أوضحت الدكتورة الأكاديمية والبطلة الرياضية استيتان كرزابي مريم، أنه رغم تحقيق الرياضيات الجزائريات لنتائج كبيرة في الألعاب المتوسطية، وحتى في تظاهرات رياضية عالمية، إلا أنهن فقط واجهة، ولا يمكن القول من خلالهن إن الرياضة النسوية في الجزائر تفرض نفسها، وحتى في التناول الإعلامي، عندما تفوز رياضية وتتوج بالميدالية يقال الرياضة النسوية، أما عند تتويج الرجال يكتب “الجزائر تحصد الميداليات”، داعية لضرورة إعادة الاعتبار للرياضة النسوية التي تعد بالكثير من أجل الجزائر.
وأضافت الدكتورة استيتان كرزابي مريم في لقاء مع النصر، أن الرياضة النسوية كانت موجودة في الجزائر حتى قبل الاستقلال، حيث كانت بعض الجزائريات يمارسن الرياضة مثل فضيلة مكي وصحراوي فضيلة التي تم اختيارها للمشاركة في الألعاب الأولمبية سنة 1956 في “ملبورن الأسترالية”، أما بعد الاستقلال فشهدت الرياضة النسوية تهافتا عليها وكانت التحديات كبيرة، خاصة وأن الجزائر كانت حديثة العهد مع الاستقلال وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية متضررة من مخلفات الاستعمار، مشيرة إلى أنه حتى تواجد المرأة في الجامعة كان محتشما وقتها، وأنها هي شخصيا رفعت التحدي وكانت بطلة رياضية في سنوات الستينيات والسبعينيات، فقد تألقت في كرة اليد ونالت عدة ألقاب مغاربية وقتها رفقة أول فريق جزائري لكرة اليد، كما كانت بطلة في ألعاب القوى وحصدت عدة ميداليات ذهبية، وكشفت في حديثها مع النصر أنها لم تكن لتصبح بطلة ورياضية كبيرة، لولا تواجدها في “الإقامة الداخلية” أثناء مزاولتها دراستها لأن والدها كان معارضا بأن تصبح ابنته رياضية، ولكنها كانت تغتنم أوقات الراحة من الدراسة للتدريبات.
ووجهت الدكتورة مريم، تحذيرات لشباب اليوم الذين تكاد تنعدم عندهم الحركة ونصحتهم بممارسة الرياضة، خاصة مع توفر أجهزة الهاتف المحمول الذي هو عدو النشاط الحركي، مؤكدة أن بعض الأمور اختفت أيضا منها الرياضة المدرسية، التي كانت هي مصدر انتقاء الأبطال، حيث كان المدربون والمسؤولون عن الرياضة يحضرون النشاطات الرياضة المدرسية، ويختارون ذوي المستوى المطلوب لديهم ليصنعوا منهم أبطالا في جميع المجالات.
علما أن الدكتورة استيتان مريم متخصصة في علم الاجتماع الرياضي، وتحصلت على الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1996 ثم حولت الأطروحة الموسومة “الرياضة النسوية الجزائرية” لكتاب، كما سبق لها وأن أشرفت على تدريس علم النفس وعلم الاجتماع الرياضي بجامعتي وهران والعاصمة وغيرها من المعاهد المتخصصة في الرياضة عبر التراب الوطني.
جدير ذكره، أن مريم إستيتان هي من أنارت مشعل حفل افتتاح الملعب الأولمبي 5 جويلية سنة 1972، وكانت وقتها حاملا.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى