهاجم مونبوليي أندي ديلور، بأنه أضحى يجد صعوبات في ضبط القائمة، كون التعداد ثري والمناصب غالية، وسلط الضوء أكثر على العمل الكبير المقام داخل  المجموعة، لأنه قلما تجد منتخبا تمكن من الحفاظ على مستواه أشهرا قليلة فقط بعد الحصول على تتويج كبير وذي قيمة مثل كأس قارية، وهو الأمر الذي يحسب لمسؤول العارضة الفنية وعمله البسيكولوجي، الذي مكنه من امتصاص «غرور لاعبيه» واستحضار روح «القاهرة» في مواجهة كولومبيا رغم طابعها الودي قبل أن يتمكن سهرة الخميس، وفي ظرف 45 دقيقة فقط من طمأنة كل من راوده شك خفيف، نتيجة مردود المرحلة الأولى.
نجاح المنتخب الوطني في جمع الانتصار 15 والوصول إلى رقم 17 مباراة دون التعرض إلى الهزيمة، كان بطريقة رائعة حملت بين طياتها الكثير، لأن هذه المسيرة بدأت قبل عام فقط من الآن (الفوز بلومي أمام منتخب الطوغو كان بتاريخ 18 نوفمبر 2019)،  تتزامن والذكرى العاشرة لملحمة أم درمان، التي كانت ميلادا لعهد كروي جزائري جديد، كما أن الدخول الاستعراضي في التصفيات وإظهار قوة بطل إفريقيا، كان طفرة حقيقية بصم عليها الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي امسك بزمام تدريب المنتخب قبل 16 شهرا فقط، في وقت كان المنتخب يعيش إحدى أحلك فتراته و ترتيبه في تصنيف الفيفا خير دليل (المركز 66 غداة تنصيبه). هزم منتخب زامبيا بتلك الطريقة والنتيجة، التي تحمل هي الأخرى خصوصية مميزة، لأن موقعي الأهداف الخمسة من خريجي البطولة الوطنية، أثرت حتى في شخصية الناخب الوطني الذي ظهر على خلاف عاداته مهتما بالأرقام والإحصائيات، عندما تشرف بكسر رقم الراحل كرمالي، وقال إن طموحه يبقى تجاوز ما تحقق في عهد البوسني حليلوزيتش، والوصول لأبعد من الدور الثاني في مونديال قطر، رغم أن التصفيات المؤهلة لهذا الموعد العالمي لم تنطلق، وقرعة منطقة إفريقيا لم تجر بعد.                            كريم - ك

الرجوع إلى الأعلى