دفعت صدمة الإقصاء من المشاركة في مونديال قطر 2022، الناخب الوطني جمال بلماضي لمراجعة حساباته وتغيير طريقة تفكيره من أجل تصحيح الأخطاء المرتكبة، وأدت للفشل في المشاركة وحضور أكبر حدث كروي في العالم.
وبعد أن اعتمد بلماضي على قائمة مستقرة للاعبين المشاركين في المباريات خلال آخر 3 سنوات، غيّر المسؤول الأول عن العارضة الفنية طريقة عمله، وقام باستدعاء 7 لاعبين لأول مرة في خرجة جديدة على بلماضي، ويتعلق الأمر بكل من الحارس ماندريا، حماش، زدادكة، قادري، بلال براهيمي، عمراني وبن عياد.
وعمد الناخب الوطني خلال المباريات الماضية، وتحديدا خلال الفترة التي عرفت سلسلة اللاهزيمة، إلى إشراك نفش التشكيلة سواء تعلق الأمر بمباريات ودية أو رسمية، حتى أن العام والخاص يعلم هوية اللاعبين الذين سيخوضون أي مباراة، وتحول المنتخب لكتاب مفتوح لمنافسيه.
وخرج المدرب بلماضي عن المألوف هذه المرة، وقام بتوظيف بعض اللاعبين الجدد في مواجهتي منتخبي أوغندا وتنزانيا الرسميتين مثل براهيمي وقادري، ومنحهم حيزا واسعا من الزمن في لقاء إيران الودي، على غرار ماندريا وزدادكة وبراهيمي وبن عياد الذين شاركوا كأساسيين، وهو ما لم يقم به بلماضي في مباريات سهلة على غرار لقاءات منتخبات بوتسوانا والنيجر وجيبوتي وغيرها من المواعيد، وتمكن الجمهور الجزائري من اكتشاف مستوى اللاعبين الجدد في تربص واحد، فيما فشلوا في ذلك طيلة عامين مع المدافع توبة، وبدرجة أقل بولاية وأوكيدجة.
قرار جديد آخر يضاف لـ"فلسفة" بلماضي الجديدة، ويتمثل في إبعاد بعض اللاعبين الركائز، على غرار تاهرات وبونجاح وبلعمري، بسبب نقص المنافسة وعدم جاهزيتهم البدنية، في وقت كان نفس المدرب يستدعي لاعبين غير جاهزين على غرار سليماني وبلايلي وفيغولي الذي حضر تربصات في السابق، رغم أنه مصاب وكذا عطال ووناس ما يؤدي لإصابتهما مباشرة عند إقحامهما لعدم جاهزيتهما.
أما بخصوص ملف ضم اللاعبين المغتربين، الذين مثلوا المنتخب الفرنسي في مختلف الأصناف السنية، فقد غير الناخب الوطني طريقة تعامله مع هذا الملف، حيث سبق وأن صرح أنه يعتبر كل لاعب لم يغيّر جنسيته الرياضية لاعبا فرنسيا، وهو ما أغضب عدة لاعبين كانوا ينوون تدعيم الخضر كرد على تلك التصريحات.
كما أكد بلماضي قبل أشهر قليلة، أنه يملك مجموعة رائعة من اللاعبين وليس بحاجة لتدعيمها بلاعبين جدد، ليخالف كل التوقعات في آخر ندوة صحفية، ويؤكد أنه شرع في الاتصال مع بعض اللاعبين الجديد والذين سيتواجدون في تربصي سبتمبر ونوفمبر، وحسب آخر الأخبار، فإن الأمر يتعلق بكل من آيت نوري وعدلي وعوار وبدرجة أقل أوليز، في حين كان المدرب قد "انتقد" الثلاثي الأول إلا أن صدمة الكاميرون جعلته يتراجع.
كما قرر بلماضي العفو عن آندي دولور بعد أن جزم سابقا أنه لن يستدعي لاعبا يأتي للمنتخب كالعروس، في إشارة لطلب دولور الإعفاء لمدة عام من أجل المشاركة في المونديال دون خوض التصفيات، ورغم الإهانة لم يرد مهاجم نيس على مدربه، ليكون درسا مفيدا للناخب الوطني الذي اضطر لاستدعاء المهاجم بعد معاناة الخط الهجومي، ومن المنتظر أن يكون حاضرا في التربص المقبل.
وأشار بلماضي أن أبواب المنتخب مفتوحة لكل اللاعبين، وهو خطاب لين كانت الخيبات الأخيرة بداية من الإقصاء من الدور الأول من أمم إفريقيا بالكاميرون ثم الفشل في الوصول للمونديال سببه، خاصة وأن تواجد دولور في "الكان" والدور التصفوي كان يمكن أن يقلب كل الموازين بالنظر لفعاليته في تجسيد الفرص إلى أهداف.
وفي ذات السياق، لجأ الناخب الوطني لأول مرة لتغيير خطة اللعب أثناء المباراة، بعد أن دخل لقاء إيران الودي، بخطة تكتيكية 4/2/3/1، وشارك بن ناصر وزرقان في وسط الميدان الدفاعي ويتقدمهما قادري، فيما أشرك غزال يمينا وبراهيمي يسارا وبن عياد كقلب هجوم، لتتغير في النصف الثاني من الشوط الثاني، بعد إجرائه لبعض التغييرات والتحول إلى 4/4/2 بإشراك بن ناصر وزروقي في وسط الميدان إضافة إلى البديلين بلايلي ووناس على الأطراف مع الإعتماد على مهاجمين هما عمورة وعمراني، مع تحويل منصب توبة من ظهير أيسر إلى المحور، من أجل إتاحة الفرصة لحماش الذي عوض بدران.  حاتم / ب

الرجوع إلى الأعلى