استبعد اللاعب الدولي السابق سليم عريبي، استئناف المنافسات الرسمية في هذا الشهر الكريم، معتبرا الوضع الذي تعيشه بلادنا وعدم احترام المواطنين القواعد الوقائية للتصدي لفيروس كورونا، من العوامل التي لا تساعد على العودة إلى الحياة الطبيعية، ما يتطلب برأيه مواصلة إقرار الحجر الصحي.وأعرب مدافع الخضر السابق في حوار مع النصر، عن تخوفه من توسع دائرة تفشي الوباء، إذا ما ظلت حالة اللامبالاة تهيمن على يوميات مواطنينا، داعيا إلى ضرورة البقاء في المنازل وإقامة صلاة التراويح وسط العائلة، ولا حرج في ذلك على حد تعبيره.

 حاروه: محمد مداني

- كيف تتعامل مع الحجر الصحي؟
أعتقد بأن اعتماد الحجر المنزلي، ضرورة حتمية لوضع يستوجب التحلي بكثير من الوعي والتقيد بالقواعد الوقائية، نظرا لخطورة الوباء وسرعة انتشاره، لذلك أسعى لاحترام العزل الصحي بصرامة كبيرة من خلال المكوث في البيت والخروج إلا للضرورة، مع القيام بصلواتي في أوقاتها دون حرج، سيما وأن الحجر ينطلق بداية من الساعة السابعة مساء بمدينة باتنة التي أقطن بها، كما أعمل على متابعة برامج الشاشة الصغيرة والأشرطة الرياضية ومباريات منتخبنا الوطني، إضافة إلى مداومة الرياضة والتدرب على انفراد، من خلال إجراء بعض التمارين للحفاظ على لياقتي بما أنني رياضي.
- عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنة بعدد حالات الشفاء بعث نوعا من الطمأنينة، هل هذا يعود في رأيك لإجراءات الحجر؟
أكيد أن الحجر الصحي وسيلة ناجعة لمجابهة الفيروس، وأنا على يقين أنه لو يلتزم عامة الناس بقواعده بالصرامة المطلوبة، فإننا سنتغلب على الوباء في أقرب وقت،  لكن صراحة، أرى بأنه في بعض المناطق، هناك خرقا واضحا لكل ضوابط الوقاية في غياب الوعي اللازم، لأنه من غير الممكن أن نستهتر بصحتنا وصحة عائلاتنا من أجل الوقوف في طابور كيس سمي داو التسوق من أماكن مغلقة ومكتظة بالأشخاص.
- حملت القميص الوطني في الفترة ما بين 2002 و2004، كيف تقيّم مشوارك؟
هي تجربة أعتبرها ناجحة وأفتخر بها، بعد أن حملت الألوان الوطنية في 16 مناسبة، مكنتني من الاحتكاك بمنتخبات أوروبية قوية ولاعبين بارزين، فضلا عن تعزيز رصيدي الشخصي وكسب مزيد من الخبرة والنضج، لذلك، أرى بأن ما قدمته للخضر يتماشى وقدراتي، ولو أنني تمنيت مواصلة مغامرتي التي انطلقت يوم 14 ماي 2002 أمام بلجيكا في لقاء ودي ببروكسل، وتوقفت عند آخر لقاء لي مع الخضر أمام أنغولا يوم 5 جوان 2004، بملعب عنابة لحساب تصفيات مونديال 2006.  
- ما هي أحسن ذكرى تحتفظ بها من مسارك الدولي؟
مشاركتي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس مع المنتخب الوطني، تعد أحسن محطة في مشواري الدولي، حيث كنا في مجموعة صعبة، وهي الثالثة المشكلة من مصر والكاميرون وزيمبابوي والجزائر. ورغم نقص التحضير، إلا أننا بلغنا الدور ربع النهائي وخرجنا من المنافسة على يد المغرب بنتيجة (1 ـ 3) بعد الوقت الإضافي بملعب صفاقس.  
وتبقى تلك الدورة هي أحسن ذكرى احتفظ بها، لأننا عشنا صراحة أيام لا تنسى رفقة آشيو وشراد وزافور والناخب الوطني الحالي بلماضي، خاصة وأن اللاعبين كانوا يشعرون وكأنهم يخوضون اللقاءات بملعب 5 جويلية أو عنابة، وهذا نتيجة التدفق الهائل من الأنصار الذين شكلوا السند القوي لنا.
- بما أنك احتكيت بالناخب الوطني الحالي بلماضي، ولعبت إلى جانبه خاصة في كان 2004، كيف ترى شخصيته؟
صراحة أرى بأن عقلية بلماضي لم تتغير، بمعنى أنه ما زال يتمتع بنفس الذهنية سواء كلاعب كما عرفته أو كمدرب، كما أنه يملك شخصية قوية، نجح في فرضها في صفوف المنتخب الوطني، بعد أن شكل أحد أبرز الأوراق الرابحة في تشكيلة منتخبنا في سالف الأعوام، شخصيا احتكيت به وعرفت بأنه من القلائل الملتزمين بمبادئهم وصراحتهم.
- هل كنت تتوقع نجاحه في تحقيق ذلك الانجاز التاريخي بخطف تاج إفريقيا في دورة مصر؟
كما سبق وأن قلت، بلماضي عملة نادرة، وهو الشخص الأنسب لقيادة المنتخب الوطني، وما يؤكد هذا الطرح، نجاحه في تشكيل منتخب منسجم ومتماسك، من خلال حنكته وعلاقته الطيبة باللاعبين، ودون أي تمييز. وهو ما يجعلني أتنبأ له بنجاحات أخرى مع الخضر، عقب منحه العام الماضي، نجمة ثانية لرصيد وتاريخ الكرة الجزائرية.
- برأيك ما هو أفضل جيل للخضر؟
الكرة الجزائرية كانت دوما في الطليعة، انطلاقا من منتخب جبهة التحرير الوطني الذي يبقى عبرة وقدوة لكل الأجيال، وصولا إلى الجيل الجديد الذي توج بثاني لقب قاري بمصر العام الماضي، لكن في نظري أرى بأن أحسن جيل الذي قهر الكبار هو جيل الثمانينات، وهذا دون التقليل من قيمة الجيل الحالي، الذي سطع نجمه في سماء أم الدنيا سنة 2019، بقيادة محرز وبن ناصر وبلايلي وبونجاح.
- هل تتابع مباريات المنتخب التي يعاد بثها عبر التلفزيون العمومي في فترة الحجر الصحي؟
نعم، أتابع باهتمام كبير هذه اللقاءات، لأنها ببساطة تعيد لنا أيام الزمن الجميل للكرة الجزائرية، وصدقني بأنني أتابعها دون ملل، وكم تمنيت إعادة بث مقابلات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس، خاصة وأن ملاحم مدينتي سوسة وصفاقس تبقى في الذاكرة.
- خلال مشوارك الكروي لم تتقمص ألوان سوى فريقين فقط لماذا؟
 فعلا، أنا ابن شباب باتنة الذي بقيت وفيا لألوانه لمدة 12 سنة بداية من عام 1993، وحققت معه عديد الانجازات أهمها الصعود إلى الرابطة الأولى سنة 2009، كما كان لي شرف الانضمام إلى أسرة اتحاد الجزائر أين قضيت 5 سنوات في صفوف سوسطارة، وحصدت معها بعض الألقاب.
- أنت خريج الكاب، كيف عايشت المرحلة الطويلة معه؟
مسيرتي مع الشباب بدأت موسم 1993 ـ 1994 وانتهت في مرحلتها الأولى سنة 2002، بعد أن كابدت معه الحلو والمر، لأعود إلى صفوفه عام 2007 قادما من اتحاد الجزائر، وقد عشت معه العديد من الأحداث، منها تنشيط نهائي كأس الرابطة سنة 1998، وكذا نهائي كأس الجزائر في 2010.
- ألا ترى بأن معاناة الشباب قد طالت ؟
الكاب لا يستحق هذه المكانة، كونه فريق عريق، ولا بد من تكثيف الجهود لإخراجه من هذه الوضعية، وأعتقد بأن المشاكل المالية والتسييرية هي السبب في تدهور أوضاعه، لكن أرى بأنه بصدد استعادة مجده، رغم الصعوبات التي يصادفها في شتى المجالات.  
- بصفتك لاعبا سابقا، ما هي تداعيات تجميد البطولة؟
أولا يجب التأكيد بأن صحة الإنسان قبل الرياضة، رغم أن الأمر له تأثيرات سلبية على الفرق واللاعبين، الذين سيفقدون الكثير من جاهزيتهم خاصة المتعلقة بالجانب البدني وديناميكية اللعب، لكن على الجميع التكيف مع الوضع، ولو أنني شخصيا أعتبر التحضيرات الفردية عن بعد غير كافية، لا سيما وأن اللاعب الجزائري كثيرا ما يطغى عليه التهاون.
- معنى هذا أن العودة إلى المنافسة ستكون بمثابة بداية موسم؟
فعلا، لأن الابتعاد عن الميادين لفترة تفوق الستة أسابيع، ستجعل الأندية أمام حتمية إعادة التحضيرات من شتى الجوانب بدنيا، فنيا ونفسيا وكأنها ستخوض موسما جديدا، غير أنني لا أنتظر عودة المنافسة في شهر رمضان، ما يعني في نظري انتظار شهر جوان على الأقل لاستئناف البطولة، بتحضيرات مسبقة لفترة أسبوعين على الأقل، وبرنامج سيعرف الكثير من الضغط في اللقاءات.   
- ماذا تقول للأصوات التي كانت تطالب بموسم أبيض؟
أعتقد بأن الفيفا فصلت بشكل نهائي في الأمر، وقطعت الطريق أمام كل الذين سعوا لاعتماد موسم أبيض، والذين اعتبرهم من الفاشلين والعاجزين عن تسيير وقيادة فرقم، فليس من السهل ضرب مصداقية الكرة الجزائرية، وإسقاط مكاسب وانجازات فرق اجتهدت وباتت على مرمى حجر من قطف الثمار.   
- وماذا عن تجربتك التدريبية؟
بعد اعتزالي الكرة سنة 2010، اقتحمت مهنة التدريب، حيث عملت في العارضة الفنية لشباب باتنة كمدرب مساعد لعدة سنوات، قبل أن أخوض تجربة مع أندية أخرى، أبرزها شباب عين ياقوت وأمل مروانة، وقد تلقيت بعض العروض من فرق بالمنطقة، آخرها الكاب للعمل إلى جانب شيحة توفيق، لكن فضلت الابتعاد عن الميادين حتى الموسم المقبل.
- بعيدا عن الرياضة، هناك من يطالب بفتح المساجد في رمضان رغم مخاطر كورونا، ما رأيك في ذلك؟
يقول الله سبحانه وتعالى « ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، فعلينا التقيد بقول الله، والتحلي بالقواعد الوقائية من الفيروس، فالذين ينادون بفتح المساجد، عليهم إقامة صلواتهم في بيوتهم لأن الحجز المنزلي، سيجنبنا ما حصل في دول أخرى.
م. م

الرجوع إلى الأعلى