باتت حظوظ وفاق سطيف في التتويج بلقب البطولة ضئيلة جدا، بعد نجاح المتصدر شباب بلوزداد، في الفوز في مباراته المتأخرة أمام شبيبة القبائل، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ما سمح له بتعميق الفارق إلى سبع نقاط كاملة.
وكانت تلك النتيجة المسجلة في ملعب 20 أوت بالعاصمة، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، بعد تعالي أصوات الأنصار بضرورة إحداث التغييرات المطلوبة على مستوى الإدارة، والمناداة بضرورة إسناد النادي إلى رعاية شركة عمومية وطنية، تتولى تسيير شؤون النادي بداية من الموسم القادم، لكون الوفاق ضيع التنافس على اللقب في الأمتار الأخيرة، بسبب تأخر الإدارة في تسوية المستحقات العالقة للاعبين، ما جعلهم ينظمون في أكثر من مرة، حركات احتجاجية وصلت حد الإضراب عن التدريبات.
كما دعا الأنصار إلى ضرورة إعادة منح الفرصة للوجوه القديمة، وعلى رأسها الرئيس السابق حسان حمار، صاحب شرف قيادة الوفاق للتتويج بلقب كأس رابطة أبطال إفريقيا سنة 2014، مشيرين أن الإدارة الحالية فشلت تماما في قيادة الفريق إلى بر الأمان، ودخولها بصورة مستمرة في صراعات هامشية دون النجاح في التتويج بأي لقب، مع ارتكابها للكثير من الهفوات القاتلة، مثلما حصل في لقاء سريع غليزان، عندما قدمت نتائج فحوصات كورونا قديمة.
وتداول الأنصار في الساعات الماضية، تصريحات صحفية منسوبة إلى المدرب نبيل الكوكي، أدلى بها لصالح إحدى القنوات التونسية، أكد من خلالها أن الوفاق يلعب المباريات الأخيرة من دون روح، لكون عدد من اللاعبين أمضوا لصالح فرق جديدة، خاصة وأنهم يتواجدون في نهاية عقدهم، في حين أن المرتبطين بات شغلهم الأساسي، الحصول على مستحقاتهم المتأخرة.
وتوضح جليا أن أيام المدرب التونسي الكوكي أصبحت معدودة في أسوار ملعب الثامن ماي، لأنه يتجه هو الآخر نحو المغادرة، بسبب العروض الكثيرة التي يحوز عليها سواء من الأندية الجزائرية أو حتى التونسية، مع فشل إدارة الوفاق في تحقيق شرطه الأساسي مقابل البقاء، وهو الإبقاء على أبرز الركائز الأساسية في الموسم القادم.
ولمواجهة التحديات والضغوط الكبيرة المفروضة عليها، تهدف إدارة الوفاق إلى عقد اجتماعات موسعة مع عدد من الأطراف الفاعلة في النادي، بهدف رسم الخطة المستقبلية للخروج من الأزمة الحاصلة، خاصة في ظل اقتراب نهاية الموسم الجاري، وهو ما يعني رحيل عدد آخر من أبرز اللاعبين نحو فرق أخرى، قدمت لهم عروضا مغرية في سبيل الانضمام لها.
واستبعدت الكثير من المصادر استقالة الإدارة الحالية بقيادة رئيس مجلس الإدارة عبد الحكيم سرار والمدير العام فهد حلفاية، بالنظر إلى الأرقام المالية المقدمة كقروض لصالح النادي، والتي بلغت حسب تصريحات سرار أكثر من عشرة ملايير سنتيم، وبالتالي فإن مغادرة الإدارة الحالية في الوقت الراهن دون تحصيل تلك القروض، يظل مستبعدا.
ويدور حديث قوي عن رغبة المدير العام حلفاية في تشكيل خلية عمل، مهمتها الشروع في انتدابات الموسم الرياضي المقبل، مادام الفريق سيعرف تغييرات جذرية على مستوى التركيبة البشرية، بدليل رحيل ثلاثة لاعبين رسميا ممن انتهت عقودهم، وهم غشة، لعوافي وسعيدي، مع إمكانية كبيرة لتطور الرقم أكثر في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعد المعلومات القوية التي تحدثت عن رحيل وسط الميدان الدفاعي ميصالة مرباح إلى صفوف مولودية الجزائر والظهير الأيمن دباري إلى تشكيلة شباب بلوزداد.
وأضافت مصادر من داخل الفريق أن الشغل الرئيسي لحلفاية، هو تسوية مستحقات اللاعب السابق مليك توري، حتى يتسنى رفع عقوبة الحظر عن النادي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ثم الشروع بعدها في الإعلان عن الصفقات الجديدة للنادي.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى