في الوقت الذي تتزيّن فيه وهران لاستقبال ضيوف المتوسط بعد أيام وحضّرت لهم إبريق الشاي العملاق وسط المدينة، يستعد المواطنون أيضا لاستضافة كل القادمين للباهية في هذه الفترة وخاصة الأجانب لإعطاء أفضل صورة عن الجزائر عموما، ولكن ما لفت انتباهنا ونحن نتجوّل في شوارع وهران هو تداول الكثيرين لكلمة «مرحبا بكم» ولكن باللغة الإنجليزية "welcome"، فتقدمنا من بعضهم لمعرفة سبب هذا التداول.
يقول الشاب محمد وهو بائع خضر في سوق لاباستي بوسط المدينة، إنه متعود على هذه الكلمة أي “مرحبا بكم “ بالإنجليزية لأن الكثير من الأجانب يزورون سوق لاباستي و اضطر لحفظ الكلمة وجعلها عملة لاستقطاب هؤلاء الزبائن، مشيرا أنه لا يعرف سوى اللغة العربية ويتعامل مع ضيوف الباهية بالابتسامة وحسن المعاملة وغالبا لا يكون مضطرا للكلام بل يتجاوب معه هؤلاء بسرعة، ولكن وفق محمد فإن أغلب بائعي الخضر بالسوق يكررون كلمة “welcome” لحفظها على الأقل لإعطاء انطباع جيد عنهم.
غير بعيد عن محمد، وجدنا عمي عمر صاحب محل لأكلة «الكارانتيكا» الذي يتقن الفرنسية ولكن لا يعرف من الإنجليزية سوى كلمة «welcome»، ويقول إنها كافية لأنها عالمية وأنه سبق له التعامل بها مع أجانب قصدوا محله لتناول الكارانيتكا حيث يقول «في كل صيف يزور وهران الكثير من الأجانب، ومنهم من يتحدث الفرنسية وبالتالي لا مشكل عندي ولكن مع المتحدثين بالإنجليزية فلم أتقن سوى مرحبا بكم»، مشيرا أن ضيوف وهران الأجانب يكفي أن تبتسم في وجوههم وتحسن التعامل معهم وفي بعض الأحيان هذا يكفي ويغني عن أي كلام.
بينما أوضحت منال وهي طالبة جامعية أنها تتكلم الإنجليزية لأنها تعلمتها في مدارس خاصة كونها لغة عالمية ويجب على الجميع تعلمها خاصة الشباب، وأنها ستقوم خلال فترة الألعاب المتوسطية بمساعدة كل من يتعذر عليه التعامل مع ضيوف الباهية، وأنها حاليا تلقن بعض التجار وبائعي الخضر كلمة «welcome» حيث كلما وجدت نفسها تشتري لوازمها ولوازم البيت إلا وتسعى لذكر كلمة مرحبا بكم أمام صاحب المحل وترددها له حتى يتمكن منها. وعلى صعيد آخر، فإن محافظة الألعاب المتوسطية اختارت نخبة من المتطوعين الذين يتقنون اللغات وخاصة الإنجليزية، لمرافقة الوفود في كل تنقلاتهم، وهذا لتسهيل تلبية طلباتهم والتعرف على ما يحتاجونه خاصة أثناء المنافسات، وقد خضع هؤلاء المتطوعون لدورات تكوينية في مختلف التعاملات مع الأجانب وأيضا دورات إثبات مستوى حتى تتمكن محافظة الألعاب توزيعهم وفق قدراتهم.
و لكن هذا لا يعني أن باقي المتطوعين لا يعرفون الإنجليزية أو اللغات الأخرى، فهم طلبة جامعيون من مختلف جهات الوطن وأغلبهم من كليات اللغات.    
 بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى