أعرب المصارع والبطل الجزائري إلياس بويعقوب عن فخره واعتزازه بالألقاب والتتويجات الكثيرة، التي حققها طيلة مشواره في رياضة الجودو، مؤكدا في حواره مع النصر، بأنه شرع بالتحضير لمرحلة ما بعد الاعتزال، خاصة وأنه يود أن يكون مدربا متميزا، في شاكلة البطل الأولمبي السابق عمار بن يخلف، مدربه الحالي وصديق دربه، كما تحدث بويعقوب الاختصاصي في وزن 100 كلغ عن خيبته في ريو دي جانيرو وطموحاته المستقبلية، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق.

حاوره: مروان. ب

- بداية تعد من خيرة المصارعين على المستوى القاري والعالمي نظير تتويجاتك الكثيرة، كم تمتلك من لقب قاري ؟
أجل أصنف ضمن خيرة المصارعين، وأمتلك ألقابا بالجملة، وحصيلتي على المستوى القاري 12 ميدالية، خمسة ذهبية ومثلها فضية وبرونزيتين، دون نسيان ألقابي المحلية التي لا يمكن أن أحصيها، إضافة إلى التتويجات الدولية والعربية، وكلها إنجازات أفتخر بها، خاصة وأنني ضحيت كثيرا من أجل تحقيق ما كنت أصبوا إليه، ولو أنني لا أنسى الألقاب الثلاث في بطولة العالم العسكرية.
- شاركت في بطولات عالمية كثيرة، غير أن الحظ لم يحالفك لاعتلاء منصات التتويج، بماذا تفسر ذلك؟
 الحظ وقلة الدعم وراء فشلي في الفوز بالميداليات في البطولات العالمية، ولو أنني سعيد بإنجازاتي الدولية، كوني حصدت ميداليات فضية وأخرى برونزية، فيما استعصى عني المعدن النفيس، كما أن خيبتي في أولمبياد ريو دي جانيرو لا تزال تؤلمني، على اعتبار أنني كنت قادرا على اعتلاء منصات التتويج، لولا ما حدث معي في مواجهة البطل الأذربيجاني، أين انحاز الحكام للمنافس، ليتسببوا بذلك في مغادرتي للبطولة التي كنت واثقا من حصد إحدى الميداليات بها.
- كنت حزينا لإقصاء أولمبياد ري ودي جانيرو واتهمت التحكيم بتعمد إخراجك من البطولة، ماذا حدث بالتحديد ؟
حضرت لذلك الموعد الهام بشكل جيد، ومعنوياتي كانت مرتفعة قبل انطلاق المنافسة بفعل إنجازاتي القارية، والجميع رشحني لحصد ميدالية برونزية على الأقل، غير أن التحكيم ضربني في مقتل عند مواجهتي لبطل العالم الأذربيجاني  كاسيموف إلمار بعد منحي إنذارين، عندما كانت النتيجة متعادلة فيما بيننا، لقد سبق لي الإطاحة بهذا المصارع صاحب التتويجات الكثيرة في مناسبتين، في وقت هزمني في منازلتين، وبالتالي المستوى بيننا كان متقاربا، لولا التحكيم الذي سلبني حقي، غير أنني سأظل افتخر بما قدمته، سيما وأنني فزت على أبطال عالميين.
- لازلت تصنع الحدث رغم تقدمك في السن، هل تتطلع لإنهاء مشوارك بميدالية أولمبية في طوكيو ؟  
لطالما واجهت صعوبات كبيرة مع المنتخب الوطني، غير أنني تحديتها جميعا في سبيل رفع راية الجزائر عاليا، فقد كانت لي طيلة مسيرتي خلافات حادة مع رؤساء الاتحادية والمدراء الفنيين، كون لا أحد وقف إلى جانبي وقدم لي ما أحتاجه من دعم، وأقولها وأعيدها أنا من رياضي النخبة الذين كانوا له أعداء كثيرون، غير أن ردي كان بحصد الألقاب والتتويجات التي أثرت سجلاتي، أنا الآن أقترب من وضع حد لمشواري الحافل بعد اقترابي من سن 40 ، ولكن هدفي يبقى التأهل إلى الألعاب الأولمبية طوكيو من أجل مغادرة رياضة الجودو من الباب الواسع، وفي حال لم تكتب لي تأشيرة العبور سأكون راضيا على ما حققته.
- هل بدأت تفكر في مرحلة ما بعد الاعتزال ؟
بطبيعة الحال، شرعت منذ فترة بالتفكير في مرحلة ما بعد الاعتزال، حيث أستعد لأكون مدربا، ولقد باشرت الدراسة للحصول على الشهادات التي تسمح لي بدخول عالم التدريب الذي أراه مميزا أيضا، وقد يكون طريقي لتحقيق نجاحات أخرى.
- ما رأيك في تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو إلى 2021 ؟
كنت آخر من فاز باللقب الإفريقي، وأستعد للحفاظ عليه في البطولة المقبلة، غير أن توقف كل شيء بعد انتشار فيروس كورونا أخلط حساباتي وحسابات باقي الرياضيين، بدليل أنه قد تم تأجيل كافة الدورات، بما فيها الألعاب الأولمبية التي ستلعب صيف 2021 بدلا من 2020، وبالتالي سيكون أمام الجميع الوقت الكافي لاستعادة اللياقة البدنية، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، على اعتبار أننا متواجدين في راحة لأزيد من شهرين كاملين، لأن التدريبات على انفراد تختلف عن باقي التحضيرات.
- كيف هي علاقتك بالبطل الأولمبي الأسبق عمار بن يخلف ؟
قبل اعتزال البطل الأولمبي عمار بن يخلف لرياضة الجودو كنا في نفس الوزن 90 كلغ، وتواجهنا في نهائي البطولة المحلية في عدة مناسبات، وفاز علي في مناسبتين، فيما خطفت منه ميدالية، ليتحول فيما بعد إلى مدربي ولا يزال كذلك، وأنا سعيد بالعمل مع كفاءة في حجمه، حيث قدم لي الكثير، وأنا أجد راحتي معه.
- يقال أنك من عائلة رياضية بامتياز...
أنا من عائلة رياضية، فوالدي كان يمارس رياضة الملاكمة وشقيقي الأكبر هو مدرب المنتخب الوطني للجودو إناث وشقيقتي بطلة إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط في الجودو أيضا، كما كان لي أخ يلعب مع نادي شباب بلوزداد لكرة القدم، دون أن أنسى شقيقي الآخر المتوج ببطولة كمال الأجسام في الجزائر، وجميعنا مولعون بالرياضة، حيث ساعدنا بعضنا البعض لتحقيق ما كنا نصبوا له.
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لكم على هذه الالتفاتة، وأستعل الفرصة عبر جريدتكم لأتمنى رمضان كريم لكافة الشعب الجزائري والأمة الإسلامية، وآمل أن يرفع عنا المولى عزوجل وباء كورونا في أقرب وقت ممكن، ولكن علينا أن نضحي بعض الشيء، من خلال الالتزام بالتعليمات والتقيد بكافة إجراءات الحجر الصحي، كونها سبيلنا الوحيد للخلاص من هذه الأزمة التي خلفت لنا مشاكل كثيرة، ونغصت علينا حلاوة الحياة.
م/ب

الرجوع إلى الأعلى