عقدت خلية الأزمة التابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم أول أمس، اجتماعا خصص بالأساس لرسم خارطة الطريق التي تعتزم الفاف انتهاجها لضمان اكمال الموسم الكروي، بعد رفع الحجر الصحي وتلقي الضوء الأخضر من السلطات العليا للبلاد، وقد أفضت هذه الجلسة إلى تحديد فترة لا تتجاوز 3 أشهر لإنهاء المنافسة على جميع المستويات، سيما بعد القرار الذي كانت الهيئة التنفيذية للاتحادية قد اتخذته يوم الأحد الفارط، والقاضي بالحرص على ضرورة إتمام المنافسة، واسقاط فرضيتي الموسم الأبيض وتوقيف البطولة.
المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، تفيد بأن هذا الاجتماع أشرف عليه الأمين العام للفاف محمد ساعد، وشارك فيه كل من رئيس اللجنة الطبية الفيدرالية الدكتور جمال الدين دمارجي والمدير التقني الوطني عامر شفيق، إضافة إلى رئيس رابطة ما بين الجهات يوسف بن مجبر، بصفته كان مكلفا بملف اعتماد الملاعب، وهو الرباعي الذي عمد إلى تشريح الوضعية الراهنة، انطلاقا من المعطيات الأولية التي قدمها الدكتور دمارجي، مع السعي لوضع مخطط كفيل بضمان اتمام الشطر المتبقي من الموسم في أحسن الظروف.
وحسب ذات المصدر، فإن خلية الأزمة التي شكلتها الفاف بمجرد توقيف المنافسة منتصف شهر مارس الماضي، بسبب انتشار فيروس كورونا بالجزائر، بادرت في هذه الجلسة إلى ضبط الرزنامة الأولية لاستئناف المنافسة، بمراعاة المعطيات المقدمة من وزارة الصحة بشأن الحصيلة اليومية لتطورات الوضعية الوبائية في البلاد، والمؤشرات الحالية ـ حسب مصدرنا ـ جعلت هذه الخلية تقترح برنامجا يتماشى والتعليمات التي أصدرتها الوصاية بخصوص التدابير الوقائية وكيفية التعامل مع الفيروس، وهذا لتفادي انعكاسات سلبية للقرار المتخذ بخصوص مستقبل المنافسات الكروية، خاصة وأن وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، كان قد طلب من كل الاتحاديات إعداد «بروتوكول» صحي دقيق ومفصل، ووضعه قيد الدراسة على طاولة وزارته، مع الابقاء على قرار الاستئناف «مركزيا»، ومن صلاحيات وزارة الشباب والرياضة، وليس الفيدراليات المختصة، وهذا طبعا بالتنسيق مع المصالح الصحية، بعد الحصول على ترخيص من السلطات العليا للبلاد.
هذه الإجراءات أخذتها بعين الاعتبار خلية الأزمة التابعة للفاف، ووضعت من خلالها المخطط الأولي لإكمال الموسم، حيث تكفل المدير التقني الوطني عامر شفيق بالشق المقترن بالجانب التقني، خاصة فترة التحضير الواجب تخصيصها للأندية، قبل الشروع في المباريات الرسمية، وهنا ألح الأمين العام للفاف محمد ساعد على ضرورة التمييز بين المستويات، لأن الوضع يختلف بالنسبة لأندية الهواة بالمقارنة مع النوادي المحترفة، والفرق الهاوية لا تحتاج إلى مدة تحضير بنفس درجة الاحتراف، فضلا عن كون البطولة في أقسام الهواة من الدرجة الثالثة في الهرم الكروي الوطني إلى غاية القسم ما قبل الشرفي توشك على نهايتها، والجولات الست المتبقية على أقصى تقدير، في أغلب الأقسام لا تجعل اللاعبين بحاجة إلى تحضيرات تمتد على مدار 6 أسابيع، وعليه فقد تم اقتراح تقليص مدة التحضير بالنسبة للهواة إلى 3 أسابيع على أقصى تقدير.
10 أيام للمراقبة الطبية والملاعب «الهشة» تشطب !
قال مصدر النصر في سياق متصل، بأن حصة الأسد من أشغال الاجتماع، كانت مخصصة للتحدث عن «البروتوكول» الصحي، وذلك بمداخلة من الدكتور دمارجي، الذي قدم مقترحا يلزم أطباء الفرق على تحمّل كامل المسؤولية في الفترة المتبقية من المنافسة، ويبنى هذا المخطط على تخصيص مدة 10 أيام، للمراقبة الطبية للاعبين وأعضاء مختلف الطواقم، ويكون ذلك على انفراد، في محاولة لإعداد تقرير مفصل يخص نتائج التحقيق الوبائي، الواجب القيام به على مستوى كل ناد، لأن هذا الاجراء الوقائي، يجب أن يسبق عملية استئناف التدريبات، مع ضبط جملة التدابير الواجب مراعاتها خاصة بالنسبة للأندية المحترفة، سواء تعلق الأمر بالإيواء، النقل، الإطعام وحتى التدريبات.
على صعيد آخر، فقد استعرض رئيس رابطة ما بين الجهات بن مجبر وضعية الملاعب، التي ستحتضن المباريات في الشطر المتبقي من الموسم «العالق»، وأثار نقطة جد مهمة تتمثل في عدم القدرة على استكمال الاجراءات الوقائية في الكثير من الملاعب، خاصة في الأقسام السفلى، الأمر الذي دفع بالأمين العام للفاف إلى التأكيد أن الملاعب التي لا تستوفي الشروط الوقائية، يجب شطبها آليا من القائمة المعتمدة رسميا لهذه المرحلة الاستثنائية، وألح على ضرورة برمجة كل المباريات في ملاعب تضمن الحماية من الفيروس، لكل الأطراف المعنية بالمقابلات.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى