أفصح البطل الجزائري  في رياضة «التراياتلون أسامة هلال أو سباق الثلاثي عن الأسباب التي جعلته يختار ممارسة هذه الرياضة رغم أنها لا تحظى بأي اهتمام في الجزائر، مشيرا بأنه راض عن مشواره لحد الآن بعد أن نجح في حصد بعض الألقاب القارية، مؤكدا بأنه يستهدف الوصول إلى أولمبياد باريس بعد فشله في الظفر بتأشيرة طوكيو.

حاوره: مروان. ب

- بداية تمارس الترياتلون أو رياضة سباق الثلاثي، وهي من بين الاختصاصات غير المعروفة في الجزائر، هل لك أن تشرحها لنا أكثـر ؟
عكس ما يعتقده البعض الترياتلون هي رياضة أولمبية تتضمن ثلاثة اختصاصات، بداية بالسباحة مرورا بركوب الدراجات الهوائية ووصولا إلى الركض دون توقيف العداد، وتتضمن مسافات طويلة 500 متر سباحة و20 كلم دراجة هوائية و5 كلم جري.
- لماذا اخترت ممارسة هذه الرياضة بالتحديد وكيف كانت بداياتك ؟
كنت أمارس رياضة السباحة، وقدمت مستويات جيدة في بداية مشواري، بدليل مشاركتي في بطولات ودورات جد محترمة، على غرار منافسة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أقيمت ببيسكارا الإيطالية سنة 2015، قبل أن أتعرض لحادث مرور بالدراجة سنة 2016، تسبب في معاناتي من إصابة قوية على مستوى اليد أعاقتني فيما بعد، وجعلت مستواي يتراجع، مقارنة بما بصمت عليه خلال خطواتي الأولى، لتتغير بعدها كل المعطيات، إذ قررت ولوج عالم ترياتلون، كونه حماسي ويتضمن رياضات أعشقها بداية بالسباحة والدراجات الهوائية، ناهيك عن الركض.
- من شجعك على ولوج هذا العالم، ومتى آمنت بمقدرتك على التألق ؟
أول من حفزني على ممارسة رياضة الترياتلون أو سباق الثلاثي والديّ، وكذا بعض المدربين ممن عملوا معي، باعتبار أنني أمتلك مستوى جيد في السباحة، دون أن أنسى بأن والدي هو دراج سابق مع المنتخب الوطني، وبالتالي كان لدي إلمام بالدراجة وكيفية استعمالها بمهارة، ناهيك عن الركض، الذي يمارسه الجميع مهما اختلفت اختصاصاتهم، فهو العامل الأساسي للرفع من اللياقة البدنية.
- حدثنا عن أهم إنجازاتك ؟
عندما كنت سباحا تحصلت على ميداليتين في البطولة العربية في رياضة السباحة بالزعانف بمصر، ومشاركتي كانت جد إيجابية في دورة البحر الأبيض المتوسط ببيسكارا، قبل أن أخوض أول منافسة في رياضة الترياتلون سنة 2017، بعد عودتي من الإصابة القوية التي تعرضت لها على مستوى اليد، وحصدت آنذاك الميدالية الفضية في صنف الأواسط، وفي 2018، تم تنظيم أول مسابقة لرياضة سباق الثلاثي بالجزائر، أين فزت بنسختي وهران والصحراء، لأخوض بعدها دورة دولية بتراغونا الإسبانية، وفي 2019 شاركت في الألعاب الإفريقية، التي أقيمت بالمغرب وحققت ميداليتين إحداهما فضية في التناوب، والأخرى برونزية في الفردي.
- هل حسمت تأشيرة التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2021 وماهي أهدافك المستقبلية؟
للأسف الشديد فشلت في التأهل إلى الألعاب الأولمبية القادمة، في ظل عدم نجاحي في جمع العدد المطلوب من النقاط خلال البطولات الإفريقية، والسبب في ذلك قلة مشاركاتي، لعدم حيازتي على الدعم المالي المطلوب، وأتذكر بأن جُل المنافسات التي خضتها حضرت لها بإمكانياتي الخاصة، غير أن هذا لن يحد من عزيمتي، بل سيزيدني إصرارا من أجل التألق، سيما وأنني أضع أولمبياد باريس نصب أعيني.
- يبدو أن هذه الرياضة لا تحظى بالاهتمام المسؤولين في الجزائر ؟
بكل صراحة، هذه الرياضة لا تحظى بأي اهتمام في الجزائر، خاصة وأنها غير معروفة على المستوى الوطني، وأتذكر بأن لا أحد تكفل بي بعد إصابتي إثر حادث المرور الذي تعرضت له، وحتى خسائري المادية لم يتم تعويضها، كون سعر الدراجة مرتفع، فأنت بحاجة إلى 8 آلاف أورو من أجل اقتناء واحدة جديدة، صدقوني الرياضات الفردية مهمشة وعلى المسؤولين إعادة النظر فيها، على اعتبار أنها لطالما أهدت الجزائر التتويجات في كبرى التظاهرات العالمية.
- ماهي العوائق التي صادفتك في مشوارك لحد الآن ؟
لا أخفي عليكم، هناك عدة عوائق صادفتني لحد الآن سواء مادية أو معنوية، دون أن أنسى إصاباتي الكثيرة، ولو أن أكثر ما يحز في نفسي افتقادنا لثقافة «السبونسور»، فهي الداعم الأساسي لنجاح أي رياضي، فمن أجل حصد الألقاب يتوجب عليك الاستعداد الجيد، وإقامة عدة تربصات، وهو ما لا نحظى به في الجزائر، مما انعكس بالسلب على نتائجنا خلال البطولات الإفريقية والعالمية.
- كيف تعاملت مع فترة الحجر الصحي التي طالت كثيرا ؟
فترة الحجر الصحي أثرت على الجميع، كونها جمدت أعمالنا وأخلطت حساباتنا، حتى ولو كانت إلزامية بعد تفشي فيروس كورونا في جل بلدان العالم، وعن نفسي فقد كنت أتدرب بالمنزل مع استحالة الخروج على انفراد بالدراجة، وضحيت كثيرا في سبيل الحفاظ على جزء من لياقتي البدنية، تحسبا للمواعيد القادمة.
- من تعتبره قدوتك في سباق الثلاثي، وماهي البلدان المعروفة بممارستها هذا النوع من الرياضة؟
مثالي الأعلى في الترياتلون، هو البطل العالمي الإسباني خافيير غوميز والأخوين براونلي، صاحبي التتويج في آخر دورتين أولمبيتين بحصدهما المرتبتين الأولى والثانية، وبخصوص البلدان المعروفة، فتوجد دولة إسبانيا التي قدمت رياضيين من أعلى مستوى، وجنوب إفريقيا التي تمتلك أبطالا متميزين أيضا، دون نسيان فرنسا والمغرب، وأما في الجزائر فهذه الرياضة بصدد الانتشار، ونأمل أن تحوز على مكانة جيدة مستقبلا، خاصة وأننا نمتلك رياضيين يتمتعون بإمكانات كبيرة.
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لكم على إتاحتي هذه الفرصة، من أجل التعريف برياضة الترياتلون التي لا يملك عنها الأغلبية أي فكرة، كما أستغل الفرصة من أجل التوجه بتشكراتي لوالدي، اللذين لطالما دعماني في مشواري، وظلا خلفي في السراء والضراء.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى