خلف الإقصاء المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، صدمة قوية لدى الشارع الرياضي الجزائري، المتخوف من تداعيات هذه الانتكاسة، خاصة وأن الخضر على موعد شهر مارس المقبل، مع مباراتين حاسمتين في سباق التأهل إلى مونديال قطر.
واقتنع الجميع، بأن المنتخب الوطني الحالي عاجز على عديد المستويات، بعد الفشل الذريع في المباريات الثلاث من نهائيات «الكان»، حيث اكتفى الخضر بحصد نقطة وحيدة وتسجيل هدف واحد، فيما استقبلت شباك مبولحي أربعة أهداف كاملة، في سيناريو أعاد إلى الأذهان خيبة المشاركة في «كان» 2017، حينما ودع أشبال الخضر البطولة من الدور الأول، باصمين على حصيلة جد هزيلة، قبل أن يقدم الناخب الحالي بلماضي، الذي قام بغربلة كبيرة للتعداد، ما مكنه فيما بعد من حصد ثمار التغييرات، وهو ما قد يلجأ إليه الكوتش مجددا، من أجل إعادة الاعتبار للمنتخب المقبل على تحديات هامة، في مقدمتها مباراتي السد المؤهلتين إلى مونديال قطر.
هكذا تجاوز الخضر
 خيبة 2017
بعد إخفاق 2017، الذي تسبب في رحيل الرئيس محمد روراوة والمدرب جورج ليكنس، تم انتخاب خير الدين زطشي على رأس الفاف، ولئن كانت بدايته جد صعبة، عقب الاستعانة بخدمات المدربين ألكاراز وماجر، إذا تدارك بسرعة خطأه، وقام بتعيين بلماضي الذي لم ينتظر كثيرا في رحلته لإعادة ترتيب البيت، لينجح بعدها في وضع الخضر أبطالا لإفريقيا رغم أن لا أحد رشحهم لذلك، وهو ما تأمل الجماهير الجزائرية أن يتكرر بعد إخفاق الكاميرون، خاصة وأن الفرصة جد مناسبة، في ظل امتلاكنا لجيل ذهبي من اللاعبين.
ومما لا شك فيه أن الناخب الوطني، أصبح مطالبا بالتخلي عن بعض الأسماء التي لم تعد تقدم ما يشفع لها بالبقاء.
وبات لزاما على بلماضي التخلي عن «عناده»، بخصوص بعض الأسماء التي أثبتت فشلها الذريع، على غرار المهاجم بونجاح وبديله سليماني، فضلا عن براهيمي وعناصر أخرى.
غويري وآيت نوري
 وعدلي  حل
وبالعودة إلى فلسفة بلماضي، نجد بأنه لم يقم بأي تغييرات على التشكيلة الفائزة بكأس أمم إفريقيا 2019، واكتفى باستدعاء لاعب أو اثنين على مدار آخر ثلاث سنوات، ما انعكس بالسلب على المجموعة التي غابت عنها المنافسة، خاصة وأن بعض العناصر باتت مقتنعة بعدم وجود بدائل قادرة على إزاحتها من مكانتها، والملاحظ أن التشكيلة التي لعبت أمام كينيا في افتتاح «كان» مصر 2019 هي نفسها التي دخلت اللقاء الثاني أمام غينيا الاستوائية في دورة الكاميرون، باستثناء تغيير وحيد بالاعتماد على بن دبكة في مكان قديورة الغائب عن القائمة، وكلها معطيات أثرت بالسلب على المردود العام، وقد تكون سببا في دفع الناخب الوطني للتفكير في ضخ دماء جديدة قادرة على جلب الإضافة، خاصة وأن هناك عديد الخيارات القادرة على مزاحمة العناصر الحالية، في صورة هداف نادي نيس غويري الذي بات مطلبا لإعادة «تأهيل» الخط الأمامي، كونه قادرا على قيادة هجوم الخضر في الاستحقاقات المقبلة، ولكن شريطة الاقتراب منه وإقناعه بحمل ألوان منتخب بلده الأصلي، وهو الذي كان يرحب بذلك في فترة سابقة، غير أن انقطاع الاتصالات معه جعل الأمور تعود إلى نقطة الصفر.
ولا يعد غويري الوحيد الذي بإمكانه أن يدعم كتيبة بلماضي، فهناك أسماء أخرى ناشطة في فرق أوروبية محترمة قادرة على جلب الكثير، في صورة لاعب وسط ميدان نادي بوردو ياسين عدلي المنتقل إلى نادي ميلان، حيث بإمكانه منح التوازن لخط الوسط الذي كان الحلقة الأضعف في دورة الكاميرون، دون نسيان إمكانية بعث الاتصالات من جديد مع قائد نادي ليون حسام عوار الذي تشير كل الأخبار بأنه ندم على اختيار فرنسا، ومستعد لتلبية دعوة المنتخب، ولئن كان بلماضي يمتلك خيارات أخرى في الخط الخلفي قادرة على مزاحمة الأساسيين، في شاكلة ظهير ولفرهامبتون الانجليزي آيت نوري الذي يبصم على موسم رائع مع «الذئاب».
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى