ترتبط المنشآت التي ستحتضن منافسات الألعاب المتوسطية بوهران بتاريخ هذه المدينة العريقة وبرجال صنعوا تاريخها، في صورة الشهيد حمو بوتليليس  الذي أطلق اسمه على قصر المعارض الذي تم افتتاحه قبيل الاستقلال، وها هو اليوم في عيد استرجاع السيادة الوطنية سيفتح أبوابه لرياضيي الحوض المتوسطي الذين سيشهدون عند عودتهم لبلدانهم على مستوى الإنجازات والتنظيم وحفاوة الاستقبال الذي حظوا  به في وهران، وهي الصدف التي جعلت تاريخ رياضة تنس الريشة تكشف أن الجزائر سبق لها وأن شاركت في بطولة عالمية لهذه الرياضة التي مازالت غير معروفة كثيرا لدى العامة من الناس، وسينقل ضيوف الباهية هذه الحقائق وغيرها لبلدانهم وللعالم.

قصر الرياضة حمو بوتليليس : منشأة تشهد على ثورة التحرير وتحمل اسم شهيد


وتم بمناسبة الألعاب المتوسطية إخضاع هذا الصرح الرياضي العريق الذي يحمل اسم أحد أبرز شهداء ثورة التحرير الشهيد حمو بوتليليس، لإعادة تهيئة وتأهيل شاملين بغلاف مالي فاق 30 مليار سنتيم، وأهم ما سيميز هذا الفضاء الرياضي هو أنه لأول مرة بالجزائر يتم تزويد قاعة الرياضة بأبسطة متحركة وعددها 5 بقصر الرياضة لرياضات «كرة اليد، كرة السلة، كرة الطائرة والبدمينتون».
وسيستقبل قصر الرياضة منافسات كرة الطائرة رجال والمباريات النهائية لذات الاختصاص “رجال و نساء”، وتم اختيار هذا المرفق كونه يوفر علوا يصل إلى 18 مترا في الوقت الذي يحتاج فيه هذا التخصص إلى علو12 مترا.
وقد احتضن قصر الرياضة أول منافسة بعد تهيئته وهي الاختبار التجريبي لرفع الأثقال بمشاركة الفريق الوطني لفئة الأكابر رجال و سيدات، حيث حطمت الرباعة بلونيس نهاد الرقم القياسي الوطني في صنف71 كلغ أواسط برفعها 70 كلغ، وتندرج هذه المنافسة ضمن الاختبار التجريبي لجاهزية المنشأة لاحتضان المنافسات الرسمية للألعاب، وكذا فرصة ثمينة للجنة مكافحة المنشطات لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي اختبرت بروتوكول مراقبة التنافس الرياضي والكشف عن تعاطي و استعمال المنشطات وهذا تحت إشراف ممثلي اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات.
للعلم، دخل قصر الرياضة الخدمة سنة 1960 و يتربع على مساحة قدرها 2200 متر مربع، وأجريت به عدة منافسات وطنية وقارية وأبرزها بطولة الأندية الحائزة على الكؤوس لكرة اليد سنة 1988، والبطولة العربية للأمم لكرة السلة سنة 1989، وكذا البطولة العالمية لكرة الطائرة سنة 2005، وتصل قدرة استيعابها إلى 6 آلاف متفرج بالإضافة إلى 300 مقعد للشخصيات الشرفية والسلطات، كما كان صرحا مهما لمختلف المنافسات الرياضية الجماعية والفردية على مدار عقود لغاية غلقه سنة 2018 بسبب اهتراء عدة أجزاء منه، ولكن عمليات التهيئة وإعادة التأهيل التي أطلقتها السلطات المحلية تزامنا والألعاب المتوسطية، سمحت بتأهيل القاعة الشرفية، غرف تغيير الملابس، وقاعة الاستراحة، بالإضافة لقاعة تقوية الأجسام، قاعة العلاج والاسترخاء، كما تم تزويد القصر بإنارة عصرية حيث تختلف باختلاف نوع المنافسة كي تناسبها ولا تؤثر على تركيز الرياضيين، وكل هذه المنشأة بمرافقها أصبحت تحت مراقبة 37 كاميرا لتأمين المنافسات.
المسبح الأولمبي بالمدينة الجديدة يستعيد أمجاده
غير بعيد عن قصر الرياضة بالمدينة الجديدة بوهران، ستكون للمسبح الأولمبي مساهمة في استضافة جانب من الألعاب المتوسطية وتتمثل في منافسة كرة اليد المائية، التي سيجرى نشاط آخر منها بمسبح سيق بمعسكر، على أن يجرى اللقاء النهائي بالمسبح الأولمبي للمركب الرياضي الجديد العصري ببلقايد بوهران، سيبقى المسبح الأولمبي بالمدينة الجديدة مكسبا لاحتضان  منافسات رسمية أو تدريبات المنتخبات وغيرها من النشاطات وهذا بفضل تأهيله.
ويعتبر المسبح الأولمبي بالمدينة الجديدة بوهران، معقلا للأندية الوهرانية الناشطة في رياضة السباحة منذ عقود، وذاكرة لأهم إنجازاتها. وخضع مؤخرا لأشغال التهيئة التي انطلقت في 2018 بقيمة مالية وصلت لحوالي 81 مليون دج، والتي ارتكزت بهذا الصرح الرياضي على تغيير السقف ومسكه، إعادة تهيئة غرف تغييرالملابس والمرشات، إصلاح المدرجات والحوض، وأيضا أشغال تجديد نظام إزالة الرطوبة، وتجديد نظام تسخين المياه وتجديدها.
وأسفرت قرعة كرة اليد المائية ضمن منافسات الألعاب المتوسطية بوهران عن مشاركة الرجال وإلغاء منافسات السيدات بسبب عدم اكتمال النصاب الذي تفرضه قوانين اللجنة الدولية للألعاب وهو وجود 6 فرق للسيدات و8 للرجال، وعليه ستتقابل في المجموعة «أ» كل من اليونان، إيطاليا، إسبانيا و تركيا، أما المجموعة «ب» فالمنافسة قوية بين صربيا، الجبل الأسود، فرنسا، سلوفينيا والبرتغال هذه الأخيرة تشارك للمرة الثانية في الألعاب المتوسطية بعد اعتمادها رسميا في 2018.
سيحتضن المنافسات ضمن الألعاب المتوسطية: أول مسلك من نوعه  للدراجات الهوائية وطنيا


يعتبر مسلك الدراجات الهوائية الذي يحاذي مركب  الألعاب المتوسطية ببلقايد في وهران الأول من نوعه وطنيا حسب بعض المختصين، وسيكون مكسبا لممارسي هذه الرياضة على المستوى الوطني وحتى للهواة، وسيكون فضاء لمنافسات التظاهرة المتوسطية.
وفي هذا الإطار، تزامنت الدورة الدولية الثانية لسباق الدراجات مع انطلاق المرحلة ما قبل الأخيرة من دورة الجزائر للدراجات الهوائية في وهران، وتم خوض المنافسة في صنفين «السباق على الطريق» و»السباق ضد الساعة» على نفس المسارين اللذين سيحتضنان فعاليات الدراجات الهوائية خلال الألعاب المتوسطية وخاصة مسلك الطريق الإجتنابي الخامس، وشارك في هذا الطواف إلى جانب الجزائر حوالي 100 متسابق بينهم ممثلو ثلاثة أندية من الإمارات العربية المتحدة ونادي السلام السعودي و «آل سيكل» الفرنسي، أما على مستوى المنتخبات فشاركت تونس و مصر و ليبيا، وفاز الدراج الجزائري أيمن مرج بالجائزة الكبرى كما تألق زملاؤه على مستوى مختلف المراحل الست التي سيطروا عليها وفاز أغلبهم بها، حيث خلال المرحلة الرابعة بوهران احتل حمزة منصوري من المنتخب العسكري الجزائري المركز الأول على منصة التتويج بعد مسافة 106 كلم بين مستغانم ووهران في صنف سباق ضد الساعة فردي.
وبعد نجاح الطواف، أثنى المشاركون ضيوف وهران والجزائر على التنظيم المحكم للدورة و أيضا على المسلك الذي  اعتبروه جيدا.
الريشة الطائرة أو البدمنتون: لسماري نبيل أول جزائري يشارك في منافسات هذه اللعبة


ستقام منافسة البادمنتون خلال الألعاب المتوسطية، بالقاعة متعددة الرياضات لواد تليلات جنوب وهران، وتحضيرا لهذا الموعد، احتضت ذات القاعة في مارس الفارط وعلى مدار يومين فعاليات البطولة الوطنية لِلريشة الطائرة حسب الفرق بمشاركة 10 فرق من القسم الوطني الممتاز و 6 من القسم الأول بحضور قرابة 90 رياضيا.
وشارك في هذه اللعبة منذ ظهورها لاعبان فقط من الدول العربية وهما الجزائري نبيل لسماري في بكين 2008 رفقة المصرية هادية حسني التي شاركت أيضا في نسخة لندن 2012، بينما تحصلت الجزائرية هالة بوسكاني، على جائزة أفضل لاعبة عربية في رياضة «كرة الريشة الطائرة» سنة 2018 خلال البطولة العربية بمصر.
الريشة الطائرة لعبة قديمة عرفها الإنجليز في عام 1870 وكان ضباط الجيش البريطاني يلعبونها في الهند، ثم انتشرت إلى الصينيين والأندونيسيين الذين نظموا المسابقات والبطولات العالمية خصيصا لهذه اللعبة، وشارك فيها الرجال والنساء منذ عام 1980، ويكون الملعب الذي تقام عليه مباريات تنس الريشة للمحترفين، بعرض6,1 متر وطول 13,4 متر، كما تقسم شبكة الملعب إلى نصفين متساويين، وتصنع الكرة من 16 ريشة من جناح الإوزة وتزن ما بين 4,74 إلى 5,50غراما وتُلعب بواسطة مضرب لا يجب أن  يتجاوز طول إطاره الإجمالي 680 مليمترا وعرضه الإجمالي230 مليمترا.
وظهرت رياضة الريشة الطائرة للمرة الأولى في أولمبياد ميونخ عام 1976و كانت رياضة استعراضية لا تمنح فيها الميداليات، لكن بعد عقدين من الزمن وتحديداً في أولمبياد برشلونة عام 1992 اعتمدت منافسات الريشة الطائرة بشكلٍ رسمي، واحتلت إندونيسيا المركز الأول في هذه المنافسات ب 5 ميداليات «ذهبيتان، فضيتان وثلاث برونزيات».
خيرة بن ودان

الرجوع إلى الأعلى