تمكن شباب باتنة من تحقيق الصعود بعد قضاء موسمين ضمن قسم الهواة، ما يعكس قوته وطموحه لنفض الغبار و استعادة مجده الضائع رغم نقص الإمكانيات، وعوامل أخرى منها الضغط الكبير للأنصار، وما حمله من تغيير في العارضة الفنية، إلى جانب المزاحمة الكبيرة من بقية النوادي الساعية لتجسيد نفس الرغبة.

إعداد: محمد مداني

توقيع الكاب لشهادة الارتقاء في موسم متميز، عرف توقف البطولة في جولتها الـ24 بسبب جائحة كورونا لم يكن هدية من أحد، بقدر ما تطلب الكثير من الجهد والتفاني والعمل الجاد، وتضافر الجهود، بغض النظر عن تضحيات الرئيس زغينة الذي نجح في رفع التحدي وإخراج فريقه من دائرة الظل.
 ورغم اكتفائه بالمرتبة الرابعة في مجموعة الشرق برصيد 39 نقطة، إلا أن الشباب الذي تأسس عام 1932، أدى مشوارا جيدا تحت قيادة المدرب التونسي محرز بن علي الذي سرعان ما اضطر لرمي المنشفة في الجولة الواحدة والعشرين، تحت ضغط الشارع الرياضي، ليخلفه توفيق شيحة.
ويملك الكاب أنصارا من ذهب كان لهم دور كبير في ركوب قطار الصعود، وتشكيل قوة ضاربة في البطولة، سيما داخل الديار أين فاز بجميع لقاءات هذا الموسم بسفوحي، باستثناء مقابلة اتحاد عين البيضاء التي عرفت سقوطا مفاجئا للباتنيين. وعلاوة على ذلك، فإن خبرة بعض اللاعبين، وحسن الاستثمار في المواهب الشبانية، مكنت الشباب من اجتياز محنته وتخطي عديد العقبات، وبالمرة استرجاع الثقة بالنفس في مرحلة رد الزيارة، وتحفيز الإدارة على المضي قدما  وتسجيل الفريق عودته بسرعة للرابطة الثانية، عكس ما كان يتوقعه الكثيرون الذين اعدموا حظوظه مبكرا وتحدثوا عن  اقتراب زواله بعد موسمين فقط من سقوطه المدوي لبطولة الهواة.
  هذا وتجدر الإشارة إلى أن الشباب حصد خلال مشواره على مدار 24 جولة، 39 نقطة، نتاج 11 انتصارا و6 تعادلات إلى جانب الخسارة في 7 مناسبات، إضافة إلى كونه يملك أحسن خط هجوم بتوقيعه 33 هدفا، وتلقيه 24 هدفا، في موسم يعتبر واحدا من أفضل مواسمه بأسوار ملعب سفوحي الذي يبقى بحاجة إلى ترميمات وأشغال إضافية لاعتماده تحسبا لاستضافة لقاءاته الرسمية الموسم المقبل.

تعداد الفريق
 زيلاي ـ لكحل ـ بيطام ـ سماحي ـ با يزيد ـ نمر ـ براهمية ـ عيساوي ـ بن منصور ـ ماضي ـ شاشوة ـ ماهر ـ قادة جليل ـ لوز ـ عوف ـ نزيه ـ عمران ـ بركاني ـ حميتي ـ بورزام ـ دخينات.
الطاقم الفني
المدرب: توفيق شيحة
مدرب الحراس: حسان دمبري
المحضر البدني: بلعيد مجاهد  

فرحات زغينة (رئيس الفريق):  مـا حققنـاه لـم يكـن هديـة


عبر فرحات زغينة رئيس الفريق عن سعادته الكبيرة بتحقيق الصعود الذي يعد برأيه أحسن هدية للأنصار وعشاق عميد الأندية الأوراسية، بالنظر للمشوار الجيد الذي بصم عليه فريقه منذ انطلاق الموسم، خاصة وأنه جاء في ظروف استثنائية ميزتها جائحة كورونا بكل تداعياتها على حد تعبيره.
وقال زغينة أن الكاب واجه مشاكل بالجملة سيما من الناحية المالية، غير أن الإدارة  عرفت في نظره كيف تتعامل معها، مضيفا أن مهمته انتهت ببلوغ الهدف المسطر، مستبعدا في هذا الخصوص بقاءه الموسم القادم، انطلاقا من قناعته بغياب المناخ الملائم، ناهيك عن ظروف عائلية وتأثره الكبير بفقدانه والديه وحرصه على عدم جلب لهما مزيد من الشتائم، بالنظر لما تعرفه ملاعبنا حسب رأيه من الجانب الأخلاقي.
كما اشتكى من نقص الدعم المالي، وعزوف رجال أعمال المنطقة، ما جعله يأخذ على عاتقه جل مصاريف الفريق، إلى درجة أن الكاب يعد الفريق الوحيد الذي سدد رواتب 5 أشهر للاعبيه في عز أزمة كورونا:» أعتقد بأنني حاولت توفير كل المتطلبات للفريق من مالي الخاص في غياب الإعانات اللازمة من السلطات العمومية، حيث كان همي الوحيد هو الصعود الذي تحقق بميزانية معقولة، حتى أنني قمت بتسديد مستحقات اللاعبين المتعلقة بخمسة أشهر».
وتابع يقول:» ما حز في نفسي، أن كل تضحياتي قابلتها حالة من النكران، حيث لم أجد أي دعم سواء مالي أو معنوي، وأنا جد متذمر من موقف السلطات المحلية التي تجاهلت صعودنا الذي أراه بأنه مر مرور الكرام».
 وانطلاقا من هذا، لم يتوان رئيس الشباب في بعث رسائل مشفرة للجهات الوصية لتحمل مسؤولياتها والتأكيد على عدم تحمسه للترشح  إلى عهدة أخرى:» لقد تعبت كثيرا، لكن أريد تسليم المشعل لأياد آمنة، والأبواب تبقى مفتوحة أمام كل الكفاءات لخلافتي».
وبخصوص مستقبل المدرب شيحة، اعتبر زغينة  الأمر سابقا لأوانه ومؤجل إلى غاية موعد انعقاد الجمعية العامة وما تفرزه من توصيات، وربما قيادة جديدة:» يجب انتظار الجمعية العامة التي ستحدد مصير الطاقمين الإداري والفني، حيث سأرى إن كنت سأستمر وهو مستبعد أم سأغادر، حينها يمكن التطرق لمستقبل شيحة الذي أشرف على العارضة الفنية في الثلث الأخير من البطولة خلفا للتونسي بن علي الذي صراحة قام بعمل جيد».
 من جهة أخرى، اعتبر محدثنا فريقه قادرا على قول كلمته الموسم القادم رغم قوة المجموعة المشكلة من 18 فريقا، لكن شريطة وضع الأمور في نصابها:» الكاب يملك تقاليد كروية معتبرة وطاقات حية بإمكانها أن تسمح له بفرض وجوده وسط ترسانة من النوادي القوية وضمان عودته إلى حظيرة الكبار».
وأردف قائلا:» في جميع الأحوال، كل طموح يبقى تجسيده مرهونا بتوفير الأموال. أتمنى أن يحظى الفريق بدعم جيد من السلطات، وأن يظفر بعقود تمويلية في شكل سبونسور لتمكينه من مواكبة متطلبات الرابطة الثانية».                                                                                م/م

توفيق شيحة(مدرب الفريق) : كنـا نطمـح للتتـويج باللـقب


يرى المدرب توفيق شيحة بأن  الكاب كان بإمكانه تحقيق الصعود بدرجة امتياز وهو متربع على صدارة المجموعة، لولا الظروف الصحية القاهرة التي أوقفت البطولة، موضحا أن إشرافه على الفريق في الجولات الثلاث الأخيرة، خلفا للتونسي بن علي كان كافيا لأخذ فكرة شاملة حول قدرات الشباب. وقال إن الكاب يملك إدارة تعمل باحترافية كبيرة، مشيرا إلى أن الحديث عن مستقبله في الجهاز الفني سابق لأوانه.    
ما هي قراءتك لصعود الكاب؟
هو صعود مستحق، بالنظر إلى النتائج الجيدة  للفريق داخل وخارج قواعده، ولو أنه كان بإمكانه الظفر باللقب لو استمرت المنافسة، في نظري المرتبة الرابعة لا تعكس قدرات الفريق وطموحه للتربع على المجموعة لو لا جائحة كورونا التي أوقفت البطولة عند جولتها الرابعة والعشرين، ورغم أنني لم أشرف على الفريق سوى في الجولات الثلاث الأخيرة بداية من الثانية والعشرين أمام كل من شباب جيجل ونادي التلاغمة وتضامن سوف، إلا أنني لمست وجود فريق متكامل وطموح.
معنى هذا أن الفرحة لم تكتمل، بعد الاكتفاء بالمرتبة الرابعة؟
صراحة، تمنينا إنهاء البطولة وتحسين وضعيتنا وخطف مرتبة في البوديوم، لكن، اكتفينا بالصف الرابع، وعلينا التلذذ بفرحة الصعود، وأنا شخصيا جد سعيد بهذا الإنجاز، حتى وإن كانت مكانة الكاب الحقيقية هي الرابطة الأولى.
 ما ردك على الأشخاص الذين يرجعون الإنجاز إلى العمل الذي قام به المدرب التونسي بن علي؟
 عمل بن علي لا يمكن إنكاره، لكن لا يمكن كذلك تجاهل مجهودات اللاعبين والإدارة التي ساهمت بقسط كبير في بلوغ الهدف المسطر، بغض النظر عن دور الأنصار الذين لم يبخلوا بتشجيعاتهم ومؤازرتهم الدائمة حتى في أحلك الأوقات.
غداة اعتلائك العارضة الفنية هل آمنت بقدرة فريقك على تحقيق الصعود؟
منذ أن حملت المشعل، انتابتني حالة من التفاؤل لركوب القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، لأنني لمست وجود رغبة أكيدة ونية صادقة وطموحا متزايدا لتحقيق الصعود، وكما قلت، كنا نتطلع لخطف الزعامة في نهاية البطولة خاصة بعد أن استعاد الفريق عافيته وتخلص من متاعبه وفكت عقدته رغم مزاحمة بعض النوادي، غير أنه حدث أن تم تجميد المنافسة.
هل لنا أن نعرف مستقبلك في العارضة الفنية؟
أنا من المدربين الذين يحبذون الاستقرار بمعنى أنني على استعداد لمواصلة مهامي الموسم المقبل، خاصة وأنني حملت المشعل هذا الموسم في المحطات الأخيرة، لحد الآن لم التق الرئيس زغينة للتباحث حول هذه القضية، لكن حينما تحين الفرصة سنحسم الأمر.
وكيف تتوقع ظهور الكاب في الرابطة الثانية؟
الأمور ستكون صعبة الموسم القادم انطلاقا من تركيبة المجموعة المشكلة من 18 فريقا، والطموح المشترك لمنشطيها الذين يتوفرون على إمكانيات مادية وبشرية تفوق ميزانية الكاب، ومع ذلك، أرى بأن الشباب بإمكانه أن يؤدي موسما مقبولا، لامتلاكه خبرة وتقاليد في الأقسام العليا، فضلا عن مسيرين أكفاء، حتى وإن كان يجب التفكير من الآن في متطلبات المرحلة القادمة.                                                                                   م/م

قالوا عن الصعود:

أيمن ماضي(متوسط ميدان): علينا التفكير في الموسم القادم


«صبرنا طويلا من أجل هذه اللحظة بعد توقف المنافسة بداعي كورونا، ما خلق لنا نوعا من القلق بخصوص مصير البطولة. لكن حققنا الصعود بفضل عمل جماعي لكل الأطراف التي قامت بعمل كبير، كلل بالنجاح وهذا لا يعود كما يعتقده البعض إلى  قرارات الفاف الأخيرة، بل لمشوارنا الجيد، حيث كنا على مقربة من بلوغ الهدف المسطر قبل توقف البطولة، على الجميع التفكير في الموسم القادم من أجل العمل على إعادة الفريق إلى مكانته الأصلية، وأهدي هذا الصعود للأنصار ولكل من ساهم في تحقيقه من قريب أو بعيد».
عماد براهمية(مهاجم): الإنجاز يريح الأنصار
«مثلنا مثل أنصار الفريق سعدنا كثيرا بالقرارات الأخيرة للفاف والحمد لله أن مجهوداتنا أثمرت صعودا مستحقا، سيسمح لجمهورنا العريض  بإقامة الأفراح، ولو أن الهدف الأكبر يبقى مضاعفة الجهود وتنظيم الصفوف من أجل إعادة الكاب إلى الرابطة الأولى».
أيمن لكحل(حارس مرمى): الصعود هديتنا لزغينة


«صراحة عشنا فرحة كبيرة وشعرنا براحة بعد أن حققنا هذا الصعودالصعب والشاق، لكن الحمد لله مجهودات الجميع لم تذهب سدى، وأعتقد أن الجميع الآن تخلص من الضغط النفسي وأصبح مرتاحا بعد مغادرة رابطة الهواة، وأهدي هذا الصعود بصفة خاصة إلى رئيس الفريق فرحات زغينة الذي عاش معنا فترات صعبة، لكنه لم يتخل عن واجبه ولم يقدم حتى على التهديد بشكل علني والهروب من الضغط بل ظل حريصا على صعود الفريق، وهو ما ينسب إليه بالدرجة الأولى».

الرجوع إلى الأعلى