عرفت بطولة الرابطة المحترفة في الجولات ال11 التي انقضت من الموسم الجاري سقوط رأس 14 مدربا، كان مصيرهم بين الإقالة والاستقالة، مع إقدام 12 ناديا على تغيير المدربين الذين كانوا قد استهلوا الموسم، لتبقى حركية المدربين بمثابة «الموضة» التي تطبع البطولة الوطنية، رغم أن المنافسة أدركت الطبعة 11 في عهد الاحتراف، إلا أن ثقافة «الاستقرار» تبقى غائبة، ومستقبل المدرب مع فريقه مربوط بالنتائج الفنية.
ورفع يونس إفتيسان قائمة التقنيين الذين اضطروا إلى رمي المنشفة، بترسيم الطلاق الذي حصل بينه وبين شبيبة سكيكدة، بعدما كان حكيم مالك قد صنع الاستثناء في مغامرته مع إدارة نادي بارادو، وهي المسيرة التي لم تدم سوى 9 جولات، لكنها تبقى بمثابة حالة «شاذة» في تاريخ «الباك»، لأن فريق «الأكاديمية» اعتاد على وضع الثقة في المدربين الذين يختارهم.
والملفت للإنتباه في هذه «الحركية»، هو أن سوق انتقالات المدربين تبقى تدور في حلقة «مغلقة» بإحكام، لأن نفس الأسماء التي تستقيل من الفرق يتم تداولها بسرعة البرق في فرق أخرى، وهذا في وجود أطراف تحكم القبضة على حركية المدربين، دون الأخذ في الحسبان مشوار كل مدرب مع فريقه السابق، مادامت أزمة النتائج غالبا ما تكون السبب الرئيسي في الطلاق.
هذا «السيناريو» تجلى في انتقال بلال دزيري إلى نصر حسين داي بعد أسبوع من رحيله عن أهلي البرج، ولو أن معالم صفقته مع «النهد»، كانت قد ارتسمت حتى قبل الحسم في علاقته مع الأهلي، في الوقت الذي تم فيه انتقل فيه عزيز عباس إلى الفريق «البرايجي»، بعد رحيله عن وداد تلمسان، في مغامرة اقتصرت فصولها على معاينة التشكيلة، قبل أن يتراجع المدرب عن موقفه، وينتقل إلى مولودية العلمة من الرابطة الثانية.
وفي سياق ذي صلة، فقد انتقل نذير لكناوي إلى جمعية الشلف، بعد شهر من رحيله عن نصر حسين داي، وفترة الراحة التي قضاها كان فيها محل اهتمام فريقي اتحاد بسكرة ثم وداد تلمسان قبل أن يستقر به المقام في الشلف، على اعتبار أن إدارة الجمعية، إرتأت تدعيم العارضة الفنية، وتحويل فضيل موسي إلى منصب مدرب مساعد، بعدما كان قد قاد الفريق على مدار 9 جولات.
وعلى نفس الموجة، سار التقني التونسي معز بوعكاز، الذي لم تدم بطالته التقنية سوى أسابيع قليلة، لأن طلاقه بالتراضي مع إتحاد بسكرة عبّد له الطريق نحو «صفقة» جديدة في الرابطة المحترفة، وذلك بترسيم إلتحاقه بالعارضة الفنية لإتحاد بلعباس، ليصنف رفقة دزيري ولكناوي في خانة المدربين المحظوظين إلى حد الآن، لكن النتائج السلبية مع الفرق التي استهلوا معها الموسم، لم تكن معيارا في اختيارهم من طرف مسيري أندية أخرى.
هذه العيّنات يمكن إسقاطها على «فوضى» سوق المدربين في البطولة الجزائرية، لأن الضرب بأخلاقيات المهنة يبقى الميزة الأساسية، وبناء العلاقة بين التقني والفريق على النتائج الفورية، يبقي موجة الإقالات والاستقالات في تصاعد، لكن مع بقاء القائمة شبه «مغلقة»، وكأن الأسماء المتواجدة حاليا في الساحة تبقى «الأجدر» دون غيرها، لقيادة أندية من الرابطة المحترفة، ولو أن هذه الحركية كانت نتيجتها تسجيل تواجد مدرب يحمل الجنسية الملغاشية لأول مرة في البطولة الجزائرية، ويتعلق الأمر بلوبيرت بيريتش، الذي قررت إدارة نادي بارادو تكليفه بقيادة تشكيلة الأكابر، وهو الذي كان مكلفا بالتكوين، مقابل تسجيل عودة المغترب ميلود حمدي إلى البطولة الوطنية عبر بوابة شباب قسنطينة، فضلا عن بعث كل من عزالدين آيت جودي وجمال بن شاذلي نشاطهما في مجال التدريب «محليا»، بقيادتهما اتحاد بسكرة ووداد تلمسان تواليا.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى